131
الفوائد الرجاليّة

والظاهر أنّ الكليني رحمه الله يروي عن محمّد بلا واسطة . فأمّا الكليني رحمه الله فأمره أوضحُ من أن يبيّن .

[ تعيين محمّد بن إسماعيل ]

وأمّا محمّد بن إسماعيل فبعد ما راجعنا إلى كتب الرجال وجدناه مشتركاً بين محمّد بن إسماعيل بن جعفر الصادق عليه السلام ، ومحمّدِ بن إسماعيل بن ميمون الزعفراني الثقة الملاقي لأصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام ، ومحمّدِ بن إسماعيل البرمكي ـ المعروف بصاحب الصومعة الذي وثّقه النجاشي ۱ وضعّفه ابن الغضائري ۲ ـ ، ومحمّدِ بن إسماعيل الرازي الذي في التعليقة أنّه هو البرمكي ۳ ، والظاهر من بعضهم التعدّد وأنّه يروي عن أبي جعفر الثاني عليه السلامبواسطةٍ واحدة ، ومحمّدِ بن إسماعيل بن بزيع من رجال أبي الحسن موسى وأدرك أبا جعفر الثاني ، ومحمّدِ بن إسماعيل النيسابوري الذي يدعى بندفرّ ، وعدّةٍ أُخرى من المجاهيل . كلّهم أحد وعشرون أو اثنان وعشرون رجلاً ، وفي محكيّ المنتقى اثنا عشر رجلاً . ۴
فاحتجنا إلى التمييز ، فلم نجد فيه من الوجوه المميّزة إلاّ الراويَ والمرويَّ عنه والقرائنَ الرجاليّة ، بعد العلم بأنّ ذلك ليس هو الأوّلَ والثانيَ .
فعن جماعة أنّه ابن بزيع ؛ لأنّ الإطلاق ينصرف إليه ووجودِ التصريح به في بعض الأسناد . ولعلّه وَهَمٌ . ولنقدّم ما يستفاد من الرجال ثمّ نبيّن وجه الوهم .
قال الكشّي ـ على ما حكي ـ : «إنّ محمّد بن إسماعيل بن بزيع من رجال

1.رجال النجاشي : ۳۴۱ / ۹۱۵ .

2.مجمع الرجال ۵ : ۱۵۲ .

3.في منتقى الجمان ۱ : ۴۳ أنّ محمّد بن إسماعيل مشترك بين سبعة رجال .


الفوائد الرجاليّة
130

ومنها : كثرة الرواية كما لو وجدنا مَن يروي عن اثنين مشتركين في الاسم ويكون روايته عن أحدهما غالبةً ومعلوماً في الخارج عن حاله ، فتلك الغلبة تكون بمنزلة التمييز وإن لم يذكره في السند ، ولم يكن المذكور في السند إلاّ ذلك الاسم المشترك . فلو لم يكن روايته عن أحدهما غالبة بالغلبة المعتدّ بها ، بقي على إجماله من تلك الجهة ، ولو كانت غالبةً يحصل الظنّ بأنّ هذا هو ذلك .
ومنها : غلبة الاستعمال غلبةً معتدّاً بها كما لو كان أحد المشتركين في الاسم معروفاً بين الرواة بحيث يكون اسمه دائراً بينهم بخلاف الآخر ونحو ذلك من القرائن والأمارات الموجبة للامتياز كما لا يخفى على المتدرّب في الفنّ والعمل .
وقد ألّف بعضهم كتاباً مستقلاًّ ۱ في ذلك مقسّماً له على استعلام مَن اشترك في الاسم فقط ، ومن اشترك في الاسم والأب ، ومن اشترك في الكنى والنسب والألقاب .
والعجب من بعضٍ حيث لا يكتفي بتصحيح الغير ، ويكتفي بتميّزه مع كونهما من باب .
وكيف كان ، فالحريّ بنا الآن أن نباشر لتصحيح سندٍ أو سندين تمريناً على العمل ؛ فإنّ مجرّد العلم غالباً لا يكفي في إتقان العمل ، فنقول :

[ التمرين الأوّل ]

قال في الكافي في أوائل كتاب الحجّة : محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى ، عن منصور بن حازم ، قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام . ۲ انتهى .

1.هو كما مرّ في أوائل الكتاب محمّد أمين الكاظمي «منه» . اسمه هداية المحدّثين إلى طريقة المحمّدين .

2.الكافي ۱ : ۱۸۸ / ۱۵ .

  • نام منبع :
    الفوائد الرجاليّة
    المساعدون :
    رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424ق / 1382ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 56699
الصفحه من 271
طباعه  ارسل الي