وتحقيقه: أنّ جزاء الظلم يكون ظلمات يوم القيامة ، وإنّما جُمِع الظلمات لأنّ الظُّلمة يكون مشتملة عليه في الموقف وعلى الصراط [ و ] في دركات النار ؛ فقد جاء في الأخبار: أنّ نار جهنّم أسود، وقد طابق في اللفظ بين الظلمة والظلم ، وقيل : أقلُّ الظُّلمة في اُمّة محمّد قول أحدُهْم الآخر : تَنَحَّ عن الطريق .
۸۲.كَثْرَةُ الضِّحْكِ تُميتُ القَلْبَ . ۱
معناه : لا تفعلوا الأفعال المُضحكة ، ولا تَضحكوا في غير اُعجوبة ساهين لاهين فتكونوا كأن لا قلوب لكم ، ومن كان ضحكه كثيراً يغفل عن الحقّ ، وعلامة موت القلب غفلته ، وعلامة حياته شهوده ، و«الضحك» : تَفَتُّحٌ يظهر في الوجه لمَسَرَّةٍ في القلب ولحدوث عَجَبٍ ، وهو في الحقيقة لا يكون من فعلنا ، وكذلك البكاء ، وكذلك من فعل اللّه فينا على سبيل العادة عند أسباب يفعلها وأحوال منّا يقتضيها في أكثر الأحوال ، وربما يحصلان من غير دواعينا . وموت القلب إنّه يَحصل غافلاً ساهياً عمّا يجب عليه التفكُّر فيه ، فإذا صار القلب بحيث لا ينتفع به فهو كالميّت ، ومثله قوله : « إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى »۲ .
۸۳.فِي كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ . ۳
للخبر معنيان :
أحدهما : أنّ في كلّ قلب حزين بالمصيبة والمَساءة أجراً وعوضاً مستحَقّاً على الآلام التي أصابته والمصيبات ، وسُمّي العوض أجراً على سبيل التوسّع .