۸۹.الدُّعَاءُ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإقَامَةِ لَا يُرَدُّ . ۱
يعني : أنّ الدُّعاء في هذه الساعة يقرُن بالإجابة ؛ فادعُوا فيها ؛ فإنّها مظنّة لاستجابة الدعوات من المؤمنين لأنفسهم ولإخوانهم على مَن يظلمهم ويؤذيهم . وشرف هذا الوقت لأنّه بين فصول من التكبيرات والتهليلات ونحوها .
و«الأذان» : التأذين بالصلاة مختصّ بها شرعاً ، والإيذان : الإعلام بإيقاع في اُذن المخاطب ، و«الإقامة» : نصبُ الشيء قائماً ، ويكون بمعنى الإظهار ، ومنه قوله : «قامت الحرب على ساقٍ» و«يقوم القيامة» و«أقمت الحجّة» ؛ فكأنّه إقامة المأمومين للصلاة ؛ لأنّ عند قول الإمام «قد قامت الصلاة» يجب القيام للصلاة على المأمومين ، وهو من باب «ليله قائم ونهاره صائم» على الإسناد المجازي ، و«الردّ» : ضدّ القبول ، وهاهنا ضدّ الإجابة .
۹۰.طَلَبُ الحَلاَلِ فَرِيضَةٌ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ . ۲
أي : اطلُبوا الرزق من الوجه المأذون في طلبه شرعاً فريضةً بعد فرائض اللّه تعالى أدّاها نحو الصلاة بالغداة والظهيرة ؛ فإنّه يجب عليه طلب الرزق الحلال لقُوت نفسه ومصلحة العيال ، وهذا أولى من أداء التطوّع ؛ لأنّ العقل والشرع يوجبان عليه ذلك كأنّه يقول : «إذا فرغتَ من الصلاة المفروضة فليس شيء آكد عليك فرضاً ووجوباً من طلب الأرزاق لخاصّك ولعيالك» ، وجَعَلَه في الخبر المتقدِّم بمنزلة الجهاد .
1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۳ ، ح ۱۲۰ ؛ المصنّف ، ج ۲ ، ص ۳۷۲ ، ح ۱ ؛ و ج ۷ ، ص ۳۵ ، ح ۳ ، السنن الكبرى ، ج ۶ ، ص ۲۲ ، ح ۹۸۹۷ ، و ص ۲۳ ، ح ۹۸۹۹ ؛ صحيح إبن خزيمة ، ج ۱ ، ص ۲۲۲ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۱ ، ص ۴۰۰ ؛ و ج ۲ ، ص ۲۹۸ . الدعوات ، ص ۳۶ ، ح ۸۷ ؛ ذكرى الشيعة ، ص ۲۱۳ ؛ مفتاح الفلاح ، ص ۴۶ ؛ بحارالأنوار ، ج ۹۰ ، ص ۳۴۸ .
2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۴ ، ح ۱۲۱ و ۱۲۲ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱ ، ص ۱۲۸ (وفيه : طلب كسب الحلال) ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۰ ، ص ۷۴ ، ح ۹۹۹۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۳۲ ، ح ۵۲۷۱ . روضة الواعظين ، ص ۴۵۷ (وفيه أيضا : طلب كسب الحلال) ؛ فقه القرآن للراوندي ، ج ۲ ، ص ۳۰ ؛ بحارالأنوار ، ج ۱۰۰ ، ص ۱۷ ، ح ۷۹ (وفيه : «طلب الكسب» بدل «طلب الحلال») .