المصطلح البلاغي : (الاستخدام) و تطبيقاته في التراث الإسلامي - الصفحه 107

هو: ما ذكره ابن منقذ المتوفّى سنة 584 هـ ، قال : اعلم أنّ الاستخدام هو أن يكون للكلمة معنيان; فنحتاج المعنيين; فنذكر الكلمة وحدها; والكلمة تخدم المعنيين ، كما قال الله سبحانه وتعالى : لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارى حَتّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيل حَتَّى تَغْتَسِلُوا۱ .
فـالصَّلاَة هيهنا تحتمل أن تكون : فعل الصلاة ، و موضع الصلاة ; فاستخدم الصَّلاَة بلفظ واحد:
لأنّه قال سبحانه : إِلاَّ عَابِرِي سَبِيل فدلّ على أنّه أراد موضع الصلاة .
وقال تعالى : حَتّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ فدلّ على أنّه فعل الصلاة ۲  .
ثمّ ذكر ابن منقذ بعض الشواهد الشعريّة التي جرى فيها الاستخدام فقال : وأنشدوا للبحتري :

فسقى الغضا والساكنيهِ وإنْ هُمُ *** شبّوهُ بينَ جوانحي وضُلُوعي
وبيّن فيه الاستخدام بقوله :
فـ(الغضا) يحتمل أن يكون الموضع والمحل الذي كان يسكن فيه ، وهو وادي الغضا .
ويحتمل أن يكون نوعاً من الشجر اسمه شجر الغضا .
فاستخدم المعنيين بقوله : «والساكنيهِ» وبقوله : «وإن هم شبّوهُ بين».
فبقرينة «والساكنيهِ» أراد وادي الغضا ، وبقرينة «شبّوهُ» أراد شجر الغضا .

1.سورة النساء : ۴۳ .

2.(البديع في البديع) : ۱۲۶ ، لأسامة بن منقذ المولود سنة ۴۸۸ هجريّة بمدينة شيزر ، وهي بلدة ذات قلعة حصينة تقع على نهر العاصي في غرب حماة إلى الشمال . ومن ألقابه : مؤيّد الدولة ومؤيّد الدين ، توفي سنة ۵۸۴ هجريّة ، اُنظر ترجمته في مقدّمة كتاب البديع في البديع : ۳ ، معجم البلدان ۳ : ۳۸۳ .

الصفحه من 142