139
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

الفراش والوضوء بالماء البارد ، فيكون أعظم لثوابه وأكثر ، كالربيع له ؛ فإنّه أيّام الخِصب والسعة ، وعلى هذا قوله : « إِنَّ نَاشِئَةَ الَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطْئا وَ أَقْوَمُ قِيلاً »۱ .

۱۰۵.الدُّعَاءُ سِلَاحُ المُؤْمِنِ . ۲

يقول : إذا لم يمكنكم ۳ مقاومة عدوٍّ فعليكم أن تَرموه في الليلة الظَّلماء بسهام الدعاء عن قول الإخلاص بلا رياء ؛ فإنّ المؤمن إذا عجز من العدوّ دعا عليه وحاربه بالدعاء ؛ فإنّه سلاحٌ عند الحوادث والنوازل وعلى الشيطان وجميع أهل العدوان . وكان الناس ليلة البدر قد ناموا كلّهم ، ورسول اللّه قائم في أصل شجرة يصلّي ويدعو إلى الصباح ، فأمدّه اللّه بخمسة آلاف من الملائكة مسوِّمين لمّا عيتِ ۴ الصفوف . وكتب عليٌّ عليه السلام إلى معاوية :

«أتلعب بالدعاء وتَزدريهوما يدريك ما فعل الدعاء
سهام الليل لا تخطي ولكنلها أجلٌ والأجل القضاء»۵

۱۰۶.الصَّلَاةُ نُورُ المُؤْمِنِ . ۶

معناهُ : إنّ الصلاة تنوّر المؤمن ظاهره وباطنه [وَ] تنوّر قلبه ، ويكون نوراً على جبينه يُعرف به ، وكذا يكون نوراً له يوم القيامة ، فهذا على العموم . وقيل : إنّ اللام

1.المزمل (۷۳) : ۶ .

2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۶ ، ح ۱۴۳ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۴۹۲ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱ ، ص ۳۴۴ ، ح ۴۳۹ ؛ و ج ۳ ، ص ۳۴۶ ، ح ۱۸۱۲ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۵۵ ، ح ۴۲۵۸ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۴۶۸ ، ح ۲ (وفيه عن الإمام عليّ عليه السلام ) و ح ۳ ؛ ثواب الأعمال ، ص ۲۶ ؛ الدعوات ، ص ۱۸ ، ح ۴ (وفيه مع اختلاف يسير) ؛ المجازات النبوية ، ص ۲۱۰ ، ح ۱۷۱ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۲۶۸ .

3.في المخطوطة : «يمكنهم» ، والظاهر أنّه تصحيف .

4.أي تعبت، و عجزت «مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۲۸۹ (عيي)» .

5.راجع : المجتنى من دعاء المجتبى ، ص ۷۷ ؛ فيض القدير ، ج ۳ ، ص ۷۰۳ .

6.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۷ ، ح ۱۴۴ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۶ ، ص ۳۳۰ ، ح ۳۶۵۵ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۵ ، ص ۲۱۷ و ۲۴۷ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۶ ، ص ۱۹۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۲۰ ، ح ۵۱۸۰ ؛ كنزالعمّال ، ج ۷ ، ص ۲۸۸ ، ح ۱۸۹۱۵ . جامع الأخبار ، ص ۸۵ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۳ ، ص ۹۲ ، ح ۳۰۹۸ ؛ معارج اليقين في اُصول الدين للسبزواري ، ص ۲۱۸ ، ح ۵۴۹ .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
138

يعني : إنّ المؤمن ليِّن المطلب غير شديد فيه ، هيّن الأمر ، لا يَستصعب بصفح عن الزَّلل ، ويَقبل العذر ، فقوله ليّن ، وفِعله هيّنٌ والمحذوف من ياءي هيّن وليّن الاُولى ، وقيل الثانية .
وتمام الخبر : «كالجَمَل الأَنفَ»۱ أي المذلول ؛ إنّ قُيِّد انقاد وإن اُنيخ على صخرة استناخ .
والكاف محلّه رفع أو نصب ؛ فالرفع على أنّه خبر ثالث ، والمعنى : إنّ كلّ واحد منهم مثل الجمل . والنصب على أنّها صفة مصدرٍ محذوفٍ : «ليِّنون لِيناً مثلَ لِين الأنف» .

۱۰۴.الشِّتَاءُ رَبِيعُ المُؤْمِنِ . ۲

بيان الخبر في تمامه وهو : «طال ليله وقصر نهاره فصام» ، وإنّما خُصّ الربيع أحد الفصول عند العرب ، والربيع وقت الخِصب والخير والسعة والدعة ، وبخلافه الشتاء فهو وقت الجَدب والقَحط وقلَّة الخير خصوصاً للعرب في بواديهم .
وللخبر معنيان :
أحدهما : أنّ المؤمن يقوم بالليل ويصوم بالنهار ، فإذا كان الشتاء طال الليل وقصر النهار فيَحصل مقصوده من الصيام والقيام على رفاهيّة ؛ ينام بعض الليل ويقوم بعضه ، فلا يشقُّ عليه لغلبة النوم . وكذلك يصوم في اليوم القصير ، فيسهل عليه الصوم .
والمعنى الآخر : أنّ البرد مانع من القيام بالليل فيشقُّ على المصلّي مجانبة

1.الفائق في غريب الحديث ، ص ۵۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۶۳ ، ح ۹۱۶۳ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱ ، ص ۱۴۳، ح ۶۹۳ .

2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۵ و ۱۱۶ ، ح ۱۴۱ و ۱۴۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۷۵ ؛ السنن الكبرى ، ج ۴ ، ص ۲۹۷ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۲ ، ص ۳۲۴ ، ح ۱۰۶۱ . الأمالي للصدوق ، ص ۲۳۷ ، ح ۳۵۴ ؛ صفات الشيعة ، ص ۳۳ ، ح ۴۹ ؛ فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ۱۱۱ ، ح ۱۰۵ ؛ معاني الأخبار ، ص ۲۲۸ ، ح ۱ (وفي الأربعة الأخيرة عن الإمام الصادق عليه السلام ) ؛ عوالي اللئالي ، ج ۱ ، ص ۱۰۰ ، ح ۱۸ .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 216067
الصفحه من 627
طباعه  ارسل الي