103
الفوائد الرجاليّة

ومنها : قولهم : «من أصحابنا» .
ومعنى ظاهر العبارة واضح ؛ لوضوح دلالته على كونه إماميّاً .
وربما يُستظهر من قول الشيخ في أوّل الفهرست : «كثير من مصنّفي أصحابنا وأصحاب الأُصول ينتحلون المذاهب الفاسدة» ومن ترجمة عبد اللّه بن جبلة ۱ ومعاوية بن حكيم ۲ ، وقولِ الشهيد في اللمعة «بعض أصحابنا» مريداً به عبد اللّه بن بكير ۳ وغيرِ ذلك عدمُ اختصاصه بالفرقة الناجية ؛ ۴ وصَرفُ أمثال تلك العبارة عن ظهورها محلّ تأمّل .
ومنها : كونه وكيلاً لأحدهم عليهم السلام .
ولا ينبغي الريب في أنّهم ما كانوا يوكّلون فاسدَ العقيدة بل كانوا يأمرون بالتنفّر عنهم وإيذائهم بل وأمروا بقتل بعضهم ، وكذا ما كانوا يوكّلون إلاّ من كانوا يعتمدون عليه ويثقون به بل وكان عادلاً أيضاً .
ويؤكّد ذلك أنّ جُلّ وكلائهم كانوا في غاية الجلالة والوثاقة كما يظهر من تراجمهم .
وعن جمعٍ الحكمُ بالعدالة وقبول الرواية من جهة الوكالة ، وحاشاهم أن يمكّنوا الكفّار والفسّاق في وكالتهم ولم ينكروا عليهم ولم ينهوهم عن المنكر ، بل ويداهنوا معهم ويتلطّفوا بهم ويبسطوا إليهم . ولا ينافي ذلك قولُهم ـ كما ورد في بعض الأخبار ـ : إنّ خدّامنا وقوّامنا شرار خلق اللّه ؛ لما عن الشيخ في كتاب الغيبة من أنّ هذا ليس على عمومه وإنّما قالوه لمن غيّر وبدّل وخان . ۵

1.رجال النجاشي : ۲۱۶ / ۵۶۳ ؛ خلاصة الأقوال : ۲۳۷ / ۲۱ .

2.اختيار معرفة الرجال : ۵۶۳ / ۱۰۶۲ .

3.المصدر .

4.المستظهِر هو الوحيد البهبهاني في فوائده : ۴۴ .

5.الغيبة : ۳۴۵ / ۲۹۴ .


الفوائد الرجاليّة
102

ومنها : «خاصّيّ» .
قال في التعليقة : «قد أخذه خالي مدحاً ، ولعلّه لا يخلو من تأمّل ؛ لاحتمال إرادة كونه من الشيعة في مقابل قولهم : «عامّيّ» لا أنّه من خواصّهم . وكون العامّيّ ما هو في مقابل الخواصّ لعلّه بعيد ؛ فتأمّل .» ۱
ومنها : كون الرجل من مشايخ الإجازة .
وفي التعليقة :
«وربما يظهر من جدّي دلالته على الوثاقة» . ۲ وعن المحقّق الشيخ محمّد : وعادة المصنّفين عدم توثيق الشيوخ . ۳ وعن الشهيد الثاني : أنّ مشايخ الإجازة لا يحتاجون إلى التنصيص على تزكيتهم . ۴ وعن المعراج : أنّ التزكية بهذه الجهة طريقة كثير من المتأخّرين ۵ . ۶
وأنت خبير بعدم دلالة العبارة على التزكية المصطلحة . نعم ، الظاهر من كون الشخص من مشايخ الإجازة كمالُ الوثوق به في ضبط الحديث وحفظه ، وأمّا كونه عدلاً إماميّاً فلا . نعم ، يستفاد ذلك من القرائن ككون المجيز من المشاهير ، أو كونِ المستجيز ممّن لا يجوّز الأخذَ من غير العدل الإمامي ونحو ذلك .
وربما يبالَغ ويدّعى كون مشايخ الإجازة في أعلى درجات الوثاقة ۷ إن كان المراد العمومَ ، وإن كان المراد العهدَ كالصدوق وأحزابه ، فهو حقّ .

1.فوائد الوحيد البهبهاني : ۳۶ .

2.قد استدلّ المحقّق محمّد تقيّ المجلسي رحمه الله في مواضعَ من روضة المتّقين بأنّه لا يضرّ جهالة مشايخ الإجازة . فلاحظ : روضة المتّقين ۱۴ : ۴۳ و۳۲۸ .

3.استقصاء الاعتبار ۲ : ۱۴۹ .

4.الرعاية في علم الدراية : ۱۹۲ .

5.معراج أهل الكمال : ۱۲۶ .

6.فوائد الوحيد البهبهاني : ۴۵ .

7.ادّعاه المحقّق البحراني في معراج أهل الكمال : ۱۱۸ .

  • نام منبع :
    الفوائد الرجاليّة
    المساعدون :
    رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424ق / 1382ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 56724
الصفحه من 271
طباعه  ارسل الي