149
الفوائد الرجاليّة

والحاصل : أنّ نسبة الوقف إلى سماعة إنّما حصلت من الصدوق والشيخ والعلاّمة ، ومستند الأخيرين قول الأوّل ؛ والأماراتُ المذكورة ممّا يحصل منه الظنّ بالوثاقة ؛ لكونها أقوى .

[ أبو بصير ]

وأمّا أبو بصير ، فهو كنية لأربعة : عبدِ اللّه بن محمّد الأسدي من أصحاب الباقر عليه السلام ۱ ، وعن الكشّي من أصحاب الصادق عليه السلام ۲ ، وليثِ بن البختري المرادي الراوي عنهما ۳ وعن الكاظم عليه السلام ۴ ، ويحيى بنِ القاسم أو ابنِ أبي القاسم الأسدي ۵ ، ويوسفَ بنِ الحارث ۶ .
والأوّل مجهول ، والذي وثّقه جمع يلقّب بالحجّال . ۷
والثاني يدلّ على جلالته الأخبار الدالّة على أنّه ومحمّدَ بن مسلم وبريدَ بن معاوية وزرارة بن أعين أوتاد الأرض وأعلام الدين ، القوّامون بالقسط ، القوّالون بالصدق ، والسابقون المقرّبون ، حفّاظ الدين ، وأُمناء أبي جعفر الباقر عليه السلام على حلال اللّه وحرامه ، المخبتون المبشَّرون بالجنّة ، الذين لو لا هم لانقطعت آثار النبوّة واندرست أعلام الدين . ۸
وعن ابن الغضائري : «كان أبو عبد اللّه يتضجّر به ويتبرّم ، وأصحابه يختلفون

1.رجال الطوسي : ۱۲۹ / ۲۶ .

2.اختيار معرفة الرجال : ۱۷۴ / ۲۹۹ .

3.كما في رجال النجاشي : ۳۲۱ / ۸۷۶ .

4.الفهرست : ۳۸۲ / ۵۸۷ .

5.رجال النجاشي : ۴۴۱ / ۱۱۸۷ .

6.روى عن الباقر عليه السلام . رجال الطوسي : ۱۴۱ / ۱۷ .

7.رجال الطوسي : ۳۸۱ / ۱۸ ؛ رجال النجاشي : ۲۲۶ / ۵۹۵ ؛ خلاصة الأقوال : ۱۰۵ / ۱۸ .

8.اختيار معرفة الرجال : ۱۷۰ / ۲۸۷ .


الفوائد الرجاليّة
148

قلت : ما كَذَبتك يابن رسول اللّه ! نحن شرّ الناس عند الناس سمّونا كفّاراً ورافضيّة ، فنظر إليّ ، ثمّ قال : «كيف بكم إذا سيق بكم إلى الجنّة وسيق بهم إلى النار ، فينظرون إليكم ويقولون : « مَا لَنَا لاَ نَرَى پرِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِنَ الْأَشْرَارِ »؟۱ يا سماعة بن مهران ـ إلى أن قال عليه السلام ـ : واللّهِ لا يدخل النار منكم رجل واحدٌ فتنافسوا في الدرجات» . ۲
قال في التعليقة :
وبالجملة : مثل هذا المشهور لو كان واقفيّاً ، لبعُد خفاؤه على المشايخ المجيزين، كما يبعد سكوتهم بالمرّة مع اطّلاعهم . كيف ؟ ويظهر منهم خلافه .
نعم ، في الفقيه في بابين رميه به . ۳ لكن هذا غير كافٍ في رفع الإستبعاد فضلاً عن أن يعارض ما قدّمناه ويترجّح عليه ، على أنّه يبعد خفاؤه على النجاشي و[ابن ]الغضائري ، فلعلّهما لم يعتنيا به لما ظهر لهما عند تأمّلهما ، واعتنى الشيخ فنسب ، ويكون الأصل فيه ما في الفقيه كما اتّفق في جمع ؛ ۴ لغاية حسن ظنّه به . ولعلّ رمْيَ الصدوق رحمه الله إيّاه لرواية الواقفة عن زرعة ، عنه حديثَ الوقف ، ۵ ولم يطّلع على تكذيب الرضا عليه السلامأو لم يعتمد ، أو من إكثار رواية زرعة عنه ، أو نحو ذلك . ـ إلى أن قال ـ : وبالجملة : حديثه لا يقصر عن حديث الثقات ؛ لما في العُدّة من أنّ الطائفة عملت بما رواه ۶ ، مع أنّ هذا هو المشاهدَ منهم ، وكونِه كثيرَ الرواية ومقبولها وسديدها حتّى عند القمّيّين ، حتّى ابن الوليد وأحمد بن محمّد بن عيسى . ۷ انتهى ملخّصاً .

1.ص (۳۸) : ۶۲ .

2.الأمالي للطوسي : ۲۹۵ / ۵۸۱ ، ملخّصاً .

3.الفقيه ۲ : ۸۸ / ۳۹۷ .

4.كمحمّد بن عيسى وغيره .

5.قد مرّ آنفاً .

6.العدّة في أُصول الفقه ۱ : ۱۵۰ .

7.منهج المقال : ۱۷۵ .

  • نام منبع :
    الفوائد الرجاليّة
    المساعدون :
    رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424ق / 1382ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 56663
الصفحه من 271
طباعه  ارسل الي