المصطلح البلاغي : (الاستخدام) و تطبيقاته في التراث الإسلامي - الصفحه 131

صدمة» ۱ ما نصّه : الضمير في قوله (عليه السلام) في الحديث : «واخلف عليّ أفضل منها» يعود إلى المصيبة; بمعنى المصاب به، على طريقة الاستخدام ۲  .
بيان ذلك : أنّ الشيخ البهائي فسّر الحديث وفق الاستخدام المشهور ، بأنّ الدعاء قد جاءت فيه كلمة «مصيبتي» ، والمقصود بها حالة الأذى والحزن والفقدان ، ثمّ أرجع الضمير في كلمة «منها» على كلمة «مصيبتي» وأراد به الشيء المفقود، كالولد الميّت أو الأب أو غير ذلك من الأقرباء .

المورد الثامن :

قد ورد في (الكافي) عن زرارة قال : قلتُ لأبي جعفر (عليه السلام) : رجل نسي القنوت فذكره وهو في بعض الطريق ؟ فقال (عليه السلام) : «يستقبل القبلة ثمّ ليقله» ، ثمّ قال : «إنّي لأكره للرجل أن يرغب عن سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو يدعها» ۳  .
وقال الشيخ البهائي في شرح هذا الحديث : وقوله (عليه السلام) : «ثمّ ليقله» يعطي بظاهره أنّه (عليه السلام) أراد بالقنوت في قوله: «نسي القنوت» الدعاء، لارفع اليدين بالدعاء، ولا المركّب منهما ، ويجوز أن يكون (عليه السلام) سلك طريقة الاستخدام ۴  .
أقول : الظاهر من عبارة الشيخ البهائي أنّه فسّر الحديث بتفسيرين :
الأوّل : أن يكون المراد من كلمة «القنوت» هو الدعاء ، ثمّ أرجع الضمير في كلمة «ليقله» على القنوت بمعنى الدعاء أيضاً، وهذا التفسير لا استخدام فيه .
الثاني : ما ذكره بقوله : ويجوز أن يكون (عليه السلام) سلك طريقة الاستخدام ، وذلك

1.(الكافي) ۳ : ۲۲۴ ح۶ ، (الوسائل) ۲ : ۸۹۸ أبواب الدفن ب۷۴ ح۲ وفي المصدر رزين بدل زربي .

2.(الحبل المتين) : ۷۶ .

3.(الكافي) ۳ : ۳۴۰ ح۱۰ ، التهذيب ۲ : ۱۲۸۳ ، الوسائل ۴ : ۹۱۵ أبواب القنوت ب۱۶ ح۱ .

4.(الحبل المتين) ۲۳۵ .

الصفحه من 142