المصطلح البلاغي : (الاستخدام) و تطبيقاته في التراث الإسلامي - الصفحه 139

وأراد به السلطنة ، ثمّ أرجع الضمير في «إنشائه» على «الملك» بمعنى المملكة يعني : ولا كان خلواً من السلطنة قبل إنشاء المملكة .
وهذا هو الاستخدام المشهور .
الثالث : أنّ الضمير في كلمة «إنشائه» يعود على الله جلّ جلاله، من باب إضافة المصدر «إنشاء» إلى فاعله، فيكون المعنى: ولا كان خلواً من الملك قبل إنشاء الله الملك . وهذا الوجه لم يرضَ به المجلسيّ كما هوصريح عبارته.

المورد الخامس عشر :

ورد في الخبر عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل ابن سليمان، قال : سألت أبا عبدالله (عليه السلام) كم كان طول آدم حين هبط به إلى الأرض ؟ وكم كان طول حواء ؟
قال : «وجدنا في كتاب عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): أنّ الله عزّ وجلّ لما أهبط آدم وزوجته حواء إلى الأرض، كانت رجلاه بثنيّة الصفا، ورأسه دون اُفق السماء ، وأنّه شكا إلى الله ما يُصيبه من حرّ الشمسُ فأوحى الله إلى جبرئيل: أنّ آدم قد شكا ما يصيبه من حرّ الشمس، فاغمز غمزة، وصير طوله سبعين ذراعاً بذراعه، واغمز حواء غمزة فصير طولها خمسة وثلاثين ذراعاً بذراعها» .
وبعد تسليم صحّة السند، فالذي يخطر بالبال من باب الاحتمال: أنّ ضمير «ذراعه» و «ذراعها» راجعان إلى آدم وحواء (عليهما السلام) باعتبار فرد آخر من الرجل والانثى المعلومين في عصر الإمام عليّ (عليه السلام) من باب الاستخدام .
وفي رواية مسلم، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال : «خلق الله آدم على صورته، طوله ستّون ذراعاً» .
لا شكّ أن المراد بالذراع في حديثه الذراع المعهود في عصر المعصوم (عليه السلام)لئلاّ

الصفحه من 142