277
حكم النّبي الأعظم ج1

يدخلون الحوزات العلميّة أو يعكفون على البحث والتحقيق في حقل المعارف الدينيّة بحوافز غير ربّانيّة ! بَيْد أنّ تعرّفهم على معارف الإسلام النورانيّة ـ بخاصّة تأمّلهم في دور الإخلاص وخطر الحوافز الفاسدة ـ يساعدهم على بلوغ درجات رفيعة من الإخلاص تدريجا . وإذا اشترطنا الإخلاص في كلّ من يريد التعرف على المعارف الإسلاميّة فقد حرمنا الكثيرين من التعرّف على المعارف الدينيّة وَالعلوم الحقيقيّة .


حكم النّبي الأعظم ج1
276

كلام حول طلب العلم للّه

لقد نقلت بعض الأحاديث مقابل أحاديث هذا الباب، وكذلك أحاديث الباب الأوّل من آداب التّعلّم الّتي تؤكّد الإخلاص في النيّة، واجتناب التّعلّم بدوافع غير إلهيّة ، يبدو أنّها معارضة لهذه الأحاديث وهذه الأحاديث هي:
مَن طَلَبَ العِلمَ لِغَيرِ اللّهِ لَم يَخرُج مِنَ الدُّنيا حَتّى يَأتِيَ عَلَيهِ العِلمُ فَيَكونَ للّهِِ . ومَن طَلَبَ العِلمَ للّهِِ فَهُوَ كَالصّائِمِ نَهارَهُ وَالقائِمِ لَيلَهُ . وإنَّ باباً مِنَ العِلمِ يَتَعَلَّمُهُ الرَّجُلُ خَيرٌ مِن أن يَكونَ لَهُ أبو قُبَيسٍ ذَهَباً فَأَنفَقَهُ في سَبيلِ اللّهِ تَعالى.۱
إنَّ الرَّجُلَ لَيَطلُبُ العِلمَ وما يُريدُ اللّهَ ، فَما يَزالُ بِهِ العِلمُ حَتّى يَجعَلَهُ للّهِِ عز و جل .۲

إنّ هذه الأحاديث وإن لم يكن لها اعتبار لازم للتعارض ، بَيْد أنّ التأمّل في مضمونها يفيد عدم وجود تعارض ، وذلك أنّ هذه الأحاديث لا تريد أن تدعو الناس إلى الرياء في طلب المعارف الدينيّة أو تقلّل من دور الإخلاص في بركات تحصيل العلم، بل تشير إلى نقطة دقيقة بالغة الأهميّة ، وهي أنّ أحد معطيات المعارف الإسلاميّة وبركاتها حثّ طالب العلم على الإخلاص . وكم هم الّذين

1.تنبيه الغافلين : ص ۴۲۸ ح ۶۷۰ عن أنس ؛ منية المريد : ص ۱۰۰ وفيه ذيله ، بحارالأنوار : ج ۱ ص ۱۸۴ ح ۹۶ .

2.الفردوس : ج ۱ ص ۱۹۴ ح ۷۳۳ عن أنس .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 226405
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي