127
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

۸۷.الجَنَّةُ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ . ۱

هذا حثٌّ على الجهاد ، فكأنَّه قال : جاهِدوا في سبيل اللّه ؛ فمن طلب الجنّة فإنّها توجَد تحت ظلال السيوف . والمعنى : أنّ مَن صبر وثبت ولم يفرّ حيث تُعلى بالسيوف على رأسه وتظلّ على شخصه وتيقَّن بالقتل والشهادة ، فهو ممّن ظفر بمطلوبه ، وأدرك طلبته ، وفاز بمراده .
وقال الصادق عليه السلام : «السيف مفتاح الجنّة والنار» . ۲ ومفهوم الخبر أنّ الجنّة تُنال بالدِّين ، ودرجات الجَنّة تدرك بالطاعات ، ومِن أعظمها الجهاد ؛ فإنّه يؤدّي إلى الدرجة العظيمة في الجنّة ، فكأنّ الجَنَّة تحته وتحت آلائه التي منها السيوف . ومعنى «الظلال» : الدنوُّ من القرن حتّى يعلوه ظلّ سيفه لا يفرّ منه ، وكلّ شيء دنا منك يقال : إنّه أظلّك . ۳

۸۸.الجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الاُمَّهَاتِ . ۴

معناه : إنّ البِرَّ مع الاُمّهات ثوابه الجَنّة ، فمَن اشتاق إلى الجَنّة وطلبها فإنّها توجد تحت أقدام الاُمّهات ؛ وهذا عبارة عن التواضع والخشوع لهنّ ، والانقياد لأوامرهنّ على جميع الأحوال ، وتقبيل أرجلهنّ . وروي أنّ النبيّ عليه السلام أتته خالة له من الرضاع ، فبسط رداءه لها ، وقال : «مرحباً باُمّي» . ۵

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۲ ، ح ۱۱۸ ؛ مسند زيد بن علي ، ص ۴۹۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۳۹۶ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۲۰۸ ؛ و ج ۴ ، ص ۹ و ۲۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۵ ، ص ۱۴۳ ؛ و ج ۶ ، ص ۴۵ . صحيفة الرضا عليه السلام ، ص ۹۱ ؛ كشف الغمّة ، ج ۱ ، ص ۲۵۹ (مع اختلاف يسير) ؛ بحارالأنوار ، ج ۳۳ ، ص ۴۵۷ .

2.لم نعثر عليه في المجاميع الروائية ولكن ورد في ضوء الشهاب (المخطوط).

3.اُنظر : العين ، ج ۸ ، ص ۱۴۹ ؛ لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۴۱۵ (ظلل) .

4.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۲ ، ح ۱۱۹ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۶ ، ص ۳۴۸ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۴ ، ص ۲۲۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۶۳ ، ح ۳۶۴۲ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱۶ ، ص ۴۶۱ ، ح ۴۵۴۳۹ . مجمع البيان في تفسير القرآن ، ج ۸ ، ص ۱۱ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۵ ، ص ۱۸۰ ، ح ۴ ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۲۱ ، ص ۴۲۸ .

5.مسند إبن المبارك ، ص ۱۳۶ ؛ الإصابة ، ج ۸ ، ص ۱۸۴ ، ح ۱۱۳۱۸ .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
126

وأمانة العالم في شيئين :
أحدهما : أن لا يُفتي بما لا يعلم .
والثاني : أن لا يكتم الحقَّ فيما يعلم ، فإذا كان كذلك كان أميناً عند اللّه ، وأعظم الخيانات الخيانة في الدِّين .

۸۵.رَأْسُ الحِكْمَةِ مَخافَةُ اللّهِ . ۱

أي : أصل كلّ عِلم معرفة اللّه ، والخشيةُ والحكمة نوعان من العلم ، والظاهر في معناه أنّ الرجُل إنّما يكون حكيماً كلَّ الحكيم إذا خاف اللّه بأن لم يخف عقاب اللّه وتسمّى بالحكمة [وإلّا] كان ذلك الاسم زوراً عليه ؛ فإنّ الحكيم من في فيه حَكَمَة كحَكَمَة اللجام تمنعه من المقبَّحات ، ومثله : التقيُّ مُلْجَم ۲ كالمُحْرِم في الحرم ، ۳ وقال تعالى : « إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَـؤُاْ »۴ .

۸۶.الجَنَّةُ دَارُ الأسخِيَاءِ . ۵

جَعَلَ الجَنَّة بأجمعها دارَ مَن يجود بماله ولا يبخل ما يجب عليه من الحقوق على سبيل المبالغة ، وتمام الخبر : «فعلى هذا ينبغي للعبد أن لا يخلو عن السخاء في حالتي الشدّة والرَّخاء مع الأعداء وذوي الإخاء» . و«السخيُّ» : الذي يَبذل ماله في الواجبات والمندوبات ، والمدح يُستحقّ بفعلها ، ونقيضه البخيل وحقيقته [من] يمنع الواجبات ؛ لأنّ الذمَّ يُستحقُّ بتركها ، وفي الشرع هو مَن يَمنع الزكاة .

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۰ ، ح ۱۱۶ و ۱۱۷ ؛ المصنّف ، ج ۸ ، ص ۱۶۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۳ ، ص ۱۷۹ و ۱۸۱ ؛ و ج ۵۱ ، ص ۲۴۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۴۵ ، ح ۱۶۰۹ ؛ و ص ۶۷۰ ، ح ۴۳۶۱ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۶ ، ح ۵۷۶۶ ؛ تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۲۹۰ ؛ الخصال ، ص ۱۱۱ ، ح ۸۳ ؛ الاختصاص ، ص ۳۴۲ ؛ كنزالفؤاد ، ص ۹۷ .

2.في المخطوطة : «لجم»، وما اُثبت من المصدر .

3.تفسير مجمع البيان ، ج ۱ ، ص ۸۳ ونسبه إلى عمر بن عبدالعزيز ، وفيه : «كالمُجرم» بدل «كالمُحرم» .

4.فاطر (۳۵) : ۲۸ .

5.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۰ ، ح ۱۱۶ و ۱۱۷ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۱ ، ص ۱۸۷ ؛ و ج ۴ ، ص ۳۲۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۶۳ ، ح ۳۶۴۴ ؛ كنزالعمّال ، ج ۶ ، ص ۳۴۶ ، ح ۱۵۹۸۵ . الجعفريات ، ص ۲۵۱ (مع اختلاف يسير) ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۴۰۵ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۷ ، ص ۱۴ ، ح ۷۵۱۲ ؛ و ص ۲۳۳ ، ح ۸۱۱۸ .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 216373
الصفحه من 627
طباعه  ارسل الي