29
الزّهد

ورد في المصادر الشيعيّة التي وصفته بالمغالي: توفّي دندان في القرن الثالث في قمَّ ۱ ، ويستدلّ ممّا جاء بشأنه من الأخبار بأنّه كان يمارس نشاطه في أصفهان والأهواز. وقال فيه النويري ما يلي: أنفق أموالاً طائلة في نشر دعوة إسماعيل في خراسان وفارس والأهواز واليمن ۲ . نُقل أنّ مدفنه في قمَّ. ويبدو أنّه من العناصر الشيعيّة المغالية. ولعلّ وجوده في قمّ أوصلته بهذه المدينة كانت من أجل العمل للإسماعيليّة. ولم تذكر المصادر الشيعيّة شيئاً عن انتمائه إلى المذهب الإسماعيلي. وقال النجاشي في وصفه: ضعّفه القمّيون واعتبروه غالياً ۳ ولكنّنا نعلم بأنّ القمّيّين يبالغون في التضعيف بتهمة الغلوّ. ولهذا ونظراً إلى وجوده في قمّ يبدو من المستبعد انتماؤه إلى الإسماعيليّة.
أمّا الاحتمال الذي ينبغي البحث بشأنه، فهو ما يُحتمل من وجود شخصين ۴ يحمل كلّ منهما لقب داندان أو كلمةً مشابهة لها، وربّما حصل خلط بينهما ۵ .
دوّن أحمد بن الحسين كتباً مختلفة، وهي: الاحتجاج، الأنبياء، المثالب والمختصر في الدعوات، وكانت الكتب الثلاثة الاُولى منها عند الشيخ الطوسي . وعدد الأحاديث المنقولة عنه في الكتب الأربعة يربو على 13 حديثا.
وبعد عمر قضاه بالجهد توفّي أحمد بن الحسين في مدينة قمّ ودفن فيها.
وليست لدينا معلومات دقيقة عن سنة وفاته، إلاّ أنّ مؤلّف كتاب هديّة العارفين قال:
ابن الأهوازي: زيدان بن الحسين بن سعيد بن حمّاد بن سعيد، يعرف بابن الأهوازي، البغدادي الشيعي، توفّي سنة 300 في حدود الثلاثمائة . له كتاب الاحتجاجات . ۶

1.تاريخ إسماعيليان، ص ۸۵، ۸۶ .

2.نهاية الأرب، ۲۳، ۲۶ .

3.النجاشي، ص ۵۶، فهرست الشيخ الطوسي، ص ۲۲.

4.من الطريف أنّ أبا يعقوب اسحاق بن أحمد الشجري أو السجستاني كان أيضاً يُلقّب دندان. أعلام الإسماعيليّة، ص ۱۵۴ . وفي زبدة التواريخ سُمّي الكاشاني دندان، ص ۸۹ .

5.تاريخ التشيّع في إيران (تاريخ تشيّع در ايران)، رسول جعفريان، ص ۲۰۹-۲۱۰.

6.هديّة العارفين، ج ۱، ص ۳۷۶.


الزّهد
28

6 . أحمد بن الحسين بن سعيد: أبو جعفر الأهوازي، وهو ابن الحسين بن سعيد، اسمه أحمد ولقبه المشهور دندان، وهو ما يُنقل أحياناً زيدان ۱ أو ديدان ۲ خطأً.
سبق أنّ هذا اللقب كان يُطلق قبل ذلك على جدّه؛ أي سعيد بن حمّاد.
وقد وصفه النجاشي بما يلي:
أحمد بن الحسين بن سعيد بن حمّاد بن سعيد ۳ بن مهران ، مولى عليّ بن الحسين عليه السلام . «أبو جعفر الأهوازي» الملقّب دندان، روى عن جميع شيوخ أبيه إلاّ حمّاد بن عيسى فيما زعم أصحابنا القمّيون، وضعّفوه وقالوا: هو غال وحديثه يعرف وينكر ۴ .
ورغم ما يتّسم به ابن الغضائري من تشدّد في التعاطي مع الأحاديث، غير أنّه قال بشأن أحاديث أحمد ما يلي: «وحديثه فيما رأيته سالم والذي أعتمد عليه التوقّف فيما يرويه» ۵ .
وصفت بعض كتب الإسماعيليّة أحمد بأنّه من أعلام الإسماعيليّة. ولكن بما أنّ الكتب الرجاليّة عند الشيعة لا تشير إلى شيء من ذلك، يبقى هذا الأمر خاضعاً للبحث والنقاش. فقد ذكر مؤلّف كتاب تاريخ التشيّع في ايران ما يلي:
أحد الدعاة البارزين للمذهب الإسماعيلي «أحمد بن الحسين» المعروف بدندان. وهناك أقوال مقتضبة ومبعثرة حول شخصيّته وهويّته. فقد ورد في أحد المواضع بأنّه كان برفقة عبد اللّه بن ميمون في الحبس. ويُعرف عبد اللّه بن ميمون بأنّه مؤسّس الإسماعيليّة ۶ لكنّ المستشرق الشهير برنارد لويس فنّد هذا القول. وقال في ضوء ما

1.هديّة العارفين، ج ۱، ص ۳۷۶ . الفهرست ابن النديم، ص ۲۷۳ . تجدر الإشارة إلى أنّ ابن نديم ذكره بأنّه ابن الحسن بن سعيد .

2.كما جاء في بعض النسخ الخطّيّة لكتاب رجال النجاشي .

3.حمّاد بن مهران هو الصحيح. ويبدو أنّ هذا الخطأ كان من النجاشي أو من النُسّاخ ثمّ انتقل بعد ذلك إلى الكتب الأُخرى على هذه الصورة.

4.رجال النجاشي، ص ۷۷، الرقم ۱۸۳ .

5.خلاصة الأقوال، ص ۳۲۰ نقلاً عن ابن الغضائري .

6.أعلام الإسماعيليّة، ص ۹۵ . يوجد شكّ صريح في هذا المعنى .

  • نام منبع :
    الزّهد
    المساعدون :
    غلامعلی، مهدی
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 42049
الصفحه من 236
طباعه  ارسل الي