119
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6

2 . الاعتماد على المصادر غير المعتبرة

من الآفات التي تهدّد شعائر عزاء الإمام الحسين عليه السلام ـ خاصّةً في القرون الأخيرة ـ اعتماد الخطباء ومنشدي المراثي على المصادر الضعيفة وغير الصالحة للاعتماد . ۱ والملاحظة الجديرة بالاهتمام هي أنّ تاريخ عاشوراء يتمتّع بالمصادر المعتبرة الصالحة للاعتماد أكثر من أيّ موضوع آخر، بل إنّ المثقّفين والواعين من الخطباء الحسينيّين ليسوا بحاجة إلى الاعتماد على المصادر الضعيفة ، كما يقول الشهيد المطهّري : لو قرأ شخصٌ تاريخ عاشوراء فسوف يرى أنّه من أكثر التواريخ حيوية وتوثيقاً ، ومن أكثرها غزارة في المصادر. وكان المرحوم الآخوند الخراساني ۲ يقول : إنّ الذين يبحثون عن المصائب غير المسموعة، عليهم أن يبحثوا عن المصائب الصادقة التي لم يسمع بها أحد ۳ .ويرى عدد من منشدي المراثي أنّ كلّ ما طُبع ونُشر فهو صالح للاعتماد ، ولا يلحظون قيمة المصدر! يقول المؤلّف الفاضل لكتاب «اللؤلؤ والمرجان» حول بعض المواضيع غير الصحيحة التي اُضيفت إلى زيارة وارث المعتبرة :رأيت ذات يوم أحد طلبة العلوم الدينية وهو يتلو الأكاذيب القبيحة في مصائب الشهداء ، فوضعت يدي على كتفه، فالتفت إليَّ فقلت له : أليس بقبيح على أهل العلم أن يقولوا مثل هذه الأكاذيب في مثل هذا المكان؟! فقال: أوَليست مروية؟ فتعجّبت وقلت: لا، فقال: رأيتها في كتابٍ، قلتُ : في أيّ كتاب؟ قال: مفتاح الجنان ۴ . فَسَكتُّ ؛ إذ من يبلغ جهله حدّاً بحيث يَعتبر ما جمعه بعض العوامّ كتاباً ويستند إليه ، لا يكون النّقاش مجديا معه . ۵ إنّ الكثير من المعلومات العديمة الأساس والكاذبة التي تؤدّي إلى وهن أهل البيت عليهم السلام وتُطرح للأسف كمراثٍ ، تمتدّ جذورها إلى المصادر الضعيفة ، ولذلك فإنّ معرفة المصادر ۶ هو أوّل الشروط لقرّاء المراثي الحقيقيّين ، والذين يفقدون هذا الشرط لا يمتلكون صلاحية ذكر مصائب أهل البيت عليهم السلام مهما بلغوا من الإخلاص .وقد بحثنا في هذا المجال في مدخل الكتاب وعمدنا إلى التعريف الإجمالي بأهمّ المصادر المعتبرة وغير المعتبرة . وذكر المحدّث النوري في كتابه لؤلؤ ومرجان ما يلي :جاء شخص في كرمانشاه إلى العالم الكامل السيد محمّد علي صاحب المقامع وغيره قدس سره ، وقال له: رأيت في المنام أنّني أنهش بأسناني لحما من جسم سيّد الشهداء عليه السلام ! ولم يكن السيّد يعرفه، فأطرق برأسه واستغرق في التفكير، ثمّ قال له: لعلّك تقرأ المراثي؟ فقال: نعم، فقال: اُتركها ، أو انقل من الكتب المعتبرة . ۷

1.للاطّلاع على المصادر الصالحة للاعتماد والمصادر غير الصالحة للاعتماد في تاريخ عاشوراء (راجع : ج ۱ ص۴۹ و ۸۸) .

2.الآخوند هو الشيخ محمّد كاظم بن حسين الهروي الخراساني المولود سنة ۱۲۵۵ ه . ق في مدينة مشهد، والمتوفّى سنة ۱۳۲۹ ه . ق في النجف الأشرف، من كبار علماء الإمامية ، واُصولي معروف ، كان أوحد زمانه في تدريس اُصول الفقه، وأسهم إسهاماً كبيراً في الحركة الدستورية وثورة إيران السياسية .

3.حماسة حسيني (بالفارسيّة) : ج ۱ ص ۵۶.

4.مفتاح الجنان في الأدعية والأعمال المتعلّقة بالأيام والشهور والزيارات وبعض الأوراد والختومات، وقد طُبع مراراً عديدة ، ولا يُعرف جامعه ، إلّا أنّه أورد فيه بعض ما لم يُذكر سنده، بل بعض ما ليس له سند قطعاً (الذريعة : ج۲۱ ص۳۲۴ الرقم ۵۲۹۴).

5.لؤلؤ ومرجان (بالفارسيّة) : ص ۱۶۴.

6.لمعرفة المصادر المعتبرة وغير المعتبرة لتاريخ عاشوراء راجع كتباً مثل: معرفي ونقد منابع فعاشوراء ، عاشوراء پژوهي، كتاب شناسي تاريخي إمام حسين عليه السلام ، عاشوراء شناسي ؛ عزاداري عاشوراء «تحريفات» وسيري در مقتل نويسي و تاريخ نگاري عاشوراء ، محسن رنجبر ، تاريخ در آئينه پژوهش (فصل نامه) ش ۱۴ ـ ۱۶ ، (كلّها بالفارسيّة) .

7.لؤلؤ ومرجان (بالفارسيّة) : ص ۲۵۳.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
118
  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 275304
الصفحه من 430
طباعه  ارسل الي