39
الفوائد الرجاليّة

بين نوع الإنسان وسائر الأنواع كما في منشأ القوّة الشهويّة والغضبيّة وهو الحيوانيّة ، وإمّا جزءا هو الفصل والمقوّم لذلك النوع كما في منشأ القوّة العقليّة وهو النطق .
فإن كان الأوّل ، يرد أوّلاً : أنّ ذلك العارض إنّما عرض الإنسان لأمر أعمّ فليكن من الأعراض الغريبة على بعض الإحتمالات كما سيجيء .
وثانياً : أنّه انّما عرضه لجزئه فليرد المفاسد الثلاثة .
وإن كان الثاني ، يرد الإعتراض الثاني ، ووجودُ أمر جوهريّ في النوع خارجٍ عن الجنس والفصل غير معقول .
وعلى الثاني فعروض ذلك العرض للإنسان إمّا لذاته أو لجزئه أو لأمر يساويه ، وعلى الأوّلين يلزم المفاسد ، لأنّ السبب في الفسق ـ مثلاً ـ هو القوّة الشهويّة العارضة للإنسان لذاته أو لجزئه ، والذاتي لا يتخلّف فلا يتخلّف مسبّبه وإن لم يكن سبباً فيه بل من المقتضيات ، فلا حاجة إلى هذا التكلّف البارد ، في دفع المفاسد .
وعلى الأخير ينقل الكلام إلى هذا الأمر المساوي وهلمّ جرّاً .
وثانياً : إنّ المقرَّر في محلّه أنّ موضوع كلّ علم ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتيّة ولا إشكال فيه . إنّما الشأن في بيان المعيار في كون العرض من الأعراض الذاتيّة أو الغريبة .
ويمكن جعل المناط في كونه ذاتيّاً كونَ العروض لاستعداد حاصل في ذات المعروض من حيث كونها ذاتاً مخصوصة سواء كان بلا واسطة كالممكن والحاجة .
ـ والتمثيل له بالتعجّب والإنسان لعلّه ليس في محلّه ؛ فإنّ الفِعليَّ من التعجّب ليس من مقتضيات الذات قطعاً ، وإلاّ لكان الإنسان متعجّباً دائماً والشأنيَّ منه مقتضى عروضه إمّا إيجاده تعالى الذى هو الأمر المباين وإمّا النطق الذي هو الجزء


الفوائد الرجاليّة
38

أو لا فأخذ الخبر في التعريف يوجب عدم انعكاسه .
والثاني : أنّ المعلوم به أيضاً رجال السند ، سواء كان الخبر واحداً أم متواتراً ، فأخذ «الواحد» فيه يوجب إخراج المتواتر ؛ فإنّ الأصل في القيود ـ ولاسيّما في التعريف ـ كونها احترازيّة فيختلّ أيضاً عكس التعريف .
والإعتذار عنه ـ بأن لا فائدة في معرفة سند المتواتر ـ غير وجيه ؛ فإنّ كون شيء من مسائل علم لا ينافي عدم ترتّب الثمرة الخارجيّة عليه ، ولا يلازم ترتّبها عليه ، وإلاّ لكان الخبر الواحد الضعيف ـ الذي قام الإجماع على مضمونه ـ خارجاً فلابدّ من قيد آخر لإخراجه . ولعلّ ذلك من الوضوح [بمكان ]غير محتاج إلى البيان .

الجهة الثانية في موضوعه

[ موضوع علم الرجال ]

وموضوعه ـ كما علم من تعريفه ـ هو الرجال الواقعة في سلسلة السند ؛ فإنّه يبحث فيه عن كونها ثقاتٍ أو ضعافا ونحوَهما ، وتلك من عوارضها .
وربما يقال : إنّ كلّ ذلك حالة عارضة لهم باعتبار أمر يساويهم وهو القوّة العقليّة والشهويّة والغضبيّة لا باعتبار الذات أو الجزء ليلزم امتناع الإنفكاك الظاهر فساده ، والجبرُ الفاسد في المذهب ، واقتضاءُ النقيضين المستلزمُ لاجتماعهما . ومنشأ ذلك اندماج الفرق بين الأعراض الذاتيّة والغريبة وما هو المعيار في كون العرض ذاتيّاً أو غريباً . ۱
فنقول أوّلاً عليه ـ سلّمه اللّه تعالى ـ : إنّ ذلك الأمر المساويَ إمّا أمر جوهري أو عَرَضي ، وعلى الأوّل لابدّ أن يكون إمّا جزءا هو تمام المشترك

1.تنقيح المقال ۱ : ۱۷۳ .

  • نام منبع :
    الفوائد الرجاليّة
    المساعدون :
    رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424ق / 1382ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 56613
الصفحه من 271
طباعه  ارسل الي