المصطلح البلاغي : (الاستخدام) و تطبيقاته في التراث الإسلامي - الصفحه 130

تطهير محل البول .
وأيّدالحرّ العاملي هذا التفسير، حيث قال في هامش (الوسائل) ما نصّه : الذي ذكره الشيخ هنا قريب جدّاً، بل هو عين مدلول الحديث .
ولو اُريد مثل ما بقي على الحشفة; لكان تأويلاً بعيداً جداً ، نعم الزيادة محمول على الاستحباب وفيه اعتبار الصب مرّتين فإنّ البول لا يكاد يزيد على ذلك فتدبّر ۱  .
والنتيجة: أنّ هذا الحديث قد فسّر من قبل العلمين، وفق جريان الاستخدام فيه على طريقة المشهور ، بمعنى أنّ المراد من كلمة «البول» هو البول الباقي على الحشفة، فإنّه هو الموضع اللازم للتطهير . والمراد من الضمير في كلمة «يغسله» هو الموضع الذي عليه البول ، وهو الحشفة . والمراد من الضمير في كلمة «مثله» هو المقدار الخارج من البول .
فصار الاستخدام بكلمة، وضميرين ، كلّ منهما يعود على معنىً غير الذي عاد عليه الآخر ، وهو الاستخدام المشهور بشكله الثاني.
وقد عارض المحدّث البحراني في (الحدائق) هذا بقوله: إنّه لا قرينة تدلّ عليه ولا ضرورة توجب المصير إليه، فراجع ۲  .

المورد السابع :

قال الشيخ البهائي في الحبل المتين في باب ما يتعلّق بالتعزية وزيارة القبور بعد ذكر حديث داود بن زربي، عن أبي عبدالله (عليه السلام)قال : «من ذكر مصيبته ، ولو بعد حين فقال : «إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ العالمين ، اللهمّ أجرني على مصيبتي وأخلف عليّ أفضل منها» كان له من الأجر مثل ما كان عند أوّل

1.(وسائل الشيعة) ۱ : ۲۴۲ أبواب أحكام الخلوة ب۲۶ ح۲ ذيل حديث ۷ .

2.(الحدائق الناضرة) ۲ : ۱۸ .

الصفحه من 142