۲۲۳۶.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :إنَّ يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ حينَ قُدِمَ عَلَيهِ بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام وعِيالِهِ ، بَعَثَ إلَى المَدينَةِ ، فَأَقدَمَ عَلَيهِ عِدَّةً مِن مَوالي بَني هاشِمٍ ، وضَمَّ إلَيهِم عِدَّةً مِن مَوالي آلِ أبي سُفيانَ ، ثُمَّ بَعَثَ بِثَقَلِ الحُسَينِ عليه السلام ومَن بَقِيَ مِن أهلِهِ مَعَهُم ، وجَهَّزَهُم بِكُلِّ شَيءٍ ، ولَم يَدَع لَهُم حاجَةً بِالمَدينَةِ إلّا أمَرَ لَهُم بِها ، وبَعَثَ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام إلى عَمرِو بنِ سَعيدِ بنِ العاصِ ـ وهُوَ إذ ذاكَ عامِلُهُ عَلَى المَدينَةِ ـ .
فَقالَ عَمرٌو : وَدِدتُ أنَّهُ لَم يَبعَث بِهِ إلَيَّ ، ثُمَّ أمَرَ عَمرٌو بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَكُفِّنَ ودُفِنَ فِي البَقيعِ عِندَ قَبرِ اُمِّهِ فاطِمَةَ عليهاالسلام . ۱
۲۲۳۷.أنساب الأشراف۲:لَمّا بَلَغَ أهلَ المَدينَةِ مَقتَلُ الحُسَينِ عليه السلام ، كَثُرَ النَّوائِحُ وَالصَّوارِخُ عَلَيهِ ، وَاشتَدَّتِ الواعِيَةُ في دورِ بَني هاشِمٍ ، فَقالَ عَمرُو بنُ سَعيدٍ الأَشدَقُ : واعِيَةٌ بِواعِيَةِ عُثمانَ ، وقالَ مَروانُ حينَ سَمِعَ ذلِكَ :
عَجَّت نِساءُ بَني زُبَيدٍ عَجَّةًكَعَجيجِ نِسوَتِنا غَداةَ الأَزيَبِ
وقالَ عَمرُو بنُ سَعيدٍ : وَدِدتُ ـ وَاللّه ِ ـ أنَّ أميرَ المُؤمِنينَ لَم يَبعَث إلَينا بِرَأسِهِ . فَقالَ مَروانُ : بِئسَ ما قُلتَ هاتِهِ :
يا حَبَّذا بَرْدُكَ فِي اليَدَينِولَونُكَ الأَحمَرُ فِي الخَدَّينِ
وحَدَّثَنا عُمَرُ بنُ شَبَّةَ ، حَدَّثَني أبوبَكرٍ عيسَى بنُ عَبدِ اللّه ِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، عَن أبيهِ : رَعَفَ عَمرُو بنُ سَعيدٍ عَلى مِنبَرِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : فَقالَ بَيّارٌ الأَسلَمِيُّ ـ وكانَ زاجِرا ـ : إنَّهُ لَيَومُ دَمٍ ، قالَ : فَجيءَ بِرَأسِ الحُسَينِ ، فَنُصِبَ ، فَصَرَخَ نِساءُ أبي طالِبٍ ، فَقالَ مَروانُ :
عَجَّت نِساءُ بَني زُبَيدٍ عَجَّةًكَعَجيجِ نِسوَتِنا غَداةَ الأَزيَبِ
ثُمَّ صِحنَ أيضا ، فَقالَ مَروانُ :
ضَرَبَت دَو سَرُ۳فيهِم ضَربَةًأثبَتَت أركانَ۴مُلكٍ فَاستَقَرّ
وقامَ ابنُ أبي حُبَيشٍ وعَمرٌو يَخطُبُ ، فَقالَ : رَحِمَ اللّه ُ فاطِمَةَ ، فَمَضى في خُطبَتِهِ شَيئا ، ثُمَّ قالَ : واعَجَبا لِهذَا الأَلثَغِ ، ۵ وما أنتَ وفاطِمَةُ ؟ قالَ : اُمُّها خَديجَةُ ، يُريدُ أنَّها مِن بَني أسَدِ بنِ عَبدِ العُزّى . قالَ : نَعَم وَاللّه ِ ، وَابنَةُ مُحَمَّدٍ ، أخَذتُها يَمينا ، وأخَذتَها شِمالاً ، وَدِدتُ ـ وَاللّه ِ ـ أنَّ أميرَ المُؤمِنينَ كانَ نَحّاهُ عَنّي ، ولَم يُرسِل بِهِ إلَيَّ ، ووَدِدتُ ـ وَاللّه ِ ـ أنَّ رَأسَ الحُسَينِ كانَ عَلى عُنُقِهِ ، وروحَهُ كانَت في جَسَدِهِ . ۶
1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۷۵ .
2.تتحدّث النصوص من هنا فما بعد عن بعث الرأس إلى المدينة فقط ، لا دفنه فيها . وإن كان أصل مسألة البعث برأسه عليه السلام أيضا يبدو أمرا بعيدا جدّا إذا لاحظنا ما للإمام من مكانة في المدينة ، وما يتمتّع به من احترام بين أهلها .
3.في المصدر : «ذو شر» والظاهر أنّه تصحيف صوابه ما أثبتناه كما سيأتي في النقل اللّاحق . ودَوسَر : اسم كتيبة للنعمان بن المنذر ملك العرب [وكانت أشدّ كتائبه بطشا ، حتّى قيل في المثل : أبطش من دَوسر] . يقال : كتيبةٌ دَوسَرَةٌ ودَوسَرٌ إذا كانت مجتمعة . والدَّوسَر : الأسدُ الصُّلبُ الموَثَّق الخَلق (راجع : تاج العروس : ج ۶ ص ۴۰۲ «دسر») .
4.في المصدر : «أن كان» ، والصواب ما أثبتناه .
5.اللثغة في اللسان : هو أن يُصيّر الراء غينا أو لاما والسين ثاءً ، لَثِغَ يَلثَغُ فهو ألثغ (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۲۵ «لثغ») .
6.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۱۷ .