فلسفة شهادة الإمام الحسين عليه السلام
أهمّ سبب لثورة الإمام الحسين عليه السلام وشهادته هو اجتثاث الجهل، كما روت ذلك الكثير من المصادر المعتبرة عن الإمام الصادق عليه السلام ، حيث يقول في هذا المجال :
... وبَذَلَ مُهجَتَهُ فيكَ لِيَستَنقِذَ عِبادَكَ مِنَ الجَهالَةِ وحَيرَةِ الضَّلالَةِ . ۱
ويتلخّص كلّ ما قيل في بيان فلسفة ثورة الإمام الحسين عليه السلام وشهادته ۲ ، في هذه العبارة: «اجتثاث الجهل» .
إنّ إزالة الجهل واجتثاثه ليس هو فلسفة ثورة سيّد الشهداء فحسب، بل إنّه يمثل فلسفة بعثة خاتم الأنبياء ونزول القرآن :
«كِتَـبٌ أَنزَلْنَـهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّـلُمَـتِ إِلَى النُّورِ» . ۳
وهي نفسها فلسفة بعثة الأنبياء السابقين ۴ :
«وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِئايَـتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّـلُمَـتِ إِلَى النُّورِ» . ۵
وفي الحقيقة فإنّ «الجهل» هو أصل كلِّ مصائب المجتمع البشري ومفاسده، كما جاء في رواية عن الإمام عليّ عليه السلام .
الجَهلُ أصلُ كُلِّ شَرٍّ . ۶
وعلى هذا الأساس فإنّ أهمّ رسالةٍ للأنبياء والأولياء هي اجتثاث جذور مرض الجهل من المجتمع، فما لم يتمّ علاج هذا المرض لا يمكن أن نتوقّع أن تسود المجتمع القيم الدينية .
وقد أهدى الإمام الحسين عليه السلام بدوره دَمه الطاهرَ في سبيل تحقيق هذه الغاية السامية ، وبذلك فإنّ محو الجهل من المجتمع المسلم هي أهمّ حكمة تكمن وراء إحياء مدرسة الشهادة بواسطة إقامة شعائر العزاء على الإمام الحسين عليه السلام ، ولابدّ من استمرار هذه المدرسة حتّى علاج هذا المرض الاجتماعي الخطير بشكل كامل ، والسيادة المطلقة للقيم الإسلامية في العالم.
1.راجع : ج۸ ص۱۵۱ ح۳۵۱۷ .
2.راجع : ج۲ ص۳۴۳ (القسم السابع / المدخل : أهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام ) .
3.إبراهيم : ۱ .
4.راجع : موسوعة العقائد الإسلامية : ج ۱ ص ۳۵۳ (القسم الثالث / الفصل الثالث / علامات الجهل) .
5.إبراهيم : ۵ .
6.غرر الحكم : ج ۱ ص ۲۰۵ ح ۸۱۹ .