قَالَ مُعَاوِيَةُ : وَلَيْسَ ۱ يَصِحُّ هذَا عَلى جِهَةِ النَّظَرِ وَالْأَثَرِ فِي غَيْرِ هذَا الْأَثَرِ أَنْ يَكُونَ الظِّهَارَ ۲ ؛ لِأَنَّ أَصْحَابَنَا رَوَوْا أَنَّ الْأَيْمَانَ لَا يَكُونُ ۳ إِلَا بِاللّهِ ، وَكَذلِكَ نَزَلَ بِهَا ۴ الْقُرْآنُ ۵ . ۶
۱۱۰۷۳.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ۷، عَنْ يَزِيدَ۸الْكُنَاسِيِّ ، قَالَ :
1.في الوسائل : «قال معاوية بن حكيم : ليس» بدل «قال معاوية : وليس» .
2.في المرآة : «أن يكون الظهار بدل اشتمال لاسم الإشارة» .
3.في «م ، بن ، جد» : «لا تكون» . وفي الوسائل : «أنّه لا يكون الأيمان» بدل «أنّ الأيمان لا يكون» .
4.في «بح ، بخ ، بف ، جت» : «به» .
5.في «بف» : «الفرقان» . وفي الوافي : «أقول : هذا هو الحقّ ، وقد مرّ الأخبار في ذلك ، فالخبر محمول ـ على تقدير صحّته ـ على التقيّة لموافقته لمذاهب العامّة» .
6.الوافي ، ج ۲۲ ، ص ۹۲۵ ، ح ۲۲۴۶۹ ؛ الوسائل ، ج ۲۲ ، ص ۳۱۳ ، ح ۲۸۶۷۵ ؛ و فيه ، ص ۳۳۴ ، ح ۲۸۷۳۰ ، قطعة منه .
7.هكذا في «ن ، بح ، بخ ، جت ، جد» والوسائل . وفي «م ، بف ، بن» والمطبوع : «الخزّاز» . والصواب ما أثبتناه كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ۷۵ .
8.في «ن ، بح ، بن ، جد» وحاشية «م» : «بريد» .
والخبر رواه الشيخ الصدوق في الفقيه ، ج ۳ ، ص ۵۲۹ ، ح ۴۸۳۱ بإسناده عن ابن محبوب عن أبي أيّوب الخزّاز عن بريد بن معاوية ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام .
وقال بعض الأعلام بعد نقل اختلاف نسخ الكتاب وما ورد في الفقيه واستظهار صحّة «بريد» في ما نحن فيه : «والظاهر اتّحاد بريد الكناسي مع بريد بن معاوية . والكناسي نسبة إلى كناسة موضع بالكوفة . وبريد بن معاوية كوفي» لكنّ الظاهر عدم صحّة هذا القول ، وأنّ الصواب في العنوان هو يزيد الكناسي .
لا يقال : ذكر الشيخ الطوسي في رجاله ، ص ۱۷۱ ، الرقم ۲۰۰۹ بريد الكناسي في أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام . و ورد هذا العنوان في المؤتلف والمختلف للدارقطني ، ج ۱ ، ص ۱۷۵ والإكمال لابن ماكولا ، ج ۱ ، ص ۲۲۷ وتبصير المنتبه لابن حجر ، ج ۴ ، ص ۱۴۱۹ ، وهذه الكتب الثلاثة الأخيرة دوّنت لضبط العناوين و بيان مواضع السهو وزلّه الأقدام .
فإنّه يقال : ما ورد في المواضع المذكورة ـ رغم تعدّد الكتب ـ ينتهي ظاهرا إلى مصدر واحد . والمظنون قويّا ـ إن لم نقل ممّا تطمئنّ به النفس ـ أنّ ذاك المصدر ـ وهو رجال ابن عقدة ـ أخذ هذا العنوان من بعض الأسناد المحرّفة .
توضيح ذلك : قال الشيخ الطوسي في مقدّمة رجاله : «ولم أجد لأصحابنا كتابا جامعا في هذا المعنى إلّا مختصرات قد ذكر كلّ إنسان طرفا منها ، إلّا ما ذكره ابن عقدة من رجال الصادق عليه السلام ؛ فإنّه قد بلغ الغاية في ذلك . ولم يذكر رجال باقي الأئمّة عليهم السلام . فأنا (وأنا ـ خ ل) أذكر ما ذكره وأورد بعد ذلك ما لم يورده (يذكره ـ خ ل)» .
وعنوان بريد الكناسي ، في رجال الشيخ مأخوذ من رجال ابن عقدة بلا ريب ، وهذا أمر يحكم به التأمّل والمقارنة بين ما أورده الشيخ ذيل أصحاب جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام وبين ما أورده في سائر الأبواب . والمجال لا يسع تفصيل ذلك . هذا بالنسبة إلى رجال الشيخ .
