المقدّمـة
عاصر الإمام الهادي عليه السلام ستّة من الخلفاء هم : المعتصم، الواثق ، المتوكّل ، المستنصر ، المستعين والمعتزّ . وقد تزامنت إمامته التي استمرّت 34 سنة مع عصر كانت قد أثرت فيه الدعايات الكاذبة لبني اُميّة وبني العبّاس ضدّ الشيعة ، كما أنّ بعض شخصيّات أهل السنّة لم تقف صامتة ، بل إنّها كانت تؤجّج هذه الفتنة ، حتّى طغت معتقدات أهل السنّة على غالب المجتمع المسلم ، واتّسعت النظرة السلبية والكراهية للشيعة بين عامّة الناس ، ولم تعد نسبة التشيّع إلى الشخص أو الأشخاص بأقلّ من السباب والشتائم ۱ . ولذلك كان الشيعة يكتمون تشيّعهم كي لا يتعرّضوا لاضطهاد الناس والدولة .
ولم يكن الإمام الهادي عليه السلام مُستثنى من ذلك ، باعتباره إمام المذهب الشيعي ، ولذلك كان يتعرّض للضغوط من جانب حكّام عصره ومن جانب عامّة الناس في نفس الوقت ، وفي ظلّ تلك الظروف استدعاه المتوكّل العبّاسي من المدينة إلى بغداد ، وفرض عليه رقابة شديدة ، وكان يراقب كلّ تحرّكاته ، وأخيراً فقد فرض عليه الإقامة الجبريّة وسجنه ، بل إنّه همّ بقتله ، ولكن الأجل لم يمهله .
وفي ظلّ هذه الأوضاع بدا أنّ من غير الممكن إقامة حلقات التدريس والمجالس الصغيرة والكبيرة لإرشاد الشيعة ، وفي أثناء ذلك كانت المناظرات