مشايخها الأجلاّء. فقد أضحى أبرز وأكبر تلاميذه ـ وهو أحمد بن محمّد بن عيسى ـ شيخَ القمّيّين وفقيهَ قُمّ المبرّز، حيث وصفه الذهبي بما يلي: «شيخ الرافضة بقمّ، له تصانيف وشهرة كان في حدود الثلاثمائة». ولابدّ من الإشارة طبعاً إلى أنّ معظم كتب الحُسَين بن سعيد قد نشرها تلميذه هذا؛ أي أحمد بن محمّد بن عيسى.
ومن مشاهير قُمّ الآخرين الذين حظوا بمنقبة التلمّذ على يد الحُسَين بن سعيد نذكر: إبراهيم بن هاشم، أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، والحُسَين بن الحسن بن أبان، وسعد بن عبداللّه .
ويمكن القول بناء على ما ذُكر بأنّ الحُسَين بن سعيد كان من الأفراد المعدودين الذين عايشوا كلتا المدرستين الحديثيّتين: الكوفيّة والقمّيّة.
1 / 6 . رحلاته وأسفاره
كان المحدّثون والعلماء الجادّون يقطعون الفيافَيَ، ويسافرون إلى مختلف الحواضر العلميّة، ويتحمّلون مشقّاتِ السفر وأتعابَه من أجل كسب المزيد من العلم وسماع الأحاديث.
وكان هذا هو دأبَ الكثير من المفكّرين والعلماء الشيعة وأهل السُنّة في الماضي والحاضر على حدٍّ سواء. وهكذا، فقد مكث الحسين بن سعيد وأخوه في الكوفة طالما كانت المجالس والمحافل العلميّة مزدهرة فيها. ولكن من بعد ذلك شهد كلا الأخوين رحال السفر إلى الأهواز لغرض التعليم والتربية. وبعد مدّة من الحضور العلمي في هذا البلد وتربية علماء وتلاميذ متميّزين من أمثال عليّ بن مهزيار، هاجر الحسين بن سعيد إلى قمَّ، ونزل فيها في دار عالمها الكبير «الحسن بن أبان».
ومن المحدّثين الكبار الذين سمعوا منه الحديث في قمَّ إبراهيم بن هاشم، وأحمد بن محمّد بن خالد، وأحمد بن محمّد بن عيسى، والحسين بن الحسن بن أبان، وسعد بن عبد اللّه، وغيرهم.
ويُفهم من خلال تنوّع أساتذته بأنّه كانت له رحلات وأسفار أكثر من الرحلتين