وأمّا الكتب الثلاثة الاُخرى ، فأقدمها هو المؤتلف والمختلف للدارقطني ، وهو من عمدة مصادر ومنابع الكتابين الآخرين ، كما يظهر من مقارنة المعلومات الموجودة فيها بعضها مع بعض . ومصدر الدارقطني في ذكر أصحاب أئمّة الشيعة ـ سلام اللّه عليهم أجمعين ـ هما كتابان ؛ أحدهما لابن فضّال ، و الآخر لابن عقدة . صرّح بذلك الدارقطني في بعض مواضع كتابه . راجع : المؤتلف والمختلف ، ج ۱ ، ص ۴۳۲ ؛ ج ۲ ، ص ۷۷۵ ، ص ۸۳۱ ؛ و ج ۴ ، ص ۲۰۹۳ .
فعليه ، الظاهر أنّ ما ورد في رجال الطوسي والكتب الثلاثة التي دوّنت لضبط العناوين ، يرجع إلى مصدر واحدٍ وهو كتاب ابن عقدة .
ويؤيّد ذلك عدم تصريح الكتب الثلاثة بضبط العنوان بالحروف ، بل اكتفى مؤلّفوها بضبط القلم فحسب .
وأمّا كون عنوان «بريد الكناسي» في الأصل عنوانا محرّفا مأخوذا من بعض الأسناد ، فيظهر بالرجوع إلى كتب الرجال والأسناد ؛ فإنّه لم يذكر في ما بأيدينا من مصادر الرجال إلّا في رجال الطوسي كما تقدّم . وأمّا يزيد الكناسي ، ففي رجال البرقي ، ص ۱۲ : يزيد أبو خالد الكناسي . وفي رجال الطوسي ، ص ۱۴۹ ، الرقم ۱۶۵۵ ، في ذيل أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام : يزيد ، يكنّى أبا خالد الكناسي . وفي ص ۳۲۳ ، الرقم ۴۸۳۳ ، في ذيل أصحاب أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام : يزيد أبو خالد الكناسي . وأبو خالد كنية كثيرٍ من المسمّينَ بيزيد ، كما يعلم ذلك بالرجوع إلى كتب الرجال من العامّة والخاصّة . فعليه أصل وجود راوٍ باسم يزيد الكناسي في كتب الرجال ممّا لا ريب فيه .
وأمّا في الأسناد ، فلم نعثر على موضع يمكن الاعتماد عليه ، وقد ورد في ذاك الموضع عنوان بريد الكناسي ، وما ورد في بعض المواضع فهو محرّف من يزيد الكناسي كما سيظهر .
و روى يزيد الكناسي عن أبي جعفر عليه السلام في الكافي ، ح ۹۹۵ . والمذكور في البحار ، ج ۱۴ ، ص ۲۵۵ ، ح ۵۱ ؛ وج ۱۸ ، ص ۲۷۸ ، نقلاً من الكافي : يزيد الكناسي . والإمام عليه السلام خاطب يزيد الكناسي في متن الخبر بقوله : «يا أبا خالد» . وهذه الفقرة رواها الشيخ الصدوق في كمال الدين ، ص ۲۳۳ ، ح ۳۹ بسنده عن يزيد الكناسي . قال : قال أبو جعفر عليه السلام : ليس تبقى الأرض يا أبا خالد إلخ . وروى ابن محبوب عن أبي أيّوب عن يزيد الكناسي عن أبي جعفر عليه السلام ، في الكافي ، ح ۴۷۷۷ . والمذكور في البحار ، ج ۶ ، ص ۱۷۱ ، ح ۴۸ وج ۱۴ ، ص ۵۰۱ ، ح ۲۵ . نقلاً من الكافي : يزيد الكناسي .
وروى يزيد الكناسي عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، في الكافي ، ح ۹۷۸۷ . والمذكور في الوسائل ، ج ۲۰ ، ص ۴۲۴ ، ح ۲۵۹۹۱ نقلاً من الكافي «بريد» مجرّدا من دون القيد .
وروى ابن محبوب عن أبي أيّوب الخرّاز عن يزيد الكناسي عن أبي جعفر عليه السلام في الكافي ، ح ۱۰۷۵۱ . والمذكور في التهذيب ، ج ۸ ، ص ۷۲ ، ح ۲۴۰ والوسائل ، ج ۲۲ ، ص ۱۴۸ ، ح ۲۸۲۴۴ نقلاً من الكافي : يزيد الكناسي . والمقارنة بين ما ورد في ح ۱۰۷۵۱ وما نحن فيه يحكم بصدور الخبرين من راوٍ واحد للشباهة الكثيرة بينهما في اُسلوب بيان الراوي ، فلاحظ . وهذا ممّا يؤيّد صحّة يزيد الكناسي في ما نحن فيه .
وأمّا سندنا المبحوث هنا ، فالمذكور في الوسائل ، ج ۲۲ ، ص ۳۱۸ ، ح ۲۸۶۸۸ : يزيد الكناسي . والخبر رواه الشيخ الطوسي في التهذيب ، ج ۸ ، ص ۱۶ ، ح ۵۱ بإسناده عن الحسن بن محبوب عن أبي أيّوب الخزّاز عن يزيد الكناسي .
