41
الفوائد الرجاليّة

كعروض الحرارة للماء بتوسّط النار .
ويمكن جعله في الأوّل ما كان نفس الذات كافيةً في اقتضاء العروض ، أو كان الواسطة واسطة في الثبوت بمعنى كون محلّ العوارض هو الذاتَ بالذات بسبب تلك الواسطة ويجمعهما كون نفس الذات متّصفاً بذلك العرض مطلقاً كاتّصاف الممكن بالحاجة ، والإنسانِ بالتعجّب ، والضحكِ والحركة والإدراك والماء بالحرارة ونحوها .
وفي الثاني ۱ ما توقّف العروض على الواسطة مع كونها واسطة في العروض بمعنى كون الواسطة متّصفةً بالعرض بالذات وكون الذات متّصفة به بالعرض وبتبعيّتها ، كتوسّط السفينة في عروض الحركة للجالس ، وتوسّط البياض والحركة ـ مثلاً ـ في عروض الشدّة والسرعة للجسم .
ووجه تسمية كلّ من الأوائل بالذاتيّة والأواخر بالغريبة واضح .
ومقتضى التتبّع في العلوم ـ حيث نراهم يبحثون في كلّ علم من الأحوال اللاحقة للأنواع الواقعة تحت موضوعه والأصناف المندرجة تحت الأنواع وينصّون على أنّ الموضوع في مسائل الفنون إمّا أجزاء الموضوع أو جزئيّاته أو عوارضه الذاتيّة وهكذا ـ حقّيّةُ المناط الثالث ، إذ العوارض الخاصّة اللاحقة للجزئيّات ليست أعراضاً ذاتيّة بالمعنى الأوّل لنفس الموضوع ، وإلاّ لكان الكلّ مشترِكاً في ذلك العرض مع بداهة اختلافه فيه كما في الأحكام الخاصّه للاسم والفعل والحرف مع كون موضوع النحو هو الكلمة الجامعة بين الأقسام ، ولا بالمعنى الثاني لها ؛ لعدم كونها أعراضاً للذاتي الأعمّ أيضاً ، وإلاّ لزم الإشتراك أيضاً .
وكذا نراهم يبحثون في العلوم عن الأُمور العارضة لموضوعاتها بتوسّط أمر

1.أي العرض الغريب .


الفوائد الرجاليّة
40

المساوي للإنسان ۱ ـ أو بواسطة أمر مساوٍ للذات كالتعجّب في عروض الضحك للإنسان على الإحتمال الأوّل المذكور في التعجّب الشأني ـ أو بواسطة جزء مساوٍ لها كالتعجّب والإنسان على الإحتمال الثاني وكالنطق في عروض الإدراكات له ؛ فإنّ العروض في كلّ هذه الثلاثة إنّما هو لوجود الاستعداد المذكور في المعروض من الحيثيّة المذكورة .
و في كونه غريباً ۲ كونَ العروض لا لذلك الاستعداد الخاصّ كالتحرّك بالإرادة العارض للإنسان بواسطة كونه حيواناً ؛ فإنّه من الأعراض الذاتيّة لذلك الجزء الأعمّ ومن الغريبة للنوع .
والفرق بين القسمين واضح ، لكون الجزء المساوى مقوّماً للذات ، فالعروض فيه إنّما هو للاستعداد الحاصل في خصوصها وكذا في الأمر المساوي ، بخلافه في الجزء الأعمّ ؛ لتحصّله بتحصّل النوع ؛ لما تقرّر من أنّ تقوّم النوع إنّما هو بالفصل ، وكلّ مقوّم للسافل مقسّم ومحصّل للعالي ، فلا خصوصيّة للعوارض اللاحقة له بالنسبة إلى ذلك النوع وإن كان بنفسه من ذاتيّاته .
وحاصل هذا المناط انحصار العرض الذاتي فيما يعرض الشيء بلا واسطة أو بواسطة أمر يساويه داخلاً أو خارجاً ، وكون ما عداها من الأعراض الغريبة .
ويمكن جعله في الأوّل ۳ كونَ العروض متعلّقاً بالذات أو بعض ذاتيّاتها ولو بالواسطة ، وعليه يكون جميع ما يعرض النوع لذاته أو لأمر يساويه أو لجزمه الأعمّ عرضاً ذاتيّاً ؛ لاستناده إلى الذات أو الذاتيّات مطلقاً ، فينحصر الثاني فيما كان مستنداً إلى أمر خارج أعمَّ كعروض التحرّك بالإرادة للناطق بتوسّط الحيوان ، أو خارجٍ أخصَّ كإدراك الكلّيّات الحاصل للحيوان بتوسّط النطق ، أو خارجٍ مباينٍ

1.عطف على قوله : «سواء كان بلا واسطة كالممكن و الحاقه» .

2.عطف على قوله : «و يمكن جعل المناط في كونه ذاتيا» .

3.أي العرض الذاتي .

  • نام منبع :
    الفوائد الرجاليّة
    المساعدون :
    رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424ق / 1382ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 56800
الصفحه من 271
طباعه  ارسل الي