وأمانة العالم في شيئين :
أحدهما : أن لا يُفتي بما لا يعلم .
والثاني : أن لا يكتم الحقَّ فيما يعلم ، فإذا كان كذلك كان أميناً عند اللّه ، وأعظم الخيانات الخيانة في الدِّين .
۸۵.رَأْسُ الحِكْمَةِ مَخافَةُ اللّهِ . ۱
أي : أصل كلّ عِلم معرفة اللّه ، والخشيةُ والحكمة نوعان من العلم ، والظاهر في معناه أنّ الرجُل إنّما يكون حكيماً كلَّ الحكيم إذا خاف اللّه بأن لم يخف عقاب اللّه وتسمّى بالحكمة [وإلّا] كان ذلك الاسم زوراً عليه ؛ فإنّ الحكيم من في فيه حَكَمَة كحَكَمَة اللجام تمنعه من المقبَّحات ، ومثله : التقيُّ مُلْجَم ۲ كالمُحْرِم في الحرم ، ۳ وقال تعالى : « إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَـؤُاْ »۴ .
۸۶.الجَنَّةُ دَارُ الأسخِيَاءِ . ۵
جَعَلَ الجَنَّة بأجمعها دارَ مَن يجود بماله ولا يبخل ما يجب عليه من الحقوق على سبيل المبالغة ، وتمام الخبر : «فعلى هذا ينبغي للعبد أن لا يخلو عن السخاء في حالتي الشدّة والرَّخاء مع الأعداء وذوي الإخاء» . و«السخيُّ» : الذي يَبذل ماله في الواجبات والمندوبات ، والمدح يُستحقّ بفعلها ، ونقيضه البخيل وحقيقته [من] يمنع الواجبات ؛ لأنّ الذمَّ يُستحقُّ بتركها ، وفي الشرع هو مَن يَمنع الزكاة .
1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۰ ، ح ۱۱۶ و ۱۱۷ ؛ المصنّف ، ج ۸ ، ص ۱۶۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۳ ، ص ۱۷۹ و ۱۸۱ ؛ و ج ۵۱ ، ص ۲۴۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۴۵ ، ح ۱۶۰۹ ؛ و ص ۶۷۰ ، ح ۴۳۶۱ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۶ ، ح ۵۷۶۶ ؛ تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۲۹۰ ؛ الخصال ، ص ۱۱۱ ، ح ۸۳ ؛ الاختصاص ، ص ۳۴۲ ؛ كنزالفؤاد ، ص ۹۷ .
2.في المخطوطة : «لجم»، وما اُثبت من المصدر .
3.تفسير مجمع البيان ، ج ۱ ، ص ۸۳ ونسبه إلى عمر بن عبدالعزيز ، وفيه : «كالمُجرم» بدل «كالمُحرم» .
4.فاطر (۳۵) : ۲۸ .
5.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۰ ، ح ۱۱۶ و ۱۱۷ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۱ ، ص ۱۸۷ ؛ و ج ۴ ، ص ۳۲۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۶۳ ، ح ۳۶۴۴ ؛ كنزالعمّال ، ج ۶ ، ص ۳۴۶ ، ح ۱۵۹۸۵ . الجعفريات ، ص ۲۵۱ (مع اختلاف يسير) ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۴۰۵ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۷ ، ص ۱۴ ، ح ۷۵۱۲ ؛ و ص ۲۳۳ ، ح ۸۱۱۸ .