31
الزّهد

ثلاثون كتاباً في ثلاثين موضوعاً، وابن أبي عمير الذي دوّن ما يقرب من التسعين كتاباً. ولكن يبدو أنّ الطريقة التي انتهجها الحسين بن سعيد وأخوه كانت تتّسم بميزة خاصّة، ويحتمل أنّها جاءت على نحو يختلف تماماً عن كتب صفوان وابن أبي عمير (مثلاً بشكل مجموعة واحدة وكاملة تضمّها الدفّتان)؛ وذلك لأنّ علماء الرجال قالوا في وصف الكثير من الكُتّاب والمحدّثين الذين لهم ثلاثون كتاباً في ثلاثين موضوعاً: «له ثلاثون كتابا مثل كتب الحسين بن سعيد» .
ويحتمل أنّ الحُسين تأثّر في هذه الطريقة بأُستاذه الكبير صفوان بن يحيى، غير أَنّ ما يستدعي الانتباهَ هنا هو أنّ الشيخ الطوسي كتب في وصف كتب صفوان ـ وهو متقدّم على الحسين ـ ما يلي: «وله كتب كثيرة مثل كتب الحسين بن سعيد» ۱ . ويُفهم في ضوء ذلك أنّ تدوين الكتب أو الجوامع الحديثيّة فكرة أبدعها الحسين بن سعيد الأهوازي؛ نتعرّف في ما يلي أَسماء بعض من انتهجوا هذه الطريقة:
الحسن بن محمّد بن سماعة الكوفي. ۲
صفوان بن يحيى. ۳
عليّ بن حاتم القزويني. ۴
عبد اللّه بن المغيرة. ۵
عليّ بن الحسن الطاطري. ۶
عليّ بن الحسن بن فضّال. ۷

1.الفهرست، ص ۱۴۵، الرقم ۳۵۶ .

2.الفهرست، ص ۱۰۳، الرقم ۱۹۳ .

3.الفهرست، ص ۱۶۳، الرقم ۴۲۵ .

4.رجال النجاشي، ص ۲۱۵ .

5.الفهرست، ص ۱۵۶، الرقم ۳۹۰ .

6.الفهرست، ص ۱۵۶، الرقم ۳۹۱ .


الزّهد
30

2. مؤلّفاته القيّمة

2 /1 . إبداع فكرة تدوين مجموعة حديثيّة:

اتّسعت منذ السنوات الاُولى لظهور الإسلام فكرة تدوين الاُصول الحديثيّة وكتابة أحاديث المعصومين. وأدّى اهتمام الأئمّة بتدوين الحديث إلى أن يكتب الشيعة أكثر من أهل السُنّة أحاديث المعصومين في كتبهم واُصولهم الحديثيّة. وكانت بعض هذه الكتابات تجري أحياناً على مرأى ومسمع الإمام عليه السلام .
ركّز أصحاب الاُصول اهتمامهم على جمع وحفظ وصيانة الأحاديث؛ ولهذا السبب دُوّنت في السنوات الاُولى لتدوين الحديث أكثر الاُصول والكتب من غير تنظيم موضوعي ولا ترتيب خاصّ. ولكن بدأ في أواخر القرن الثاني للهجرة، التدوين الموضوعي للأحاديث على يد الخيرة من أصحاب الأئمّة، بحيث إنّ أصحاب الإمام الرضا عليه السلام دوّنوا في عهده رسائل موسّعة مرتّبة موضوعياً، وهذه هي المصادر التي اعتمدها لاحقاً مؤلّف والمجموعات الحديثيّة الكبرى، كالشيخ الكليني مثلاً، ودوّنوا كتب المجموعات الحديثيّة.
والطريف في الأمر هنا هو أنّ العناوين التي وردت في كتب أصحاب الإمام الرضا، اتّخذت لاحقاً في المجموعات الحديثيّة الشيعيّة الاُولى (الكافي، وتهذيب الأحكام، ومن لا يحضره الفقيه) تسمية الباب.
وفي تلك الأثناء استطاع الحسن والحسين ابنا سعيد الأهوازيان ـ ومن خلال المشاركة والتعاون في ما بينهما ـ جمع أحاديث المعصومين عليهم السلام في مجموعة تضمّ ثلاثين كتاباً في ثلاثين موضوعاً.
وعلى هذا المنوال جاءت الخطوة الاُولى أو وضعت اللبنة الاُولى لكتابة المجموعات الحديثيّة على يد ابني سعيد الأهوازي.
وقبل هذين الراويين كان هناك رواة آخرون، مثل صفوان بن يحيى الذي كان له

  • نام منبع :
    الزّهد
    المساعدون :
    غلامعلی، مهدی
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 42046
الصفحه من 236
طباعه  ارسل الي