وبلبلة الهوَس بفتنة عمياء تمخّضت عنها معركة الجمل .
واختارت هذه الشرذمة البصرة بعد مداولات كثيرة ، ذلك أنّهم من جهة لم يثقوا بمعاوية ؛ فيذهبوا إلى الشام ، ومن جهة اخرى إنّهم كانوا يبتغون مدينة هي في الوقت نفسه قاعدة عسكرية ولم تكن مدينة غير الكوفة والبصرة لها هذه الخصوصيّة ، فاختاروا البصرة لميل أهل الكوفة للإمام عليّ عليه السلام ، وميل أهل البصرة إلى عثمان ، مضافا إلى نفوذ ابن عامر في البصرة لأنّه كان حاكما عليها ، وهذا ما يساعدهم في استقطاب الناس والحصول على معلومات ضروريّة تخدم موقف الحرب .
و ـ رَسائِلُ عائِشَةَ إلى وُجوهِ البِلادِ
۳۳۷.تاريخ الطبري :كَتَبَت عائِشَةُ إلى رِجالٍ مِن أهلِ البَصرَةِ ، وكَتَبَت إلَى الأَحنَفِ بنِ قَيسٍ ، وصَبرَةَ بنِ شَيمانَ ، وأَمثالِهِم مِنَ الوُجوهِ ، ومَضَت حَتّى إذا كانَت بِالحُفَيرِ ۱ انتَظَرَتِ الجَوابَ بِالخَبَرِ . ۲
ز ـ تَأَهُّبُ عائِشَةَ لِلخرُوجِ
۳۳۸.الجمل :لَمّا رَأَت عائِشَةُ اجتِماعَ مَنِ اجتَمَعَ إلَيها بِمَكَّةَ عَلى مُخالَفَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، والمُبايَنَةِ لَهُ وَالطّاعَةِ لَها في حَربِهِ تَأَهَّبَت لِلخُروجِ .
وكانَت في كُلِّ يَومٍ تُقيمُ مُنادِيَها يُنادي بِالتَّأَهُّبِ لِلمَسيرِ ، وكانَ المُنادي يُنادي ويَقولُ : مَن كانَ يُريدُ المَسيرَ فَليَسِر ؛ فَإِنَّ اُمَّ المُؤمِنينَ سائِرَةٌ إلَى البَصرَةِ تَطلُبُ بِدَمِ عُثمانَ بنِ عَفّانَ المَظلومِ . ۳