173
الفوائد الرجاليّة

من بصائر الدرجات حيث قال الصفّار : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن إسحاق ۱ ، فهو يغاير لإسحاق الراوي عن مولانا الصادق والكاظم عليهماالسلام .
والجواب عنه : أنّ يعقوب بن يزيد من أصحاب الرضا عليه السلام ، والصفّارَ من أصحاب العسكري عليه السلام فلا ضير في الرواية عن إسحاق الراوي عن الأئمّة الثلاثة .
وأيضاً رواية بعض المعاصرين عن بعضٍ آخَرَ بلا واسطة أو بواسطة ـ متّحدة كانت أو متعدّدةً ـ غيرُ عزيزة ، فلا وجه للتعدّد ومضافاً إلى كونه خلافَ الأصل .
ثمّ إنّه يدلّ على كون ذلك الواحد ابنَ عمّار بن حيّان وجوه :
الأوّل : ما سمعت سابقاً ممّا رواه الكشّي ؛ حيث إنّ الظاهر منه أنّ إسحاق وإسماعيل أخوان ، وإذا ضمّ ذلك بالصحيح المرويّ في الكافي في باب البرّ بالوالدين عن عمّار بن حيّان قال : خبرت أبا عبد اللّه ببرّ ابني إسماعيل بي . فقال : «لقد كنت أُحبّه وقد ازددت له حبّاً » ۲ دلّ على المطلوب .
الثاني : تصريح النجاشي ـ كما سمعت ـ بأنّه ابن عمّار بن حيّان ۳ . ومن المسلّمات بين أهل الرجال أنّه أضبطُ من الشيخ .
الثالث : التتبّع في النصوص ؛ حيث صُرّح فيها بالتقييد بالصيرفي كما في الكافي في باب النهي عن الإشراف على قبر النبيّ صلى الله عليه و آله ۴ ، وفيه في باب النوادر من أواخر المعيشة ۵ وغيرهما ، ولم يوصفوا ابن الساباطي بالصيرفي .
ثمّ إنّ النجاشي قال في ترجمة إسحاق بعد ما حكيناه سابقاً :
روى إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن عليه السلام ، ذكر ذلك أحمد بن

1.رجال النجاشي : ۷۱ / ۱۶۹ .

2.الكافي ۲ : ۱۶۱ / ۱۲ .

3.بصائر الدرجات : ۳۳ / ۱ .

4.الكافي ۱ : ۴۵۲ / ۱ .

5.المصدر ۵ : ۳۱۸ / ۵۶ .


الفوائد الرجاليّة
172

ومنها : أنّ الظاهر من الرواية الثانية أنّ تلك الواقعة إنّما كانت قبل دخوله عليه السلامفي حبس هارون ، والظاهر منها أيضاً عدم مكثه بعد ذلك المجلس إلاّ يسيراً ، فهو يغاير ابن عمّار الحاكي لبعض أحوال الكاظم عليه السلام في السجن من دخول أبي يوسفَ ومحمّد بن الحسن صاحبَيْ أبي حنيفة عليه وإخبارِه عن موت الموكّل عليه في ليلته . ۱
وضعف هذا الوجه أيضاً واضح ؛ لعدم المنافاة بين كون الشخصين شخصاً واحداً ؛ لأنّ مدلول الرواية الأُولى أنّ مكث إسحاق بعد الحكاية لم يكن إلاّ يسيراً ، وأين ذلك من عدم إمكان حكايته حالةَ الحبس ، أو كونِه مستبعداً ؟
نعم ، لو كان مُفاد الأُولى موتَ ابن عمّار قبل دخول الحبس ، لاتّضحت المنافاة ، بل لو كان مدلولها ذلك أيضاً يمكن منع المنافاة ؛ لما رواه الصدوق في العيون من أنّ هارون حبسه عليه السلام أوّلاً فدعا عليه فرأى في المنام أسود بيده سيف يقول : أطلق عن موسى بن جعفر عليه السلام وإلاّ ضربتك بسيفي فخاف وأطلقه . وكان يدخل عليه في كلّ خميس كريماً شريفاً إلى أن حبسه ثانياً فلم يطلق عنه حتّى سلّمه إلى سندي بن شاهك وقتله بالسّمّ . ۲ فيمكن أن يكون حكاية إسحاق في الحبس أوّلاً وموته قبل الحبس ثانياً .
ومنها : أنّ يعقوب بن يزيد قد يروي عن إسحاق بن عمّار بلا واسطة ، فهو يغاير من يروي عنه بثلاث وسائطَ كما في بعض أخبار التهذيب في باب الزيادات من الحدود . ۳
وأيضاً قد يروي إسحاق عن أبي جعفر عليه السلام بثلاث وسائطَ كما في الباب الثامن

1.الخرائج والجرائح ۱ : ۳۲۲ / ۱۴ ؛ بحار الأنوار ۴۸ : ۶۴ / ۸۳ .

2.عيون أخبار الرضا عليه السلام ۲ : ۸۷ / ۱۳ .

3.تهذيب الأحكام ۱۰ : ۱۵۱ / ۳۵ وفيه : محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبد اللّه بن جبلة ، عن أبي جميلة ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام .

  • نام منبع :
    الفوائد الرجاليّة
    المساعدون :
    رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424ق / 1382ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 56871
الصفحه من 271
طباعه  ارسل الي