والعمدة في المقام ما ورد في الفقيه ، ج ۳ ، ص ۵۲۹ ، ح ۴۸۳۱ من نقل الخبر عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام . لكن هذا لا يُعدُّ مانعا للحكم بصحّة يزيد الكناسي . بل الظاهر أنّ ما ورد في الفقيه هو محرّف ، وأنّ الراوي للخبر هناك أيضا هو يزيد الكناسي . وهذا يظهر بالرجوع إلى باب الظهار في كتاب الفقيه ، ج ۳ ، ص ۵۲۵ ـ ۵۳۵ ؛ فإنّ المقارنة بين روايات هذا الباب مع ما ورد في باب الظهار من كتاب الكافي يحكم بأخذ أخبار الفقيه من الكافي . ومن جملة هذه الأخبار هو الخبر الذي نبحث عن حقيقة حال سنده الآن .
والظاهر أنّ الشيخ الصدوق راجع إلى نسخة محرّفة من الكافي ـ والنسخ المحرّفة في ما نحن فيه كثيرة كما تقدّم ـ فتخيّل أنّ بريد الكناسي هو بريد بن معاوية ـ كما استظهر ذلك بعض الأعلام ـ فبدّل العنوان ببريد بن معاوية إيضاحا له . وهذا ـ أعني تفسير العنوان سهوا ـ من العوامل الموجبة للتحريف في كثيرٍ من العناوين . والشيخ الصدوق ممّن يفسّر بعض العناوين المشتركة ، وقد سها في مواضع منها لا مجال لسردها هنا . نذكر موردا منها كنموذج ؛ روى الكليني في الكافي ، ح ۶۶۴۷ عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحسن ـ والمذكور في المطبوع ، عليّ بن الحسين ، لكن تقدّم أنّه سهو ـ عن عمرو بن عثمان عن حنان بن سدير . وقد تقدّم غير مرّة أنّ أحمد بن محمّد الراوي عن عليّ بن الحسن ـ وهو ابن فضّال ـ هو أحمد بن محمّد العاصمي شيخ الكليني ، كما يدلّ عليه ما ورد في الكافي ، ح ۷۷۷۱ من رواية أحمد بن محمّد العاصمي عن عليّ بن الحسن التيملي عن عمرو بن عثمان الأزدي ، وما ورد في الكافي ، ح ۱۰۴۴۷ ؛ من رواية أحمد بن محمّد العاصمي عن عليّ بن الحسن التيملي عن عمرو بن عثمان . لكنّ الخبر أورده الشيخ الصدوق في علل الشرائع ، ص ۳۸۹ ، باب ۱۲۶ ، ح ۱ ـ والخبر مأخوذ من الكافي كما يظهر بالمقارنة ـ وقال : «أبي رحمه اللّه قال : حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحسن عن عمرو بن عثمان» ومعنى هذا أنّ الشيخ الصدوق طبّق عنوان أحمد بن محمّد المشترك في سند الكافي على أحمد بن محمّد بن عيسى ، وفسّر العنوان به ، ثمّ أضاف طريقه إلى أحمد بن محمّد بن عيسى ، إلى صدر السند ، وهو سهو كماترى .
فتحصّل أنّ ما ورد في الفقيه ، ج ۳ ، ص ۵۲۹ من رواية بريد بن معاوية الخبرَ ، سهوٌ ناشٍ من تطبيق الشيخ الصدوق سهوا .
وهذا المقدار يكفي لإثبات ما ادّعيناه من صحّة يزيد الكناسي في ما نحن فيه وعدم وجود راوٍ باسم بريد الكناسي . ومن أراد التفصيل فليراجع الكافي ، ح ۱۳۳۳۳ و ۱۳۷۳۲ و ۱۳۷۵۲ وليقارن هذه الأسناد مع سائر الكتب التي ذكرت الأخبار المرويّة بهذه الأسناد .
ثمّ إنّه ورد في الكافي ، ح ۱۵۳۵۰ رواية ابن محبوب عن هشام بن سالم عن بريد الكناسي عن أبي جعفر عليه السلام . لكنّ المذكور في بعض المخطوطات والبحار ، ج ۷ ، ص ۲۸۳ ، ح ۵ نقلاً من الكافي هو يزيد الكناسي . ومن المعلوم أنّ اشتهار بريد وكثرة دورانه في الأسناد ممّا يوجب التحريف خصوصا في ما إذا كان الخطوط رديّة ، أو لم توضع النقطة حين الكتابة كما كان معهودا في قديم الأيّام .
بقيت هنا نكتة لابدّ من الإشارة إليها ، وهي أنّ الأسناد من عمدة منابع كتب الرجال التي دوّنت لذكر طبقات الرجال وبيان أصحاب المعصومين عليهم السلام و الرواة عنهم . والأسناد كثيرا مّا تشتمل على العناوين المحرّفة ، وهذه العناوين بعينها انتقلت إلى كتب الرجال . وبريد الكناسي من جملة هذه العناوين المحرّفة .