105
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6

1 . من رثى سيّد الشهداء عليه السلام قبل حادثة كربلاء

استناداً إلى الروايات التي ستأتي في الفصل الرابع من هذا القسم، فإنّ اللّه تعالى هو أوّل من رثى سيّد الشهداء قبل حادثة كربلاء ، حيث أنبأ آدمَ أبا البشر ۱ وإبراهيمَ الخليل ۲ وخاتمَ الأنبياء ۳ بالمصائب التي ستحلّ على سيّد الشهداء عليه السلام ؛ فبكوا لها .
كما أشار عيسى عليه السلام إلى مصيبة الحسين عليه السلام عند مروره بكربلاء وبكى لمصائبه مع حوارييّه . ۴
وأشار رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأمير المؤمنين عليه السلام مراراً إلى أحداث كربلاء الدامية ، وأراقا الدموع مع فاطمة الزهراء عليهاالسلام على فلذة أكبادهم . ۵

1.راجع : ص۲۰۹ (الفصل الرابع / بكاء آدم عليه السلام ) .

2.راجع : ص۲۱۰ (الفصل الرابع / بكاء إبراهيم عليه السلام ) .

3.راجع : ص۲۱۳ (الفصل الرابع / بكاء النبي صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام ) وعبرات المصطفين في مقتل الحسين عليه السلام : ج۱ ص۳۱ ـ ۴۹ .

4.راجع : ص۲۱۱ (الفصل الرابع / بكاء عيسى عليه السلام ) .

5.راجع : ص ۲۱۳ (الفصل الرابع / بكاء النبي صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام ) وص ۲۱۶ (بكاء أبيه الإمام علي عليه السلام ) وص ۲۱۸ (بكاء اُمّه فاطمة عليهاالسلامبنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله ) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
104

( 1)

مكانة إقامة العزاء في كلام الأئمّة عليهم السّلام وسيرتهم

استناداً إلى روايات هذا القسم ، فإنّ أهل بيت الرسالة دعَوا إلى إقامة العزاء على سيّد الشهداء وأصحابه، وقراءة المراثي والبكاء لما حلّ بهم، وخاصّة في العشرة الاُولى من المحرّم ، وبالأخصّ في يوم عاشوراء .
وفي الحقيقة فإنّ إقامة العزاء على سيّد الشهداء هو تعبير عن حبّ أهل بيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله الذين أوجب القرآن مودّتهم :
«قُل لَا أَسْئلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى» . ۱
وإقامة العزاء على سيّد الشهداء هو تعبير عن المواساة في أكبر المصائب التي حلّت بأهل البيت عليهم السلام ، بل حلّت على الإسلام في الحقيقة .
فقد روى الشيخ الصدوق عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال :
... رَحِمَ اللّه ُ شيعَتَنا ، شيعَتُنا ـ وَاللّه ِ ـ هُمُ المُؤمِنونَ ، فَقَد ـ وَاللّه ِ ـ شَرِكونا فِي المُصيبَةِ بِطولِ الحُزنِ وَالحَسرَةِ . ۲
وفي رواية اُخرى عنه عليه السلام :
... وَارحَم تِلكَ الأَعيُنَ الَّتي جَرَت دُموعُها رَحمَةً لَنا ، وَارحَم تِلكَ القُلوبَ الَّتي جَزِعَت وَاحتَرَقَت لَنا ، وَارحَمِ الصَّرخَةَ الَّتي كانَت لَنا . ۳
وإقامة العزاء على سيّد الشهداء هو أحد أوضح مصاديق تعظيم الشعائر الإلهيّة ، وأمارات تقوى القلوب . ۴
ومن المؤكّد أنّ من أهمّ مميّزات المجتمع الشيعي، هي امتلاكهم الينبوع الحسيني المفعم بالنور والقيم المعنوية ، حيث جرى هذا الينبوع المتدفّق منذ اليوم الأوّل الذي طُرح فيه موضوع ذكر مصيبة سيّد الشهداء وأصحابه ، وما يزال جارياً إلى اليوم ، وسوف يستمرّ جريانه فيما بعد أيضا.
وقد أكّد أئمّة أهل البيت عليهم السلام على أهمّية إقامة العزاء على سيّد الشهداء عليه السلام ، وإحياء هذه المراسم بأنحاءٍ مختلفة ، فبالإضافة إلى التأكيدات القولية المباشرة، أكّدوا عليها بأشكالٍ اُخرى أيضا ، وفيما يلي نشير إلى بعضها :

1.الشورى : ۲۳ .

2.راجع : ص ۱۵۳ ح ۲۶۹۳ .

3.راجع : ص ۱۵۳ ح ۲۶۹۲ .

4. «وَ مَن يُعَظِّمْ شَعَآئِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ» (الحج:۳۲) .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 239432
الصفحه من 430
طباعه  ارسل الي