97
الفوائد الرجاليّة

بل معناه بظاهر اللفظ : أنّ الحديث صار مسنداً عنه أي وقع في سند الحديث . ووجه اختصاص هذه الترجمة ببعض دون بعض لعلّه ما قيل من أنّها لا تقال إلاّ فيمن لا يعرف إلاّ بالتناول منه والأخذِ عنه . وعلى هذا لا دلالة في العبارة على المدح والقدح ؛ فتدبّر .
وعن المحقّق الداماد والفاضل عبد النبيّ قراءتُه معلوماً بإرجاع الضمير إلى الإمام عليه السلام . ۱ وهو إنّما يتّجه لو لم يَرْوِ مَن قيل ذلك في حقّه من غير الإمام عليه السلام ، أو لم يرو غيرُه من الإمام ليتمّ وجه الاختصاص ، ولم يقل في ترجمته عبارة أُخرى دالّةٌ على الرواية ، وذلك موقوف على تتبّع هؤلاء .
نعم ، في ترجمة جابر بن يزيد : أسند عنه روى عنهما ۲ ، وكذا في ترجمة محمّد بن إسحاق بن يسار ۳ ، ومنافاة ذلك لذلك المعنى واضح . ۴
وعن بعضٍ إرجاع الضمير المرفوع إلى ابن عقدة والمجرورِ إلى الراوي ؛ لأنّ الشيخ ذكر في أوّل رجاله ـ وهو المختصّ بذكر هذه العبارة في الترجمة فيه دون فهرسته . وما ربّما يوجد في خلاصة الأقوال ، فإنّما أخذه منه ، وفي أصحاب الصادق عليه السلامدون غيره إلاّ أصحاب الباقر عليه السلامنادراً غايةَ الندرة ـ أنّ ابن عقدة ذكر أصحاب الصادق عليه السلام وبلغ في ذلك الغاية قال رحمه الله : «إنّي أذكر ما ذكره وأُورد من بعد ذلك ما لم يذكره» . ۵ فالمراد من «أسند عنه» : أخبر عنه ابن عقدة .
وفي منتهى المقال بعد الحكاية : «وليس بذلك البعيد ، وربما يظهر منه وجه عدم وجوده إلاّ في كلام الشيخ ، وسببِ ذكره في الرجال دون الفهرست » . ۶

1.الرواشح السماويّة : ۵۶ ، الراشحة الرابعة عشر .

2.رجال الشيخ : ۱۶۳ / ۳۰ .

3.المصدر .

4.لأنّ قولهم «أسند عنه» لو كان معناه روى عن الإمام ، لم يحتج إلى «روى عنهما» «منه» .

5.منتهى المقال ۱ : ۷۶ و۷۲ .

6.المصدر ۱ : ۷۶ .


الفوائد الرجاليّة
96

عنه» ۱ فإنّ التقييد بالنفس والإستدراك دالاّن على بقاء المطلق على العموم ، وقول النجاشي والخلاصة في حفص بن سالم أبي ولاّد الحنّاط : «ثقة لابأس به» ۲ وعن المشهور إفادته المدحَ . ولا ينبغي الريب فيه إنّما الكلام في إفادته التوثيقَ المصطلحَ ؛ وفيه تأمّل ، ۳ بل لا ينبغي الريب في إفادته المدحَ المعتدّ به . وما عن بعضٍ من عدم إفادته المدحَ أيضاً بيّن الضعف .
ومنها : قولهم : «أسند عنه» .
واختلفوا في قراءته ، فمنهم من قرأه مجهولاً . وفي منتهى المقال : «ولعلّه عليه الأكثر» . ۴ وفسّر حينئذٍ بقولنا : سَمع منه الحديث .
وفي التعليقة :
ولعلّ المراد على سبيل الإستناد والإعتماد ، وإلاّ فكثير ممّن سمع عنه ليس ممّن أسند عنه . ونقل عن جدّه أنّ المراد روى عنه الشيوخ واعتمدوا عليه ، وهو كالتوثيق ، ولاشكّ أنّ هذا المدح أحسن من لابأس به . ۵
وفيما ذكرا تأمّل واضح ؛ لعدم دلالة اللفظ على الإستناد والإعتماد ، ولا على كون الراوي عمّن قيل في حقّه ذلك الشيوخَ ۶ حتّى يستفاد منه التوثيق بعد اتّفاقهم على الإعتماد على من ليس بثقة بل يبعّد ذلك ما عن أصحاب الصادق عليه السلام من رجال الطوسي والخلاصة في ترجمة محمّد بن عبد الملك الأنصاري : «أسند عنه ، ضعيف» ۷ ؛ فتدبّر .

1.خلاصة الأقوال : ۷ / ۲۵ ؛ اختيار معرفة الرجال : ۵۳۰ / ۱۰۱۴ ؛ التحرير الطاووسي : ۲۲ / ۱۱ .

2.رجال النجاشي : ۱۳۵ / ۳۴۷ ؛ خلاصة الأقوال : ۵۸ / ۱ .

3.في «ب» : «تأمّل مّا» .

4.منتهى المقال ۱ : ۷۳ .

5.فوائد الوحيد البهبهاني : ۳۱ .

6.كما ذكر عن جدّه رحمه الله «منه» .

7.رجال الطوسي : ۲۹۴ / ۲۲۳ ؛ خلاصة الأقوال : ۲۵۰ / ۶ .

  • نام منبع :
    الفوائد الرجاليّة
    المساعدون :
    رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424ق / 1382ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 56732
الصفحه من 271
طباعه  ارسل الي