99
الفوائد الرجاليّة

ومنها : قولهم : «عين» أو «وجه» .
في التعليقة : «قيل : هما يفيدان التعديل ، وعندي أنّهما يفيدان مدحاً معتدّاً به ، وأقوى من هذين قولهم : «من وجوه أصحابنا» مثلاً فتأمّل» . ۱
وقال :
قال جدّي العلاّمة : ۲ «عينٌ» توثيق ؛ لأنّ الظاهر استعارته بمعنى الميزان باعتبار صدقه كماكان الصادق عليه السلام يسمّي أبا الصباح بالميزان ؛ لصدقه بل الظاهر أنّ قولهم : «وجه» توثيق ؛ لأنّ دأب علمائنا السابقين في نقل الأخبار كان عدمَ النقل إلاّ عمّن كان في غاية الثقة ولم يكن يومئذٍ مال ولا جاه حتّى يتوجّهوا إليهم بهما بخلاف اليوم ولذا يحكمون بصحّة خبره . ۳
أقول : لا ينبغي الريب في استفادة المدح التمام من العبارتين ، وأمّا استفادة العدالة المصطلحة فلا ؛ لاحتمال الإستعارة من الباصرة والوجه ؛ لكمال احترامهم عند الناس .
نعم ، لو أُضيف إليه «من وجوه أصحابنا» أو «من عيون أصحابنا» أو بإضافتهما إلى الأصحاب الإماميّة ، فالظاهر استفادة التوثيق المصطلح منه .

[ المراد من الأصل والكتاب والنوادر ]

ومنها : قولهم : «له أصل» و«له كتاب» و«له نوادر» و«له مصنَّف» .
واختلفوا في الفرق بين الأوّلين ، فعن بعضٍ أنّ الأصل ما كان مجرّدَ كلام المعصوم ، والكتابَ ما كان فيه كلام مصنِّفه أيضاً . ۴ وأيّد ذلك بما ذكره الشيخ في

1.فوائد الوحيد البهبهاني : ۳۲ ملخّصاً .

2.إشارة إلى أنّ إضافته إلى أصحابنا يفيد التعديل المصطلح «منه» .

3.روضة المتّقين ۱۴ : ۵۴ .

4.معراج أهل الكمال : ۱۷ نقلاً عن بعض تعليقات الميرزا أمين الاسترآبادي .


الفوائد الرجاليّة
98

وعن الرواشح أنّ الشيخ قد أورد في أصحاب الصادق عليه السلام جماعة جمّة إنّما روايتهم عنه عليه السلامبالسماع عن أصحابه عليه السلام الموثوق بهم ، والأخذِ من أُصولهم المعمول عليها ذكر كلاًّ منهم وقال : «أسند عنه» . ۱
فالحاصل : أنّ معنى «أسند عنه» أنّه لم يسمع منه ، بل سمع من أصحابه ، أو أخذ من أُصولهم .
ورُدّ بأنّ جماعة ممّن قيلت في حقّهم رووا عنه مشافهةً . ۲
وعن بعضٍ ۳ أنّ الأشبه كون المراد أنّهم أسندوا عنه عليه السلام ولم يسندوا عن غيره من الرواة كما تتبّعتُ ولم أجد رواية أحد من هؤلاء عن غيره عليه السلام إلاّ أحمد بن عائذ ، فإنّه صحب أبا خديجة وأخذ عنه ، كما نصّ عليه النجاشي ، ۴ والأمر فيه سهل فكأنّه مستثنى ؛ لظهوره .
ورُدّ بأنّ غير واحد ممّن قيلت فيه سوى أحمد بن عائذ ، رووا عن غيره عليه السلامأيضاً ، منهم : محمّد بن مسلم ، والحارث بن المغيرة ، وبسام بن عبد اللّه الصيرفي . ۵
وبالجملة : مرجع هذا القول إلى ما نقل من ميرزا محمّد الإسترآبادي والشيخ عبد النبيّ الجزائري فيوهنه ما يوهنه .
فارتقت الإحتمالات إلى ستّة ، والأقرب بالاعتبار هو الخامس ؛ لوجود جملة من القرائن المصدِّقة له ، وعليه لا يفيد العبارة إلاّ كونَه من أصحاب الصادق عليه السلاموأين ذلك من التوثيق أو ما يقربَه ؟ !

1.الرواشح السماويّة : ۶۵ ـ ۶۳ ، الراشحة الرابعة عشر .

2.نقل ذلك في منتهى المقال ۱ : ۷۵ استناداً إلى ما ذكره الشيخ في الرواة السابقة ؛ حيث إنّه صرّح بروايتهم عن الإمام .

3.وهو السيّد بشير الجيلاني ، على ما في هامش «ج» .

4.رجال النجاشي : ۹۸ / ۲۴۶ .

5.منتهى المقال ۱ : ۷۶ .

  • نام منبع :
    الفوائد الرجاليّة
    المساعدون :
    رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424ق / 1382ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 56682
الصفحه من 271
طباعه  ارسل الي