۲۵۵۹.سير أعلام النبلاء :عُبَيدُ اللّه ِ بنُ زِيادِ بنِ أبيهِ ... وَلِيَ البَصرَةَ سَنَةَ خَمسٍ وخَمسينَ ، ولَهُ ثِنَتانِ وعِشرونَ سَنَةً ... كانَ جَميلَ الصّورَةِ ، قَبيحَ السَّريرَةِ .
وقيلَ : كانَت اُمُّهُ مَرجانَةَ مِن بَناتِ مُلوكِ الفُرسِ ... رَوَى السَّرِيُّ بنُ يَحيى ، عَنِ الحَسَنِ ، قالَ : قَدِمَ عَلَينا عُبَيدُ اللّه ِ ، أمَّرَهُ مُعاوِيَةُ ، غُلاما سَفيها ، سَفَكَ الدِّماءَ سَفكا شَديدا ... قالَ الحَسَنُ : وكانَ عُبَيدُ اللّه ِ جَبانا . ۱
۲۵۶۰.تاريخ الطبري عن عبيد اللّه بن زيادـ في إحدى خُطَبِهِـ : أنَا ابنُ زِيادٍ أشبَهتُهُ مِن بَينِ مَن وَطِئَ الحَصى ، ولَم يَنتَزِعني شَبَهُ خالٍ ولَا ابنُ عَمٍّ . ۲
۲۵۶۱.المعجم الكبير عن حاجب عبيد اللّه بن زياد :دَخَلتُ القَصرَ خَلفَ عُبَيدِ اللّه ِ بنِ زِيادٍ حينَ قُتِلَ الحُسَينُ عليه السلام ، فَاضطَرَمَ في وَجهِهِ نارا ، فَقالَ هكَذا بِكُمِّهِ عَلى وَجهِهِ .
فَقالَ : هَل رَأَيتَ ؟ قُلتُ : نَعَم ، فَأَمَرَني أن أكتُمَ ذلِكَ . ۳
۲۵۶۲.تاريخ الطبري عن يساف بن شريح اليشكريّ عن عليّ بن محمّدـ بَعدَ هَلاكِ يَزيدَ ـ :إنَّ ابنَ زِيادٍ خَرَجَ مِنَ البَصرَةِ ، فَقالَ ذاتَ لَيلَةٍ : إنَّهُ قَد ثَقُلَ عَلَيَّ رُكوبُ الإِبِلِ ، فَوَطِّئوا لي عَلى ذي حافِرٍ ، قالَ : فَاُلقِيَت لَهُ قَطيفَةٌ عَلى حِمارٍ ، فَرَكِبَهُ ، وإنَّ رِجلَيهِ لَتَكادانِ تَخُدّانِ فِي الأَرضِ .
قالَ اليَشكُرِيُّ : فَإِنَّهُ لَيَسيرُ أمامي ، إذ سَكَتَ سَكتَةً فَأَطالَها .
فَقُلتُ في نَفسي : هذا عُبَيدُ اللّه ِ أميرُ العِراقِ أمسِ ، نائِمٌ السّاعَةَ عَلى حِمارٍ لَو قَد سَقَطَ مِنهُ أعنَتَهُ ، ثُمَّ قُلتُ : وَاللّه ِ ، لَئِن كانَ نائِما لَاُنَغصَنَّ عَلَيهِ نَومَهُ ، فَدَنَوتُ مِنهُ ، فَقُلتُ : أنائِمٌ أنتَ ؟ قالَ : لا ، قُلتُ : فَما أسكَتَكَ ؟ قالَ : كُنتُ اُحَدِّثُ نَفسي .
قُلتُ : أفَلا اُحُدِّثُكَ ما كُنتَ تُحَدِّثُ بِهِ نَفسَكَ ؟ قالَ : هاتِ ، فَوَاللّه ِ ، ما أراكَ تَكيسُ ۴ ولا تُصيبُ .
قالَ : قُلتُ : كُنتَ تَقولُ : لَيتَني لَم أقتُلِ الحُسَينَ .
قالَ : وماذا ؟ قُلتُ : تَقولُ : لَيتَني لَم أكُن قَتَلتُ مَن قَتَلتُ .
قالَ : وماذا ؟ قُلتُ : كُنتَ تَقولُ : لَيتَني لَم أكُن بَنَيتُ البَيضاءَ . ۵
قالَ: وماذا ؟ قُلتُ : تَقولُ : لَيتَني لَم أكُنِ استَعمَلتُ الدَّهاقينِ .
قالَ : وماذا ؟ قُلتُ : وتَقولُ : لَيتَني كُنتُ أسخى مِمّا كُنتُ .
قالَ : فَقالَ : وَاللّه ِ ، ما نَطَقتَ بِصَوابٍ ، ولا سَكَتُّ عَن خَطَأٍ .
أمَّا الحُسَينُ فَإِنَّهُ سارَ إلَيَّ يُريدُ قَتلي ، فَاختَرتُ قَتلَهُ عَلى أن يَقتُلَني .
