135
الفوائد الرجاليّة

الحركة والإنتقال من كتاب التوحيد ۱ وفي غيره ، فيذكر الواسطة عند الرواية عنه ويقيّده ۲ غالباً ، والمفروض فيما نحن فيه خلافهما .
فإن قلت : يَظهر كونه البرمكيَّ بإطباق علمائنا ـ كما ادّعاه البهائي ـ على تصحيح ما يرويه الكليني عن محمّد بن إسماعيل الذي فيه النزاع ، ولم يتردّد في ذلك إلاّ ابن داود ۳ لا غير ، ولم يوثّق أحد من علماء الرجال الموسوم بهذا الاسم ـ الذي يمكن أن يكون هو هو ـ إلاّ الزعفراني والبرمكي ، لكنّ الزعفراني ممّن لقي أصحاب الصادق عليه السلام كما نصّ عليه النجاشي ، ۴ فيبعد بقاؤه إلى عصر الكليني ، فيقوى الظنّ في جانب البرمكي مع كونه رازيّاً كالكليني رحمه الله .
قلت : طرق معرفة وثاقة الرجل وكون السند صحيحاً متعدّدةٌ ، والموجودة منها في المقام أُمور : كون الرجل من مشايخ الإجازة وإكثار الكليني الرواية عنه ، وعدم تصريحه في السند بما يتميّز به مع إكثار الرواية عنه ، فمجرّد عدم تصريحهم بالتوثيق لا يوجب عدم الصحّة كما لا يخفى على المتتبّع .
ثمّ إنّ ما يبعّد كونَه الزعفرانيَّ يبعّد كونه البرمكيَّ أيضاً ، كما يظهر من النجاشي عند ترجمة عبد اللّه بن داهر ۵ . وكون الشخصين من مكان واحد لا دلالة فيه على التميّز كما لا يخفى .
فإن قلت : ما ذكرتَ من استفادة التوثيق من الأُمور المذكورة يجري في الكلّ فما المميّز ؟
قلت : أوّلاً : لا حاجة حينئذٍ إلى التمييز .
وثانياً : أنّ الظاهر أنّه محمّد بن إسماعيل أبو الحسن النيسابوري

1.الكافي ۱ : ۷۸ / ۳ .

2.في «ألف» : «تقييده» .

3.رجال ابن داود : ۳۰۶ .

4.رجال النجاشي : ۳۴۵ / ۹۳۳ .

5.المصدر : ۲۲۸ / ۶۰۲ .


الفوائد الرجاليّة
134

الفضل قبل وفاة العسكري بشهرين ، وبين فوته والجواد أربعون سنة ، فيلزم على هذا الإحتمال أن يروي المقدّم موتُه على موت الفضل بأزيدَ من أربعين سنة عنه ، وهو كما ترى .
على أنّ الكليني ـ على الظاهر ـ لم يدرك الفضل ولم يَرْوِ عنه من غير واسطة ، فبأن لا يدرك ابنَ بزيع ـ الذي من رواته الفضلُ ـ أولى ، مضافاً إلى سائر القرائن ؛ فإنّ الكليني إنّما يروي عن ابن بزيع بواسطتين ، بل قد يروي عنه بوسائطَ ؛ فإنّ ابن بزيع بالنسبة إليه إمّا في الطبقة الرابعة ۱ أو الثالثة ، والمفروض في المقام رواية الكليني عن محمّد بن إسماعيل ، مع أنّ ابن بزيع غالباً مذكور في الكافي باسم أبيه وجدّه ، فترك اسم الجدّ ممّا يوجب الظنّ بأنّه ليس هو ، فسقط الاستدلالان المذكوران ۲ لهذا الإحتمال .
وعن البهائي : أنّه البرمكي بقرينة أنّ الصدوق يروي عن الكليني بواسطة وعن البرمكي بواسطتين ، فيظهر بحسب الطبقة أنّه ذلك ، وأنّ الكشّي المعاصر لثقة الإسلام الكليني يروي عن البرمكي تارةً بواسطة وأُخرى بدونها ، فينبغي أن يكون هو ذلك ؛ ليشترك المعاصران في ذلك ؛ ولأنّ محمّد بن جعفر الأسدي ـ المعروفَ بأبي عبد اللّه الذي كان معاصرَ البرمكي ـ توفّي قبل وفاة الكليني رحمه اللهبقريب من ستَّةَ عَشَرَ سنة ، فيقرب زمانه من زمان البرمكي جدّاً . ۳
وليت شعري أنّ هذه الوجوه الثلاثةَ هل توجب جواز كونه البرمكيَّ أو تعيينَه ، والمدّعى هو الثاني ، والدليل يوافق الأوّل ؟ !
نعم ، لو كان رواية الصدوق عن البرمكي الراوي عن الفضل بواسطتين إحداهما الكليني ، لطابق الدليل المدّعى وهكذا . مضافاً إلى أنّ الكليني يروي عن البرمكي بواسطة محمّد بن جعفر الأسدي ، كما في باب حدوث العالم وباب

1.إن كانت الوسائط ثلاثة «منه» .

2.هما ما تقدّم في كلام الجماعة من أنّ الإطلاق منصرف إليه ووجود التصريح به في بعض الأسناد «منه» .

3.مشرق الشمسين : ۷۵ ـ ۷۷ .

  • نام منبع :
    الفوائد الرجاليّة
    المساعدون :
    رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424ق / 1382ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 56873
الصفحه من 271
طباعه  ارسل الي