177
الفوائد الرجاليّة

تضربه ؟» . فقلت : ربّما ضربته مائةً ، فقال : مائةً مائةً! فأعاد ذلك مرّتين . ثمّ قال : «هذا حدّ الزنى اتّق اللّه » . فقلت : جعلت فداك ، فكم ينبغي لي أن أضربه ؟ فقال : «واحداً» . فقلت : واللّه لو علم أنّي ما أضربه إلاّ واحداً ما ترك لي شيئاً إلاّ أفسده . فقال : «فاثنين» قلت : جعلت فداك ، هذا هلاكي إذن ، قال : فلم أزل أُماكسه حتّى بلغ خمسة ، ثمّ غضب ، فقال : «يا إسحاق» ۱ إلى آخر الحديث .
وأمثال هذه الأخبار ودلالتها على القدح غير ظاهرة .
أمّا الأخير ، فلاحتمال قوله : «ربما ضربته مائة» الإخبارَ عن الصادر عنه في الماضي ، كاحتماله إرادةَ إيقاع الضرب بعد ذلك ، والظاهر من أمثال العبارة في مقام الإستفتاء هو الثاني .
سلّمنا ، لكن ظهور الأوّل في الماضي معارض لظهور قوله عليه السلام . «وكم تضربه» في الثاني .
سلّمنا ، لكن نمنع إيجابَه الفسقَ ؛ إمّا لعدم معلوميّة كونه من الكبائر ـ وكونُه بعنوان الإصرار غير معلوم بل في قوله : «ربما» دلالة على وقوعه نادراً ـ وإمّا لكونه جاهلاً بالمسألة واعتقاده جواز ذلك . وغضبُه عليه السلام لعلّ الداعيَ إليه إصرار السائل في طلب نهاية مايجوز له في مقام التأديب كما هو المعهود من المفتي عند إصرار المستفتي لا ارتكابه للمحرّم ، ولا أقلّ من الإجمال .
وأمّا سابقه ، ۲ فلأنّ منشأ استفادة القدح هو الذيل ، وهو غير موجود في الكافي ۳ ، ووجوده في الفقيه لا يضرّ ؛ لعدم صراحته في القدح ؛ فإنّ أصل سؤال علّة الحكم ممّا وقع كثيراً من أجلاّء الرواة ولم يتأمّل أحد فيهم من تلك الجهة ؛ فإنّ

1.الكافي ۷ : ۲۶۷ / ۳۴ .

2.أي عدم ظهور الأخبار في القدح .

3.الكافي ۵ : ۵۱۳ / ۲ .


الفوائد الرجاليّة
176

كان أو متعدّداً ، فطحيّاً كان أو إماميّاً .
وعرفت أيضاً أنّ محلّ الحكم بالفطحيّة هو ابن عمّار الساباطي ، وحيث أثبتنا اتّحاده وأن ليس لابن الساباطي عين ولا أثر في الأسانيد ، اتّضح وثاقته بالوثاقة المصطلحة . ودعوى فطحيّته ناشئة إمّا من الإشتباه في التشخيص ، أو من الإشتباه في الوحدة والتعدّد ؛ فتدبّر جدّاً .
ثمّ إنّ هناك أخباراً ربما يمكن دعوى استفادة ذمّ الرجل منها :
مثل ما رواه الصفّار في البصائر بوسائطه :
عن إسحاق بن عمّار ، قال : دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام أُودّعه ، قال : «اجلس» شِبهَ المُغضَب . ثمّ قال : «يا إسحاق ، كأنّك ترى أنّا من هذا الخلق ؟ أما علمت أنّ الإمام منّا بعد الإمام يسمع في بطن أُمّه ، فإذا وضعتْه أُمّه كتب اللّه على عضده الأيمن «وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلَ لِكَلِمَـتِهِى وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » فإذا شبّ وترعرع نُصب له عمود من السماء إلى الأرض ينظر به إلى أعمال العباد» . ۱
ومثل ما عن [ أبواب ] نكاح الفقيه في باب حقّ المرأة على الزوج . قال :
سأل إسحاق بن عمّار أبا عبد اللّه عن حقّ المرأة على زوجها ، فقال عليه السلام : «يشبع بطنها ـ إلى أن قال إسحاق ـ بعد حكايته عليه السلام اشتكاءَ خليل الرحمن إلى اللّه تعالى خلقَ سارة ووحيه تعالى إليه أنّ مَثَل المرأة مثل الضلع إن أقمته انكسر ، وإن تركته استمعت به ـ : قلت : من قال هذا ؟ فغضب ، ثمّ قال : «هذا واللّه قول رسول اللّه صلى الله عليه و آله» . ۲
ومثل ما في نوادر كتاب الحدود من الكافي عن إسحاق بن عمّار ، قال :
قلت لأبي عبد اللّه : ربما ضربت الغلام في بعض ما يجرم ، فقال : «وكم

1.بصائر الدرجات : ۴۵۳ / ۹ .

2.الفقيه ۳ : ۴۴۰ / ۴۵۲۶ ـ ۴۵۲۷ .

  • نام منبع :
    الفوائد الرجاليّة
    المساعدون :
    رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424ق / 1382ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 56750
الصفحه من 271
طباعه  ارسل الي