191
الفوائد الرجاليّة

منها : المسند ، وهو ما علم سلسلته بأجمعها على ما في وجيزة البهائي ۱ ، والأولى أن يعرّف بما اتّصل سنده مرفوعاً من راوٍ إلى منتهاه إلى المعصوم ؛ فتدبّر .
و منها : المتّصل ، ويسمّى الموصول أيضاً ، وهو ما كان كلّ واحد من رواته قد سمعه ممّن فوقه أو أخذه وتحمّله بما هو في معنى السماع من الإجازة والمناولة ، سواء كان مرفوعاً إلى المعصوم أو موقوفاً . والنسبة بينهما العموم المطلق .
و منها : المرفوع ، وهو ما أُضيف إلى المعصوم من قول أو فعل أو تقرير كأن يقال في الرواية : إنّه قال كذا ، أو فعل كذا ، أو فعل غيره بحضرته فلم ينكره عليه مع الاطّلاع وعدم المانع ، سواء كان إسناده متّصلاً بالمعصوم ، أم منقطعاً بترك بعض رواته ، أو إبهامه .
وبينه وبين سابقه العموم من وجه ، كالمرفوع غير المتّصل ، والمتّصل غير المرفوع كالموقوف ، والمرفوع المتّصل . وبينه وبين الأوّل العموم المطلق كسابقه .
منها : المعنعن ، وهو ما يقال في سنده : فلان عن فلان ، من غير بيان للحديث والإخبار والسماع .
وقد اختلفوا في أنّ الإسناد المعنعن في حكم المرسل ؛ لأنّ العَنْعَنَة أعمّ من الاتّصال ، فيحمل على الأخسّ حتّى يتبيّن الإتّصال ، أو من قبيل المتّصل كما عن جمهور المحدّثين ، بل ادّعي أنّه كاد أن يكون إجماعاً إذا أمكن لقاء الرواي بالعنعنة للمرويّ عنه مع براءته من التدليس .
وزاد بعضهم في الشرائط كون الراوي قد أدرك المرويّ عنه إدراكاً بيّناً ، وبعض آخَرُ عليه كونَه معروفاً بالرواية عنه .

1.الوجيزة (تراثنا العددان ۳۲ و۳۳) : ۴۱۳ .


الفوائد الرجاليّة
190

بطلانها ملاحظة زماننا في رجوع العوامّ إلى العلماء ، فهل يمكن لأحد دعوى أنّ كلّ عاميّ يحصل له القطع بأنّ هذا الكلام كلام مفتيه ، أو يمكن دعوى كونهم باقين من غير عمل لعدم القطع ؟ ! فمنع تحقّق الشهرة قبل الشيخ ضعيف جدّاً .
وأضعف منه نسبة التقليد إلى العلماء الذين هم أركان الدين ، وحصرُ المنقّب في الأدلّه في الشيخ والمحقّق وابن إدريس ؛ فإنّ [الزمان] من زمن الشيخ إلى زماننا يقرب من ألفْ سنة وقد وقع قحط الرجال المنقّبين في تلك المدّة المديدة على زعم هذا القائل .
وبالجملة : نحن لا نجسر على تلك النسبة . والشهرة على مذاقنا ـ سواء كانت من المتأخّرين أو من القدماء ـ جابرة لضعف السند . ولا نبالي بصدور هذه المقالة من مثل الشهيد الثاني والمحمود الحِمْصي وابن طاووس وغيرهم .
وأمّا تفصيل الكلام في حجّيّة كلّ تلك الأقسام أو بعضها فهو حظّ الأُصولي ، وحظّ ذلك العلم أن يبيَّن فيه مصطلحاتُ المحدّثين ليترتّب عليه الردّ أو القبول بما يختاره الناظر في علم الأُصول .
وبعبارة أُخرى : جملة من مباحث هذا العلم من قبيل علم اللغة ، إلاّ أنّ الغالب فيها بيان المعاني اللغويّة ، والغالبَ فيما نحن فيه بيان المصطلحات الجديدة العارضة للألفاظ لأمر مباين هو وضع الواضع إن كان الوضع تخصيصيّاً أو كثرةُ الإستعمال إن كان تخصّصيّاً .

[ فروع الأقسام الأربعة ]

وأمّا فروع الأقسام :
فمنها : ما لا يختصّ ببعض خاصّ من الاقسام الأربعة السابقة .
ومنها : ما يختصّ .
والأوّل أُمور :

  • نام منبع :
    الفوائد الرجاليّة
    المساعدون :
    رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424ق / 1382ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 56642
الصفحه من 271
طباعه  ارسل الي