167
الفوائد الرجاليّة

فشكّ وأضمر أنّي ساحر» ۱ فمضافاً إلى كونه ضعيف السند ممّا ينافي جلالة المرادي جدّاً .
وأمّا إسحاق بن عمّار ، فهو المعركة العظمى ؛ فإنّهم اختلفوا أوّلاً في تعدّده ووحدته، فممّن يظهر منه الثاني: الصدوق ، ومنهم: الشيخ الضابط النجاشي ، قال:
إسحاق بن عمّار بن حيّان مولى بني تغلب ، أبو يعقوب الصيرفي ، شيخ من أصحابنا ثقة وإخوته : يونس ، ويوسف ، وقيس ، وإسماعيل وهو في بيت كبير من الشيعة وابنا أخيه : عليُّ بن إسماعيل وشبر بن إسماعيل كانا من وجوه مَن يروي الحديث . روى إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه عليه السلاموأبي الحسن عليه السلام . ۲
إلى آخر ما ذكره . ولمّا لم يذكر في الرجال إلاّ ذلك فالظاهر اعتقاده انحصار إسحاق بن عمّار في ذلك .
ومنهم : ظاهر الشيخ في الفهرست ؛ ۳ حيث قال فيه : «إسحاق بن عمّار الساباطي ، له أصل وكان فطحيّاً إلاّ أنّه ثقة وأصله معتمد» واقتصر عليه .
ومنهم : السيّد أحمد بن طاوس ؛ فإنّه بعد ما أورد الرواية التي رواها الكشّي ، عن محمّد بن مسعود ، عن محمّد بن نصير ، عن محمّد بن عيسى العبيدي ، عن زياد العبدي ، قال : كان أبو عبد اللّه عليه السلام إذا رأى إسحاق بن عمّار وإسماعيل بن عمّار ، قال : «وقد يجمعهما الأقوام ،أي الدنيا والآخرة » .
قال :
ويبعد أن يقول الصادق عليه السلام هذا ؛ لأنّ إسحاق بن عمّار كان فطحيّاً والرواية في طريقها ضعفٌ بالعبيدي ، وبزياد ؛ لأنّ زياد بن مروان القندي واقفي . ۴

1.منهج المقال : ۱۴۶ .

2.رجال النجاشي : ۷۱ / ۱۶۹ .

3.الفهرست : ۳۹ / ۵۲ .

4.التحرير الطاووسي : ۴۰ و۴۱ ؛ نقل الرواية عن اختيار معرفة الرجال : ۴۰۲ / ۷۵۱ .


الفوائد الرجاليّة
166

وربّما يستشكل في كون عاصم بن حميد من مميّزات الأسدي ؛ لما في الفقيه في باب الوقت الذي يحرم فيه الأكل والشرب على الصائم من أنّه روى عاصم بن حميد عن أبي بصير ليث المرادي ۱ ، بل يظهر من ضمّ هذه المقالة مع ما سمعت من باب مواقيت التهذيب والاستبصار من رواية عاصم عن أبي بصير المكفوف ۲ أنّ المرادي أيضاً مكفوف ، فيختلّ جملة من المميّزات السابقة .
ولكن يمكن الجواب عنه : بأنّ ذلك الحديث روي في الكافي مطلقاً ۳ وفي التهذيبين مقيّداً بالمكفوف . وفي الفقيه بالمرادي ۴ ، فيظهر من ذلك أنّ التقييد نشأ من الإجتهاد ، بل لعلّ التقييد في التهذيبين في مقام الردّ على الصدوق ، فلا يقوم مثل ذلك حجّةً على نقض ما قلناه .
نعم ، لو لم يضمّ إلى مقالة الشيخ كونُه أعرفَ بالرجال ، لاشتبه الأمر عند رواية عاصم عن أبي بصير .
لكن قد عرفت أنّه لا حاجة إلى التعيين إلاّ عند التعارض ؛ فإنّ المرادي ـ كما يظهر من الأخبار ـ أوثقُ من الأسدي ، ولعلّ ذلك غير موجود أو قليل ؛ فتدبّر . ۵
وأمّا مكفوفيّة المرادي ، فظاهر كلمات علماء الرجال خلافه ؛ حيث نسبوها إلى الأسدي فقط دون المرادي ، مع أنّ بناءهم على ذكر الأوصاف ليثمر في التمييز .
وما في منهج المقال في ترجمة زرارة ، عن أبي عبد اللّه أنّه قال : «كيف أصنع بهم وهذا المرادي بين يديَّ ، وقد أُريتُه ـ وهو أعمى ـ بين السماء والأرض ،

1.تهذيب الأحكام ۲ : ۳۹ / ۷۳ ؛ الاستبصار ۱ : ۲۷۶ / ۱۳ .

2.الكافي ۴ : ۹۹ / ۵ .

3.الفقيه ۲ : ۱۳۰ .

4.إشارة إلى أنّ قلّة التعارض لا توجب عدم الاحتياج إلى التعيين «منه» .

  • نام منبع :
    الفوائد الرجاليّة
    المساعدون :
    رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424ق / 1382ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 56910
الصفحه من 271
طباعه  ارسل الي