89
الفوائد الرجاليّة

التوثيق ؛ فتأمّل . ۱
وإن أردت اتّفاق جميع العصابة ، فلم يوجد إلاّ في مثل سلمانَ ممّن هو عدالته ضروريّة لا تحتاج إلى الإظهار ، وأمّا غيرهم فلا يكاد يوجد ثقة جليل سالماً عن قدح ، فضلاً عن أن يتحقّق اتّفاقهم على سلامته منه فضلاً عن أن يثبت عندك ؛ فتأمّل . ۲
واعترض عليه أيضاً بمنع الإجماع ؛ لأنّ بعض هؤلاء لم يدّع أحد توثيقه ، بل قدح بعضهم في بعضٍ ، وبعض منهم وإن ادّعى توثيقه إلاّ أنّه ورد منهم قدح فيه .
وفي هذا الإعتراض أيضاً تأمّل .
نعم ، يرد عليهم أنّ تصحيح القدماء حديثَ شخصٍ لا يستلزم توثيقه منهم .
نعم ، يمكن أن يقال : يبعد أن لا يكون رجل ثقةً ومع ذلك اتّفق جميع العصابة على تصحيح جميع ما رواه سيّما بعد ملاحظة دعوى الشيخ الاتّفاقَ على اعتبار العدالة لقبول خبرهم ، وخصوصاً مع مشاهدة أنّ كثيراً من الأعاظم الثقات لم يتحقّق منهم الاتّفاقُ على تصحيح حديثه .
نعم ، لا يحصل منه الظنّ بكونه ثقةً إماميّاً ، بل أعمّ منه كما لا يخفى . ويشير إليه نقل هذا الإجماع في الحسن بن عليّ ، وعثمان بن علىّ ، وما يظهر من عُدّة الشيخ أنّ المعتبر العدالة بالمعنى الأعمّ ـ إلى آخر ما حقّقه في المقام .
إلى أن قال : وعندي أنّ رواية هؤلاء إذا صحّت إليهم لا تقصر عن أكثر الصحاح . ۳
وأقول : بعد ملاحظة أنّ الصحيح عند القدماء ـ كما سمعنا من مشايخنا وهو

1.إشارة إلى أنّ على هذا المعنى الذي اختاره بحر العلوم رحمه الله ـ ليس المراد بالصحّة معناها المصطلح حتّى يكون تصحيح الحديث أمراً زائداً عليه ، بل معناها على هذا المعنى هو صدق الجماعة «منه» .

2.إشارة إلى أنّ الخلاف لا يضرّ بالإجماع المنقول المدّعى في المقام «منه» .

3.فوائد الوحيد البهبهاني : ۲۹ ـ ۳۱ ملخّصاً .


الفوائد الرجاليّة
88

ومشايخنا على ما ذهب إليه الأُستاذ العلاّمة .» انتهى . ۱
وربما يقال : إنّ هذه العبارة دالّة على توثيق ما بعد هذه الجماعة ، فيكون الخبر ـ الذي في سنده أحدهم ـ صحيحاً اصطلاحاً بزعم أنّ المراد بالصحّة في المقام هو الصحّة المصطلحة بين المتأخّرين ، وعن المنتقى نقله عن بعض مشايخه ۲ ، أو إنّ إجماع العصابة على الحكم بصحّة كلّ ما ترويه هذه الجماعة كاشف عن أنّ هذه الجماعة لم يرووا إلاّ عن الثقة .
ونسب في التعليقة الإحتمال الثاني ـ الذي عرفت نقله عن بحر العلوم وبعضٍ ـ إلى القيل . قال :
واعترض عليه أنّ كونه ثقةً أمر مشترك ، ۳ فلا وجه للاختصاص . ۴
قال : وهذا الإعتراض بظاهره في غاية السخافة ؛ إذ كون الرجل ثقةً لا يستلزم وقوعَ الإجماع على وثاقته ، إلاّ أن يكون المراد ما أورد بعض المحقّقين من أنّه ليس في التعبير بها لتلك الجماعة دون غيرهم ـ ممّن لا خلاف في عدالته ـ فائدة . ۵
وفيه : أنّه إن أردت عدم وجدان خلاف منهم ، ففيه : أوّلاً : أنّ هذا غير ظهور الوفاق ، مع أنّ سكوتهم ربّما يكون فيه شيء ؛ فتأمّل . ۶
وثانياً : أنّ اتّفاق خصوص هؤلاء غيرُ إجماع العصابة ، وخصوصاً أنّ مدّعي هذا الإجماع الكشّي ناقلاً عن مشايخه .
هذا ، مع أنّه لعلّ عند هذا القائل يكون تصحيح الحديث أمرا زائداً على

1.منتهى المقال ۱ : ۵۳ ـ ۵۶ ملخّصاً .

2.منتقى الجمان ۱ : ۱۴ ـ ۱۵ .

3.بين هذه الجماعة وغيرهم «منه» .

4.استقصاء الاعتبار ۱ : ۶۰ .

5.نهاية الدراية في شرح الوجيزة : ۴۰۵ .

6.إشارة إلى ضعف ما قال : إنّ سكوتهم ربما يكون فيه شيء ؛ لأنّ كون السكوت دالاًّ على قدح محلّ تأمّل «منه» .

  • نام منبع :
    الفوائد الرجاليّة
    المساعدون :
    رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424ق / 1382ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 56853
الصفحه من 271
طباعه  ارسل الي