خاتمة
في علم الدراية
علم الدراية ـ على ما في وجيزة البهائي ـ : «علم يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه وكيفيّة تحمّله وآداب نقله» . ۱
ـ وعلى ما في شرح الدراية للشهيد الثاني ـ : «علم يبحث فيه عن متن الحديث وطرقه من صحيحها وسقيمها وعليلها وما يحتاج إليه ليعرف المقبول منه والمردود» . قال : «وموضوعه الراوي والمرويّ من حيث ذلك ، وغايته معرفة ما يُقبل من ذلك ليُعمل به ، وما يُردّ منه ليُتجنّب ، ومسائله ما يذكر في كتبه من المقاصد ۲ » .
ولعلّ التعريف الأوّل هو الصواب ؛ لعدم اشتمال الثاني على البحث عن كيفيّة التحمّل وآداب النقل ، مع كونهما من مسائل الفنّ كما يشهد به ملاحظة كتبه .
ثمّ إنّ موضوعه على التعريفين هو السند والمتن ، فتخصيصه بالراوي والمرويّ مخدوش من وجهين :
أحدهما : أن لا وجه للتخصيص .
والثاني : أنّ الراوي ـ كما عرفت ـ موضوع علم الرجال ، والفرق بين العلمين من كلماتهم ظاهر .