«فطن لكذا» إذا أدركه وعلمه ، فهما علمان مستطرفان ، ولذلك لا تجريان على اللّه .
و«الحذِر» : من كان الحَذَر عادته وخُلقه ، والحاذر : من أحدث حذراً ۱ وإن لم يكن من أخلاقه ، ومثله فاكِهٌ وفَكِهُ ، وجازعٌ وجزِعٌ ، وقانعٌ وقنِعٌ .
أي : المؤمن يتفكّر ويعلم ما يحتاج إليه في دينه ودنياه ، ويَحذر ممّا يوبقه . وسُئل عن معنى الكيِّس الفطن الحذر ؟ يقال ۲ : مَن يَهدم دنياه فيبني بها آخرته ، ولا يهدم آخرته فيبني بها دُنياه .
۹۶.المُؤْمِنُ إِلْفٌ مَألُوفٌ . ۳
هذا حثٌّ على حُسن الخلق ؛ فإنّ المؤمن يحبّ الناس في اللّه ويحبّونه ، يعني : إنّ المؤمن مِن أخلاقه الكريمة أن يَألف كلَّ أحدٍ ويُستأنس به ، ويؤلّف الناس ولا ينفّرهم بغلظة طبعه وفظاظة خُلقه كما كان عليه السلام ، وهذه من نعم اللّه على عبد يكون بهذه الصفة ، ومن كان كذلك كان محبوباً إلى الناس .
۹۷.المُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ . ۴
يعني : إنّ المؤمن مؤتمَنٌ يأمنه الناس ، [و هم] يعلمون أنّه لا يقصدهم بسوء ولا غائلة في أنفسهم ، فلا يَستحلّ أموالهم ولا يأخذها إلّا بحقّها ، فهو مأمون الجانب . ودعا عليٌّ عليه السلام غلامه فأبطأ عليه ، فقام إليه وقال : «أما سمعت ندائي؟!» قال : نعم إلّا أنِّي
1.اُنظر : العين ، ج ۳ ، ص ۱۹۹ ؛ لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۱۷۶ (حذر) .
2.كذا في المخطوطة .
3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۸ ، ح ۱۲۹ ؛ تاريخ مدينه دمشق ، ج ۸ ، ص ۴۰۴ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۳ ، ص ۲۴۸ ؛ فيض القدير ، ج ۶ ، ص ۳۲۹ ، ح ۹۱۴۶ . بحارالأنوار ، ج ۶۴ ، ص ۳۰۹ ، ح ۴۱ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۸ ، ص ۴۵۰ ، ح ۲ ؛ معارج اليقين في اُصول الدين للسبزواري ، ص ۲۱۷ ، ح ۵۳۹ (في الثلاثة الأخيرة عن مسند الشهاب) .
4.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۹ ، ح ۱۳۰ ـ ۱۳۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۲۱ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۲۹۸ ، ح ۳۹۳۴ (في الجميع : «على أموالهم وأنفسهم») . بحارالأنوار ، ج ۶۴ ، ص ۳۰۹ ، ح ۴۲ (عن مسند الشهاب) ؛ الغدير ، ج ۱۰ ، ص ۳۵۵ ، ح ۱ (وفيه : «دمائهم» بدل «أنفسهم») .