۱۰۸.الحِكْمَةُ ضَالَّةُ المُؤْمِنِ . ۱
وتمام الخبر بيانه وهو : «حيثُ وجدها قيّدها» ، أي كتبها ؛ فالمؤمن يطلب الحكمة أبداً ، فهو بمنزلة المضلّ ناقتَه يطلبها .
وفي رواية اُخرى : «الكلمة الحكمة ضالَّة الحكيم ؛ حيثما وجدها فهو أحقّ بها»۲ ، جعل الحكمة للحكيم بمنزلة الضالَّة التي ناشدها وساعٍ في طلبها ، لأنّه أشبه بحكمته ، فحيث سمعها من غير حكيم فهو أحقّ بالحيازة لها ، ونحوه الخبر الآخر : «إنّ الكلمة الحكمة تكون في قلب المنافق ، فلا تزال تنزع حتّى تلحق بصواحباتها في قلب المؤمن»۳ .
۱۰۹.نِيَّةُ المُؤْمِنِ أَبْلَغُ مِنْ عَمَلِهِ . ۴
معناه : نيَّة المؤمن منفردةً عن العمل خيرٌ له من عملٍ خالٍ عن النيّة .
بيَّنَ عليه السلام عظم شأن النيَّة وأنّها أبلغ من الأعمال ؛ من حيث إنّ الأعمال لا تُقبل بدونها ولا تقع موقع القبول إلّا بها ، والنيّة عبادة مستقلّة بنفسها وإن لم تكن معها عمل ، فالعمل يحتاج إلى النيّة ، ولا يحتاج النيّة إلى العمل .
وروى النواس بن سمعان الكلابي : «نيّة المؤمن خير من عمله» ، ۵ وقد فسّر الخير فعله ۶ على أنّه ليس التفضيل ، والمراد : نيّة المؤمن خير من خيرات عمله أي من
1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۸ ، ح ۱۴۶ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۹۵ ، ح ۴۱۶۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۵۵ ، ح ۲۸۲۸ ؛ السنن الكبرى ، ج ۶ ، ص ۱۹ . الكافي ، ج ۸ ، ص ۱۶۷ ، ح ۱۸۶ (فيه عن الإمام الصادق عليه السلام ) ؛ عيون الأخبار ، ج ۱ ، ص ۷۱ ، ح ۲۹۵ (وفيه عن الإمام عليّ عليه السلام ) ؛ المجازات النبوية ، ص ۲۹۵ ، ح ۲۰۴ ؛ معدن الجواهر ، ص ۹ .
2.المجازات النبوية ، ص ۱۹۸ ، ح ۱۵۴ ؛ كنزالفوائد ، ص ۲۶۵ (وفيه مع اختلاف يسير) ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۵۵ ، ح ۲۸۲۸ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۱ ، ص ۲۳۱ .
3.الاُصول الستّة عشر ، ص ۶۸ (وفيه مع اختلاف) ؛ المجازات النبويّة ، ص ۱۹۸ ، ح ۱۵۴ .
4.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۹ ، ح ۱۴۷ و ۱۴۸ ؛ الفائق في غريب الحديث ، ص ۳۷۷ ؛ فتح الباري ، ج ۱۱ ، ص ۱۷۷ ؛ كنزالعمّال ، ج ۳ ، ص ۴۲۴ ، ح ۷۲۶۹ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۲۴ ، ح ۲۸۳۶ . الأمالي للطوسي ، ص ۴۵۴ ، ح ۱۹ ؛ جامع الأخبار ، ص ۸۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱ ، ص ۵۶ ، ح ۱۱۴ (عن الأمالي للطوسي) .
5.الكافي ، ج ۲ ، ص ۸۴ ، ح ۲ ؛ الهداية للصدوق ، ص ۶۲ ؛ الانتصار للشريف ، ص ۵۲ ، ح ۵۴ .
6.كذا في المخطوطة .