121
الفوائد الرجاليّة

ونظّر فيه في منتهى المقال قائلاً :
إنّ المراد بأمثال هذين اللفظين مَن لا يبالي عمّن يروي وممّن يأخذ ، وهذا ليس طعناً في نفس الرجل ، ثمّ تمسّك باستعمالات المخلّط فيمن هو سالم العقيدة وكذا المختلط ، وباستعمالات الثاني في خصوص المعنى الذي اختاره كقول النجاشي في محمّد بن أُورمة : «كُتُبه صِحاح إلاّ كتاباً يُنسب إليه من ترجمة تفسير الباطن فإنّه مختلط» ونحوِ ذلك .
لا يقال : الأصل ما قلناه إلى أن يظهر الخلاف بلا خلاف ؛ لأنّ الكلمتين مأخوذتان من الخلط وهو الخبط أي المزج ، والأصل بقاؤهما على معناهما الأصلي إلى أن تتحقّق حقيقةٌ ثانية . ۱
أقول : الظاهر ثبوت الحقيقة الثانية في المقام ؛ حيث إنّهم كثيراً مّا ينسبون التخليط إلى الرجل من دون تقييد ، وكذا ينسبون إليه بالنسبة إلى رواياته ، فاختلاف التعبير دالّ على اختلاف المعنى بل يظهر من ملاحظة جملة من عبارات العُدّة أنّهم اعتبروا التخليط في مقابل الإستقامة ، فيقولون لمختلف الحال بفساد العقيدة وصحّتها : انّه حالَ الإستقامة كذا وحالَ التخليط كذا ، مضافاً إلى جواز كونه مأخوذاً من قولهم : «اختلط : إذا فسد عقله» فإذن الظاهر لعلّه ماادّعاه ذلك القيل ؛ فتدبّر .
ومنها : قولهم : «ليس بذلك» أو «بذاك» .
وفي التعليقة :
وقد أخذه خالي ذمّاً . ولا يخلو من تأمّل ؛ لاحتمال أن يراد أنّه ليس بحيث يوثق به وثوقاً تامّاً ، وإن كان فيه نوعُ وثوقٍ من قبيل قولهم : «ليس بذلك الثقة» ولعلّ هذا هو الظاهر فيشعر على نوع مدح ؛ فتأمّل . ۲
وأقول : مقتضى التتبّع في المحاورات إطلاق هذه اللفظة في دفع الإغراق

1.منتهى المقال ۱ : ۱۲۲ ـ ۱۲۰ .

2.فوائد الوحيد البهبهاني : ۴۳ .


الفوائد الرجاليّة
120

توثيقهم أيضاً ؛ فتدبّر .
وبما ذكرنا يظهر ما في مقالته أخيراً من أنّ
أحمد بن محمّد بن عيسى وابنَ الغضائري ربما ينسبان الراويَ إلى الكذب ووضع الحديث أيضاً بعد ما نسباه إلى الغلوّ ، وكأنّه لروايته ما يدلّ عليه ، ولا يخفى ما فيه ، وربما كان غيرهما أيضاً كذلك . ۱ انتهى .
ومنها : قولهم : «مضطرب الحديث» و«مختلط الحديث» و«ليس بنقيّ الحديث» و«يُعرف حديثه ويُنكر» و«غُمز عليه في حديثه» أو «في بعض حديثه» أو «ليس حديثه بذلك النقيّ» وأمثالها .
وهذه ليست بظاهرة في القدح في العدالة ؛ لجواز الإجتماع ، فبمجرّد ذلك لا تندرج الرواية ـ التي في سندها واحد منهم ـ في الضعيف المصطلح .
نعم ، يوجب المرجوحيّةَ بل قد يوجب الإكثارُ من مثل هذا الذمّ رفعَ الوثوق بكون روايته من المعصوم .
وبالجملة : أمثال هذه قدح ظاهر في نفس الرواية لا في نفس الراوي ، فلا منافاة بين قولهم : «فلان ثقة» و«مضطرب الحديث» .
ومنها : قولهم : «كذّاب وضّاع» .
ودلالتهما على القدح في نفس الراوي ، الموجبِ لضعفه على الإصطلاحين واضحة .
ويقرَبهما قولُهم : «مُنكَر الحديث» و«متروك الحديث» و«متّهم» و«ساقط» و«لاشيء» و«ليس بشيء» ونحو ذلك .
ومنها : قولهم : «مختلط» و«مخلّط» .
وعن بعض أنّ أمثاله أيضاً ظاهرة في القدح ؛ لظهوره في فَساد العقيدة .

1.فوائد الوحيد البهبهاني : ۳۹ .

  • نام منبع :
    الفوائد الرجاليّة
    المساعدون :
    رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424ق / 1382ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 56628
الصفحه من 271
طباعه  ارسل الي