بناء مبالغةٍ في الفاعل ، ولا يجوز أن يُتَّخذ مَبيتاً أو مَقيلاً ، ولا بأس بالاستراحة فيه .
۵۷.آفَةُ الحَدِيثِ الكَذِبُ ، وَآفَةُ العِلْمِ النِّسْيَانُ ، وَآفَةُ الحِلْمِ السَّفَهُ ، وَآفَةُ العِبادَةِ الفَتْرَةُ ، وَآفَةُ الشَّجَاعَةِ البَغْيُ ، وَآفَةُ السَّمَاحَةِ المَنُّ ، وآفَةُ الجَمَالِ الخُيَلَاءُ ، وَآفَةُ الحَسَبِ الفَخْرُ ، وَآفَةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ ۱ ، وَآفَةُ الجُودِ السَّرْفُ ، وَآفَةُ الدِّينِ الهَوى . ۲
يقول : نِعمَ الشيء الحديث الذي يُتحدّث به الناس ؛ لأنّه فائدة مستطرَفة إلّا إذا دخل الكذبُ فيه ، ولا يؤمَن أن يكون المخبَر بخلاف ما يذكره المخبِر فيذهبُ بهاؤه ورونقه ، والسامع لا يطمئنُّ إليه ولا يسكن نفسه إلى قبوله ، وهذا نهي عن الكذب ؛ فإنّه آفة وفسادٌ في الحديث الذي هو زينة للقائل ، وعيب في كلامه الذي يتميّز به من الحيوانات .
و«الآفة» : الفساد ، من قولهم «فلانٌ مَؤُوفٌ» إذا كان فاسد الرأي والعقل .
و«الحديث» هنا فَعيل بمعنى المفعول، أي المحدَّث به ، و«الكذب» خبر يكون مُخبَره بخلاف الخبر ، وكذلك النسيان والسفه والهوى عُثورٌ ۳ للعلم والحلم والدين وفسادٌ لها ، وكذا كلُّ ما اتَّصل بأخواتها آفة تفسدها ، وهذه أحد عشر حديثاً لعلّه قالها في مجلس واحدٍ .
ومعنى الخبر الثاني أنّه أراد : إذا علمتم مسائل شرعيّة في العبادات ونحوه فاعملوا عليها وداوموا على العمل بها والمواظبة على قراءتها وتدرُّسها ؛ فإنَّ ترك الشيء منها والإعراض عن تحفُّظها عيب للعلم ومفسدة له ، و«العلم» : ما اقتضى
1.مسند الشهاب، ج ۱، ص ۷۸ و ۷۹، ح ۷۴ و ۷۵؛ المعجم الكبير، ج ۳، ص ۶۹، ح ۲۶۸۸؛ تاريخ مدينة دمشق، ج ۱۳، ص ۲۵۷؛ الجامع الصغير، ج ۱، ص ۶، ح ۱۰؛ كنز العمّال، ج ۱۶، ص ۱۱۳، ح ۴۴۰۹۱ و ص ۲۱۶، ح ۴۴۲۳۷؛ الفقيه، ج ۴، ص ۳۷۱، ح ۵۷۶۲؛ المحاسن، ج ۱، ص ۱۶؛ التوحيد، ص ۳۷۵، ح ۲۰؛ الخصال، ج ۲، ص ۴۱۶، ح ۷؛ أعلام الدين، ص ۱۶۹؛ تحف العقول، ص ۶ (وفي كلّ المصادر إلّا الأوّل منها ليس بعض الفقرات و فيها مع تقديم وتأخير بين الفقرات).
2.راجع المصادر الخمسة الاُولى السالفة.
3.عُثور: جمع عَثْر، وهو الزلّة والكبوة. راجع لسان العرب (عثر).