141
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

۱۰۸.الحِكْمَةُ ضَالَّةُ المُؤْمِنِ . ۱

وتمام الخبر بيانه وهو : «حيثُ وجدها قيّدها» ، أي كتبها ؛ فالمؤمن يطلب الحكمة أبداً ، فهو بمنزلة المضلّ ناقتَه يطلبها .
وفي رواية اُخرى : «الكلمة الحكمة ضالَّة الحكيم ؛ حيثما وجدها فهو أحقّ بها»۲ ، جعل الحكمة للحكيم بمنزلة الضالَّة التي ناشدها وساعٍ في طلبها ، لأنّه أشبه بحكمته ، فحيث سمعها من غير حكيم فهو أحقّ بالحيازة لها ، ونحوه الخبر الآخر : «إنّ الكلمة الحكمة تكون في قلب المنافق ، فلا تزال تنزع حتّى تلحق بصواحباتها في قلب المؤمن»۳ .

۱۰۹.نِيَّةُ المُؤْمِنِ أَبْلَغُ مِنْ عَمَلِهِ . ۴

معناه : نيَّة المؤمن منفردةً عن العمل خيرٌ له من عملٍ خالٍ عن النيّة .
بيَّنَ عليه السلام عظم شأن النيَّة وأنّها أبلغ من الأعمال ؛ من حيث إنّ الأعمال لا تُقبل بدونها ولا تقع موقع القبول إلّا بها ، والنيّة عبادة مستقلّة بنفسها وإن لم تكن معها عمل ، فالعمل يحتاج إلى النيّة ، ولا يحتاج النيّة إلى العمل .
وروى النواس بن سمعان الكلابي : «نيّة المؤمن خير من عمله» ، ۵ وقد فسّر الخير فعله ۶ على أنّه ليس التفضيل ، والمراد : نيّة المؤمن خير من خيرات عمله أي من

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۸ ، ح ۱۴۶ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۹۵ ، ح ۴۱۶۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۵۵ ، ح ۲۸۲۸ ؛ السنن الكبرى ، ج ۶ ، ص ۱۹ . الكافي ، ج ۸ ، ص ۱۶۷ ، ح ۱۸۶ (فيه عن الإمام الصادق عليه السلام ) ؛ عيون الأخبار ، ج ۱ ، ص ۷۱ ، ح ۲۹۵ (وفيه عن الإمام عليّ عليه السلام ) ؛ المجازات النبوية ، ص ۲۹۵ ، ح ۲۰۴ ؛ معدن الجواهر ، ص ۹ .

2.المجازات النبوية ، ص ۱۹۸ ، ح ۱۵۴ ؛ كنزالفوائد ، ص ۲۶۵ (وفيه مع اختلاف يسير) ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۵۵ ، ح ۲۸۲۸ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۱ ، ص ۲۳۱ .

3.الاُصول الستّة عشر ، ص ۶۸ (وفيه مع اختلاف) ؛ المجازات النبويّة ، ص ۱۹۸ ، ح ۱۵۴ .

4.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۹ ، ح ۱۴۷ و ۱۴۸ ؛ الفائق في غريب الحديث ، ص ۳۷۷ ؛ فتح الباري ، ج ۱۱ ، ص ۱۷۷ ؛ كنزالعمّال ، ج ۳ ، ص ۴۲۴ ، ح ۷۲۶۹ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۲۴ ، ح ۲۸۳۶ . الأمالي للطوسي ، ص ۴۵۴ ، ح ۱۹ ؛ جامع الأخبار ، ص ۸۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱ ، ص ۵۶ ، ح ۱۱۴ (عن الأمالي للطوسي) .

5.الكافي ، ج ۲ ، ص ۸۴ ، ح ۲ ؛ الهداية للصدوق ، ص ۶۲ ؛ الانتصار للشريف ، ص ۵۲ ، ح ۵۴ .

6.كذا في المخطوطة .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
140

لتعريف العهد على ما روي أنّ المصلّي صلاة الليل يجيء يوم القيامة ونوره يمشي بين يديه مسيرة غَلوة ؛ قال تعالى : « يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَـتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمَـنِهِم »۱ ، «ومَن سبّح تسبيح الزهراء عليهاالسلاموعدّها بأصابعه جاء يوم القيامة ويُضيء من كلّ إصبع [من] أصابعه نور مثل مشعلة» . ۲

۱۰۷.الدُّنْيَا سِجْنُ المُؤمِنِ وَجَنَّةُ الكَافِرِ . ۳

معناه : إنّ المؤمن في الدنيا بمنزلة المَسجون في السجن ، كلَّ ساعة يرجو وينتظر خلاصه منها وخروجه إلى رحمة اللّه ، فهو مستعجل لفراق الدنيا . والكافر بالعكس من ذلك يثقل عليه ذكر الموت ، فإذا دنا أجله كان كمن ينقل من بستانٍ إلى أوحش مكانٍ .
وقيل : معناه الأمر والنهي وإن كان بصورة الخبر ؛ يعني : كونوا في الدنيا كالمسجونين في السجن المقيَّدين بقيد التكليف ، ولا تكونوا كمن هو في الجنّة متنعّمين مرفّهين بَطِرين . ورأى يهوديٌّ الحسن بن عليّ عليهماالسلام في أبهى زيّ فقال ۴ : أ ليس قال رسولكم : «الدنيا سجن المؤمن؟!»
فقال : «نعم» . قال : هذا حالي ـ وكان في أسوء حال ـ وهذا حالك !
فقال عليه السلام : «غلِطتَ يا أخا اليهود! لو رأيت ما وعدني اللّه من الثواب ، وما وعدك من العقاب ، لعلمت أنّك في الجنّة وأنّي في السجن» . ۵

1.الحديد (۵۷) : ۱۲ .

2.لم نعثر عليه في المجاميع الروائية ولكن ورد في ضوء الشهاب (المخطوط).

3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۸ ، ح ۱۴۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۲۳ و ص ۳۸۹ و ۴۸۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۲۱۰ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۷۸ ، ح ۴۱۱۳ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۶۳ ، ح ۵۷۶۲ ؛ معاني الأخبار ، ص ۲۸۸ ، ح ۳ ؛ كتاب التمحيص ، ص ۴۸ ، ح ۷۶ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۴۷ .

4.في المخطوطة : «يقال»، وما اُثبت من المصدر.

5.راجع : الكشكول للشيخ البهائي ، ص ۲۹۵ ، و ورد في ضوء الشهاب (المخطوط).

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 216032
الصفحه من 627
طباعه  ارسل الي