137
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

إسلامه ، فكان بعد ذلك يَقلّ أكله . ۱
والثاني : أنّه حَثٌّ إلى قلّة الأكل ؛ لأنّ الخبر واردٌ مورد الذمِّ لمُكثر الأكل ؛ فإنّ كثرة الأكل تُولّد كثيراً من الأسقام والآلام ؛ قال : « وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلَا تُسْرِفُواْ »۲ .
والثالث : أن يكون حقيقةً ومجازاً معاً ، والمعنى : أنّ المؤمن لا يتناول إلّا دون سبعة لنفَسه ، ويترك أكثر زاده لغيره إبقاءً عليه وشفقةً ، وأنّه يرضى من الدنيا بالقليل من اللباس والمعاش والطَّرح والفرش ألاّ يبالغ في زينة الدنيا كأنّه يأكل في معىً واحدٍ ، وفي طعام المؤمن بركة ، وفي الكافر على خلافه ولا يُشبعه إلّا الكثير ؛ فإنّه يكون طويل ۳ الأمل ؛ لا يشبع من الدُّنيا ، ولا يكفيه ما يسدّ به بطنه ويستر به عورته ، ولا يتنزّه ۴ عمّا ليس له ، فهو أبداً في همّة الأكل واللّذة كالذي يأكل في سبعة أمعاء ، والوجهان الأخيران على العموم .

۱۰۳.المُؤمِنونَ هَيِّنُونَ لَيِّنُونَ . ۵

المعنى أنَّهم يكونون كذلك مع إخوانهم المؤمنين ، فأمّا مع الكفّار فيكونون أشدّ من الحديد والحجر ؛ قال تعالى : « أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَـفِرِينَ »۶« أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ »۷ ، والتخفيف والتثقيل في الهيِّن والليِّن لغتان كالمَيْت والميّت . وقال ابن الأعرابي : «التخفيف في المدح ، والتثقيل في الذمّ» ،

1.لم نعثر على الخبر إلّا في ضوء الشهاب (المخطوط) مع اختلاف فيه.

2.الأعراف (۷) : ۳۱ .

3.في المخطوطة : «طول» ، وهو تصحيف ظاهرا .

4.في المخطوطة : «ينتره» ، والصحيح ما اُثبت.

5.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۴ و ۱۱۵ ، ح ۱۳۹ و ۱۴۰ ؛ الفائق في غريب الحديث ، ص ۵۶ ؛ تخريج الأحاديث والآثار للزيلعي ، ج ۲ ، ص ۴۶۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۶۳ ، ح ۹۱۶۳ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱ ، ص ۱۴۳ ، ح ۶۹۳ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۲۳۴ ، ح ۱۴ (عن الإمام الباقر عليه السلام ) ؛ أعلام الدين ، ص ۱۱۰ ؛ عيون الحكم والمواعظ ، ص ۱۴۳ (مع اختلاف يسير) ؛ بحارالأنوار ، ج ۶۴ ، ص ۳۵۶ ، ح ۵۹ (عن شهاب الأخبار) .

6.المائدة (۵): ۵۴ .

7.الفتح (۴۸) : ۲۹ .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
136

۱۰۱.المُؤْمِنَ يَومَ القِيامَةِ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ . ۱

أي : كونوا مشفقين بإعطاء الصدقة للفقراء والمساكين ؛ لتكونوا ۲ في ظلّها يوم القيامة ؛ فإنّ الصدقة راحة لمن دفعها يوم القيامة يَستظلّ بها .

۱۰۲.المُؤْمِنُ يَأكُلُ فِي مِعاءٍ واحد ، وَالكَافِرُ [يَأكُلُ] فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ . ۳

والمراد : أنّ المؤمن يقنع مِن مَطعمه بالبُلَعِ التي تُمسك الرمق ، ويُقيم الأوَد ، دون المأكل التي يقصدها وجه اللذَّة ، فكأنّه يأكل في معاءٍ واحد . وأمّا الكافر فهو يَطلب عاجل الدُّنيا ؛ عبدٌ فيها للذَّته ، وكادح فيها لطاعة شهوته ، فكأنّه يأكل في سبعة أمعاء .
ولهذا الخبر ثلاثة معان اُخر :
أحدها : أن يكون مخصوصاً بعمرو بن معديكرب ؛ فإنّه كان أكولاً في حال كفره ، يأكل حُواراً ۴ مَشويّاً مع كثير وزقّ ۵ من اللبن ، فلمّا سرّه ۶ عليّ عليه السلام وجاء به إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله قَدَّم إليه قليلاً من الطعام ، فلمّا أكل بعضه شبع ، وصار [هذا ]سبب

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۳ ، ح ۱۳۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۴۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۴۱۶ ؛ مسند إبن المبارك ، ص ۱۹۵ ، ح ۳۴۲ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۳ ، ص ۳۰۱ ، ح ۱۷۶۶ ؛ عوالي اللئالي ، ج ۱ ، ص ۳۵۴ ، ح ۲۲ (وفيه عن الإمام الصادق عليه السلام ) ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۷ ، ص ۱۶۰ ، ح ۷۹۱۳ ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۸ ، ص ۳۳۸ ، ح ۹۷۲ (وفيه عن لبّ اللباب للراوندي) . مع اختلاف يسير في الألفاظ في كلّ المصادر غير الأوّل .

2.في المخطوطة : «ليكونوا» ، فصحّحناه .

3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۴ ، ح ۱۳۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۱ و ۲۵۷ و ۴۱۵ ومواضع اُخرى ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۹۹ ؛ صحيح البخاري ، ج ۶ ، ص ۲۰۰ ؛ صحيح مسلم ، ج ۶ ، ص ۱۳۳ . الكافي ، ج ۶ ، ص ۲۶۸ ، ح ۱ ؛ الخصال ، ج ۲ ، ص ۳۵۱ ، ح ۲۹ ؛ المجازات النبوية ، ص ۳۷۶ ، ح ۲۹۱ ؛ الطرائف ، ص ۵۰۵ .

4.الحُوار بالضمّ وقد يكسر: ولد الناقة ساعة تضعه، أو إلى أن يُفصل عن اُمّه، جمعه: أحورة وحيران وحُوران. القاموس المحيط، ج ۱، ص ۵۴۰ (حور).

5.في المخطوطة : «ورزق»، والمناسب ما اُثبت. والزقّ: وعاء للشراب، وهو الجلد يجزّ شعره ولا ينتف نتف الأديم. العين، ج ۵، ص ۱۳ (زقّ).

6.سرَّه : طعنه في سُرّته . ولكن الظاهر أنّه تصحيف ، والصحيح : «أَسَرَه» .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 216119
الصفحه من 627
طباعه  ارسل الي