133
الفوائد الرجاليّة

أمّا الأوّل فأوّلاً : بأنّ المشهور المصرّحَ به في كلام جملة أنّ الكليني رحمه اللهألّف الكافي في ظرف عشرين سنة ، فيلزم أن يكون تأليف جميع الكافي قبل وفاة مولانا الجواد،فيلزم أن يكون سنّ الكليني زائداً من مائه وثلاثين سنة؛ فإنّ الشخص في أوائل سنّه غير قابل للتصنيف وذلك من البُعد بمكان لا يخفى ؛ فتدبّر .
وأبعدُ منه إدراكه زمانَ الجواد والهادي والعسكري ـ صلوات اللّه عليهم ـ مع عدم روايته في الكافي روايةً واحدة بلا واسطة عن المعصوم ، ولاسيّما بعد ملاحظة شدّة حرصه في ضبط الأخبار ، وأنّ علوّ الإسناد وقلّةَ الوسائط عند المحدّثين أمر مرغوب فيه ، فضلاً عن عدم الواسطة .
وثانياً : بأنّ الأمر لو كان كذلك لنبّه عليه علماء الرجال وعدّوه من أصحاب واحد منهم ؛ فإنّ عادتهم على التنبيه على أدونَ من ذلك ، كما لا يخفى على المتتبّع في كتبهم ، بل الظاهر من أوّل الكافي أنّ تصنيفه له في زمان الغيبة لا في زمان شهود الأئمّة ؛ فتدبّر .
وأمّا الثاني فأوّلاً : لما استظهرناه من كلام الكشّي من عدم إدراك ابن بزيع الأئمّةَ المتأخّرة عن الجواد .
وثانياً : بأنّ مقتضى ذلك إدراكه لستّة من الأئمّة عليهم السلام ، وقد نبّهوا على من أدرك أقلَّ من ذلك ، فكيف أخفَوْا هذه الفضيلة؟!
وثالثاً : بأنّ علماء الرجال مصرّحون بأنّ الفضل يروي عن جماعة منهم ابن بزيع ۱ وذلك في المقام بالعكس ؛ لأنّ الفضل فيه هو المرويّ عنه ، والعقل والعادة وإن كانا لا يستحيلان ذلك لكنّ الطريقة المعروفة المألوفة نقل المؤخَّر عن المقدّم لا العكس ؛ فإنّه بعيد جدّاً .
هذا مضافاً إلى ما عرفت من أنّ وفاة ابن بزيع كانت في زمان الجواد ، ووفاة

1.اختيار معرفة الرجال : ۵۴۳ / ۱۰۲۹ .


الفوائد الرجاليّة
132

أبي الحسن موسى وأدرك أبا جعفر الثاني عليه السلام» ۱ وظاهر هذا الكلام فوته في زمان الجواد عليه السلامومولده عليه السلام في سنة خمس وتسعين ومائة ، ووفاته عليه السلام سنة عشرين ومائتين ، ووفاة الكليني رحمه الله إمّا في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة كما عن النجاشي ، ۲ أو في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة كما عن الشيخ ۳ ، ومولده رحمه اللهغير معلوم التأريخ .
وأمّا الفضل بن شاذان فروى عن أبي جعفر الثاني وقبله عن الرضا عليه السلاموكانت وفاته في زمن العسكري عليه السلام . وعن الكشّي أنّ وفاته كانت قبل شهرين من وفاة مولانا العسكري ، ووفاته عليه السلام في سنة ستّين ومائتين ۴ ، ومولد الحجّة المنتظر ـ عجل اللّه فرجه ـ سنة خمس وخمسين ومائتين أو ثمان وخمسين ومائتين ، وسنّه يوم وفاة العسكري كان خمسَ سنين ، وكان مدّة الغيبة الصغرى أربعاً وسبعين سنة .
وأوّل غيبته الكبرى سنة ثمان أو تسع وعشرين وثلاثمائة ، سنةَ وفاة عليّ بن محمّد آخِر نوّابه ، فيصادف وفاة الكليني رحمه الله أوّل الغيبة الكبرى .
إذا عرفت هذا فاعلم أنّ رواية الكليني رحمه الله الظاهر عن محمّد بن إسماعيل في غاية الكثرة من أوّل الكافي إلى آخره حتّى روى فيه عنه ـ على ما قيل ـ ما يزيد على خمس مئة . وكون ذلك بالإرسال ممّا لا يخلو عن تدليس ، بل الظاهر من بعض الطرق المذكورة في الكتب ـ حيث إنّ المذكور فيه : «حدّثنا محمّد بن يعقوب ، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل » ـ أنّه يروي عنه سماعاً ، فإذن كون ذلك ابنَ بزيع يتوقّف إمّا على وجود الكليني في زمن الجواد عليه السلامبحيث يكون حينئذٍ قابلاً لتصنيف الكافي ، وإمّا على بقاء ابن بزيع إلى الغيبة الكبرى وكلا الإحتمالين فاسد .

1.نقل عنه في رجال النجاشي : ۳۳۱ / ۸۹۳ .

2.رجال النجاشي : ۳۷۸ و۳۷۷ / ۱۰۲۶ .

3.الفهرست : ۳۹۵ / ۶۰۳ .

4.اختيار معرفة الرجال : ۵۴۳ / ۱۰۲۸ .

  • نام منبع :
    الفوائد الرجاليّة
    المساعدون :
    رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424ق / 1382ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 56690
الصفحه من 271
طباعه  ارسل الي