صوته : «كُلُّهُم مِن بَني هاشِمٍ» .
والحقّ ، لا يستبعد أن تكون تتمّة الكلام ـ على وجه الحقيقة ـ هي جملة : «كُلُّهُم مِن بَني هاشِمٍ» ، التي أثارت الهياج ، وعلا كلام كثيرين عند سماعها ، فلم يذعنوا لها ، وأبوا قبولها ، والنقطة التي تزيد من قوّة هذا الاستنتاج هي مشهد السقيفة وما جرى في ذلك اليوم من حوادث ، ففي صراع يوم السقيفة لم يستند أيّ من أطراف اللعبة على مثل هذا الكلام ، ولم يذكر أحد أ نّه سمع النبيّ ، يقول : «كُلُّهُم مِن قُرَيشٍ» برغم أنّ هذا الكلام كان يمكن أن يكون مؤثّراً في حسم الموقف .
لهذا كلّه ، يمكن القول أنّ تتمّة الحديث النبوي كانت : «كُلُّهُم مِن بَني هاشِمِ» لا غير ، ثمّ بمرور الوقت وعندما حانت لحظة تدوين الحديث قدّروا أنّ من «المصلحة» استبدال «كلّهم من بني هاشم» بتعبير «كلّهم من قريش» !
مهما يكن الأمر ، ينطوي هذا الحديث بنقوله الكثيرة وطرقه المتعدّدة التي أيّدها محدّثو أهل السنّة أيضاً ؛ ينطوي على رسالة واحدة لا غير هي الإعلان عن ولاية عليّ بن أبي طالب وأولاده ، والتصريح بخلافة عليّ عليه السلام بعد النبيّ صلى الله عليه و آله بلا فصل . ومن ثمّ فهو دليل آخر على السياسة النبويّة الراسخة في تحديد مستقبل الحكم وقيادة الاُمّة من بعده .
13 . حديث السفينة
والنبيّ صلى الله عليه و آله يعيش بين الاُمّة كان يُمسك بجميع الاُمور ، ويُشرف على الشؤون كافّة ، ولم يكن المجتمع الإسلامي على عهد النبيّ قد اتّسع بعدُ ، بيد أنّ هذا المجتمع الفتيّ كان يواجه مصاعب كثيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي ، ويعاني عدداً من الانحرافات ؛ فتيّار النفاق ـ مثلاً ـ كانت بذوره الاُولى قد نشأت في تضاعيف ذلك