وأمَّا البَيضاءُ فَإِنِّي اشتَرَيتُها مِن عَبدِ اللّه ِ بنِ عُثمانَ الثَّقَفِيِّ ، وأرسَلَ يَزيدُ بِأَلفِ ألفٍ ، فَأَنفَقتُها عَلَيها ، فَإِن بَقيتُ فَلِأَهلي ، وإن هَلَكتُ لَم آسَ عَلَيها مِمّا لمَ اُعَنِّف فيهِ .
وأمَّا استِعمالُ الدَّهاقينَ فَإِنَّ عَبدَ الرَّحمنِ بنَ أبي بَكرَةَ وزاذانَ فَرُوخَ وَقَعا فِيَّ عِندَ مُعاوِيَةَ حَتّى ذَكَرا قُشورَ الأَرُزِّ ، فَبَلَغا بِخَراجِ العِراقِ مِئَةَ ألفِ ألفٍ ، فَخَيَّرَني مُعاوِيَةُ بَينَ الضَّمانِ وَالعَزلِ ، فَكَرِهتُ العَزلَ ، فَكُنتُ إذَا استَعمَلتُ الرَّجُلَ مِنَ العَرَبِ ، فَكَسَرَ الخَراجَ ، فَتَقَدَّمتُ إلَيهِ أو أغرَمتُ صُدورَ قَومِهِ ، أو أغرَمتُ عَشيرَتَهُ أضرَرتُ بِهِم ، وإن تَرَكتُهُ تَرَكتُ مالَ اللّه ِ وأنَا أعرِفُ مَكانَهُ ، فَوَجَدتُ الدَّهاقينَ أبصَرَ بِالجِبايَةِ ، وأوفى بِالأَمانَةِ ، وأهوَنَ فِي المُطالَبَةِ مِنكُم ، مَعَ أنّي قَد جَعَلتُكُم اُمناءَ عَلَيهِم ؛ لِئَلّا يَظلِموا أحَدا .
وأمّا قَولُكَ فِي السَّخاءِ فَوَاللّه ِ ، ما كان لي مالٌ فَأَجودَ بِهِ عَلَيكُم ، ولَو شِئتُ لَأَخَذتُ بَعضَ مالِكُم ، فَخَصَصتُ بِهِ بَعضَكُم دونَ بَعضٍ ، فَيَقولونَ ما أسخاهُ ! ولكِنّي عَمَّمتُكُم ، وكانَ عِندي أنفَعَ لَكُم .
وأمّا قَولُكَ : لَيتَني لَم أكُن قَتَلتُ مَن قَتَلتُ ، فَما عَمِلتُ بَعدَ كَلِمَةِ الإِخلاصِ عَمَلاً هُوَ أقرَبُ إلَى اللّه ِ عِندي مِن قَتلي مَن قَتَلتُ مِنَ الخَوارِجِ .
ولكِنّي سَاُخبِرُكَ بِما حَدَّثتُ بِهِ نَفسي .
قُلتُ : لَيتَني كُنتُ قاتَلتُ أهلَ البَصرَةِ ، فَإِنَّهُم بايَعوني طائِعينَ غَيرَ مُكرَهينَ ، وَايمُ اللّه ِ ، لَقَد حَرَصتُ عَلى ذلِكَ ، ولكِنَّ بَني زِيادٍ أتَوني ، فَقالوا : إنَّكَ إذا قاتَلتَهُم فَظَهَروا عَلَيكَ لَم يُبقوا مِنّا أحَدا ، وإن تَرَكتَهُم تَغَيَّبَ الرَّجُلُ مِنّا عِندَ أخوالِهِ وأصهارِهِ ، فَرَفَقتُ لَهُم ، فَلَم اُقاتِل .
وكُنتُ أقولُ : لَيتَني كُنتُ أخرَجتُ أهلَ السِّجنِ فَضَرَبتُ أعناقَهم ، فَأَمّا إذ فاتَت هاتانِ فَلَيتَني كُنتُ أقدَمُ الشّامَ ولَم يُبرِموا أمرا .
قالَ بَعضُهُم : فَقَدِمَ الشّامَ ولَم يُبرِموا أمرا ، فَكَأَنَّما كانوا مَعَهُ صِبياناً ، وقالَ بَعضُهُم : قَدِمَ الشّامَ وقَد أبرَموا ، فَنَقَضَ ما أبرَموا إلى رَأيِه . ۶
1.سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۵۴۵ ، فتح الباري : ج ۱۳ ص ۱۲۸ ، تاريخ دمشق : ج ۳۷ ص ۴۴۶ ـ ۴۴۷ وليس فيهما صدره إلى «عن الحسن» .
2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۸ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۶ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۹۹ ، الفتوح : ج ۵ ص ۳۸ نحوه ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۸ .
3.المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۱۲ الرقم ۲۸۳۱ ، الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۵۰۳ الرقم ۴۶۷ ، تاريخ دمشق : ج ۳۷ ص ۴۵۱ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۸۷ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۲۸۵ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۰۹ الرقم ۱۱ .
4.الكَيس : العقل (لسان العرب : ج ۶ ص ۲۰۱ «كيس») .
5.البيضاءُ : دار بالبصرة لعبيد اللّه بن زياد بن أبيه (تاج العروس : ج ۱۰ ص ۱۹ «بيض») .
6.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۵۲۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۶۱۱ نحوه وراجع : الأخبار الطوال : ص ۲۸۴ والفتوح : ج ۵ ص ۱۶۸ .