جلس أبو بصير على باب أبي عبد اللّه عليه السلامليطلب الإذن ، فلم يؤذن له ، فقال : لو كان معنا طبق لأذن ، فجاء كلب فشغر في وجه أبي بصير ، قال : أُفٍّ أُفٍّ ، ما هذا ؟ قال جليسه : هذا كلب شغر في وجهك . ۱
وهذا واضح الدلالة على أنّه المكفوف .
والجواب عنه : أنّ الظاهر أنّ هذا ممّا مازح به البوّاب ـ كما هو المتعارف في يومنا ـ بل في قوله : «ليطلب الإذن» دلالة على أنّ المراد : فلم يؤذن له في طلب الإذن ؛ فتدبّر . ولاأقلّ من الإحتمال المساوى .
وشغر الكلب على التقدير الأوّل إنّما هو لسوء الأدب بالنسبة إلى خدّام الإمام عليه السلامفلا يصلح قرينةً على كونه بالنسبة إليه عليه السلام .
ومع الغضّ عن الكلّ فضعف سند أمثال ذلك ممّا يمنع عن مقاومة مادلّ على المدح ، فلنقتصر على ذلك .
فتحصّل من ذلك أنّ المرادي والأسدي المكفوفَ من الثقات ، والأسديَّ الآخَرَ من المجاهيل .
وأمّا يوسف بن الحارث ـ إن كان مكنّى بتلك الكنية ـ فبتريٌّ .
فمتى وردت رواية عن أبي بصير كانت مشتركة بين الصحيحة والضعيفة ، محتملةً لهما .
وأمّا الحذّاء الواقفي ، فليس ممّن كنّي بذلك .
ثمّ إنّ الإشتراك بين الأربعة إنّما هو إذا كان الإمام المرويُّ عنه مولانا الباقرَ عليه السلاموإذا كان مولانا الصادقَ عليه السلام والكاظمَ عليه السلام ، سقط احتمال البتري ؛ لكونه في رجال الشيخ من أصحاب الباقر عليه السلام ۲ وسقط المجهول أيضاً ؛ لكونه كذلك فيه إلاّ أنّك