4. التأكيد على إحياء ذكر سيّد الشهداء عليه السلام
تؤكّد روايات الفصل الثاني من هذا القسم على مواصلة ذكر سيّد الشهداء، فقد جاء في روايةٍ عن الإمام الصادق عليه السلام :
قُلْ : «صَلَّى اللّه ُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللّه ِ» تُعيدُ ذلِكَ ثَلاثَا ، فَإنَّ السَّلامَ يَصِلُ إلَيهِ مِن قَريبٍ ومِن بَعيدٍ . ۱
كما أوصي بذكره عليه السلام عند شرب الماء :
وما مِن عَبدٍ شَرِبَ الماءَ فَذَكَرَ الحُسَينَ عليه السلام وأهلَ بَيتِهِ ولَعَنَ قاتِلَهُ ، إلّا كَتَبَ اللّه ُ عز و جللَهُ مِئَةَ ألفِ حَسَنَةٍ ، وحَطَّ عَنهُ مِئَةَ ألفِ سَيِّئَةٍ ، ورَفَعَ لَهُ مِئَةَ ألفِ دَرَجَةٍ . ۲
ونظراً لحاجة الإنسان المتكرّرة يوميا إلى شرب الماء، فإنّ الوصيّة بالسلام عليه ولعن قاتليه عند شرب الماء، تعني أنّ على أتباع أهل البيت عليهم السلام ألّا ينسوا حادثة كربلاء أبداً ، وأن يُخلّدوا في التاريخ ذكرى مقارعة الظلم والظالم ، والشهادة الأليمة للسلالة الطاهرة لرسول اللّه صلى الله عليه و آله في هذا الطريق.
5. التأكيد على استمرار إقامة العزاء
إنّ إمعان النظر في حثّ أهل البيت عليهم السلام على إقامة مجالس العزاء على شهداء كربلاء ۳ وإحياء ذكرى عاشوراء ۴ ، وتشجيعهم على إنشاد الشعر ۵ حول هذه المصيبة الكبرى في التاريخ الإسلامي، والبشارة بالثواب العظيم على الإبكاء والبكاء لهذه المصيبة الكبرى ، ۶ والتأكيد على أهمّية العزاء في العشرة الاُولى من محرّم ۷ وخاصّةً في يوم عاشوراء ۸ والواردة بشكلٍ مفصّل في فصول هذا القسم المختلفة ؛ كلّ ذلك يدلّ بوضوح على حقيقة وهي: أنّ إقامة العزاء على سيّد الشهداء وأصحابه، يهدف إلى تحقيق هدف عظيم، وما لم يتحقّق ذلك الهدف فلابدّ أن تستمرّ سنّة إقامة العزاء بين أتباع أهل البيت .
وبناءً على ذلك فإنّ الموضوع المهمّ هو الكشف عن هدف استمرار إقامة العزاء لسيّد الشهداء وحكمته وضرورته.
1.راجع : ص۱۷۶ ح۲۷۳۹ .
2.راجع: ص ۱۷۷ ح۲۷۴۲ .
3.راجع : ص ۱۵۱ (الفصل الأوّل / الحثّ على إقامة المأتم للحسين عليه السلام ) وص ۱۸۷ (الفصل الثالث / إقامة العزاء في الدار) .
4.راجع : ص ۱۷۵ (الفصل الثاني / الحثّ على ذكر مصائبه) .
5.راجع : ص ۱۷۹ (الفصل الثاني / ذكر مصائبه عند الإمام الصادق عليه السلام ) وص ۲۰۷ (الفصل الرابع / فضل إنشاد الشعر في مصيبتهم) .
6.راجع : ص ۲۰۳ (الفصل الرابع / ثواب البكاء عليهم) .
7.راجع : ص ۱۵۳ (الفصل الأوّل / إقامة المأتم في العشر الأوّل من المحرّم) .
8.راجع : ص ۱۸۳ (الفصل الثالث / عظمة مصيبة عاشوراء) .