فَرَحِمَهَا ، وَأَدْخَلَهَا الدَّيْرَ ، وَكَانَ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ ^۱ غَيْرُهُ ، وَكَانَ حَسَنَ الْحَالِ ، فَدَاوَاهَا حَتّى بَرَأَتْ مِنْ عِلَّتِهَا ، وَانْدَمَلَتْ ^۲ ، ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهَا ابْنَهُ ، فَكَانَتْ ^۳ تُرَبِّيهِ ، وَكَانَ لِلدَّيْرَانِيِّ قَهْرَمَانٌ ^۴ يَقُومُ بِأَمْرِهِ ، فَأَعْجَبَتْهُ ، فَدَعَاهَا إِلى نَفْسِهِ ، فَأَبَتْ ، فَجَهَدَ بِهَا ^۵ فَأَبَتْ ، فَقَالَ : لَئِنْ لَمْ تَفْعَلِي لَأَجْهَدَنَّ ^۶ فِي قَتْلِكِ ، فَقَالَتْ : اصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ فَعَمَدَ إِلَى الصَّبِيِّ ، فَدَقَّ عُنُقَهُ وَأَتَى ^۷ الدَّيْرَانِيَّ ، فَقَالَ لَهُ : عَمَدْتَ إِلى فَاجِرَةٍ قَدْ فَجَرَتْ ، فَدَفَعْتَ إِلَيْهَا ابْنَكَ ؟ فَقَتَلَتْهُ ، فَجَاءَ الدَّيْرَانِيُّ ^۸ ، فَلَمَّا رَآهُ ^۹ ، قَالَ لَهَا : مَا هذَا فَقَدْ تَعْلَمِينَ صَنِيعِي بِكِ ؟ فَأَخْبَرَتْهُ بِالْقِصَّةِ ، فَقَالَ لَهَا : لَيْسَ تَطِيبُ ^۱۰ نَفْسِي أَنْ تَكُونِي عِنْدِي ، فَاخْرُجِي ^۱۱ ، فَأَخْرَجَهَا لَيْلًا ، وَدَفَعَ إِلَيْهَا عِشْرِينَ دِرْهَماً ، وَقَالَ لَهَا : تَزَوَّدِي هذِهِ ، اللّهُ حَسْبُكِ ^۱۲ .
فَخَرَجَتْ لَيْلًا ، فَأَصْبَحَتْ فِي قَرْيَةٍ ، فَإِذَا فِيهَا مَصْلُوبٌ عَلى خَشَبَةٍ وَهُوَ حَيٌّ ، فَسَأَ لَتْ عَنْ قِصَّتِهِ ، فَقَالُوا : عَلَيْهِ دَيْنٌ ^۱۳ عِشْرُونَ دِرْهَماً ، وَمَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ عِنْدَنَا لِصَاحِبِهِ صُلِبَ ^۱۴ حَتّى يُؤَدِّيَ ^۱۵ إِلى صَاحِبِهِ ، فَأَخْرَجَتِ ^۱۶ الْعِشْرِينَ دِرْهَماً ، وَدَفَعَتْهَا ^۱۷ إِلى غَرِيمِهِ ، وَقَالَتْ ^۱۸ : لَا تَقْتُلُوهُ ، فَأَنْزَلُوهُ عَنِ الْخَشَبَةِ ، فَقَالَ لَهَا : مَا أَحَدٌ أَعْظَمَ عَلَيَّ

عَنْ حَوَائِجِهَا وَيَقُومُ لَهَا ، فَأَعْجَبَتْهُ ، فَدَعَاهَا إِلى نَفْسِهِ ، فَأَبَتْ عَلَيْهِ ، فَحَلَفَ عَلَيْهَا : لَئِنْ لَمْ تَفْعَلْ ^۱ لَنُخْبِرَنَّ ^۲ الْمَلِكَ أَنَّكِ ^۳ قَدْ فَجَرْتِ ، فَقَالَتْ : اصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ ، لَسْتُ أُجِيبُكَ إِلى شَيْءٍ مِمَّا طَلَبْتَ .
فَأَتَى الْمَلِكَ ، فَقَالَ : إِنَّ امْرَأَةَ أَخِي قَدْ ^۴ فَجَرَتْ ، وَقَدْ حَقَّ ذلِكَ عِنْدِي ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : طَهِّرْهَا ، فَجَاءَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ ^۵ : إِنَّ الْمَلِكَ قَدْ أَمَرَنِي بِرَجْمِكِ ، فَمَا تَقُولِينَ ؟ تُجِيبُنِي ^۶ ؟ وَإِلَا رَجَمْتُكِ ، فَقَالَتْ : لَسْتُ ^۷ أُجِيبُكَ ، فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ .
فَأَخْرَجَهَا ، فَحَفَرَ لَهَا ، فَرَجَمَهَا وَ مَعَهُ النَّاسُ ، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهَا قَدْ مَاتَتْ ، تَرَكَهَا ، وَانْصَرَفَ ، وَجَنَّ بِهَا ^۸ اللَّيْلُ ^۹ ، وَكَانَ بِهَا رَمَقٌ ، فَتَحَرَّكَتْ ، وَخَرَجَتْ مِنَ الْحَفِيرَةِ ^۱۰ ، ثُمَّ مَشَتْ ^۱۱ عَلى وَجْهِهَا حَتّى خَرَجَتْ مِنَ الْمَدِينَةِ ، فَانْتَهَتْ إِلى دَيْرٍ فِيهِ ^۱۲ دَيْرَانِيٌّ ^۱۳ ، فَبَاتَتْ ^۱۴ عَلى بَابِ الدَّيْرِ .
^۱۵ فَلَمَّا أَصْبَحَ الدَّيْرَانِيُّ ، فَتَحَ ^۱۶ الْبَابَ ، فَرَآهَا ^۱۷ ، فَسَأَ لَهَا عَنْ قِصَّتِهَا ، فَخَبَّرَتْهُ ،