131
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6

3. أخذ زينب عليهاالسلام العهد من حبيب بن مظاهر

ومن النماذج الاُخرى للروايات الكاذبة قولهم:
كانت السيّدة زينب عليهاالسلام تسير بين الخيم ليلة عاشوراء بسبب همّها وغمّها وخوفها من الأعداء؛ من أجل تقصّي أحوال الأقارب والأنصار، فرأت حبيب بن مظاهر وقد جمع الأصحاب في خيمته، وأخذ عليهم العهد أن لا يدعوا أحداً من بني هاشم يخرج للقتال قبلهم، وبعد تفصيل طويل عادت تلك المخدّرة مسرورةً، فلمّا قربت من خيمة أبي الفضل رأته قد جمع بني هاشم خلف خيمته وهو يأخذ العهد منهم أيضاً بأن لا يدعوا أحداً من الأنصار يخرج إلى ساحة المعركة قبلهم ، فدخلت المخدّرة مسرورةً على أبي عبد اللّه عليه السلام وتبسّمت ، فتعجّب من تبسّمها وسألها عن السبب ، فأخبرته عمّا رأته ... إلى آخر الخبر . وكان منتحل هذا الخبر ذا مهارةٍ فائقة في هذا الفنّ . ۱

4. تفقّد الإمام الحسين عليه السلام لأحوال زين العابدين عليه السلام يوم عاشوراء

يقول المحدّث النوري :
نقلوا بحرقة وتألّم أنّ الإمام الحسين عليه السلام عاد الإمام زين العابدين عليه السلام وهو في فراشه ، وذلك في يوم عاشوراء بعد استشهاد جميع أهل البيت والأصحاب ، فسأل زينُ العابدين أباه عمّا انتهى إليه الأمر مع الأعداء ، فأخبره بأنّه انتهى إلى الحرب ، فسأله عن عددٍ من الأصحاب ذاكرا أسماءهم ، فأجابه بأنّهم قُتلوا الواحد تلو الآخر ، حتّى بلغ بني هاشم وسأل عن عليٍّ الأكبر وأبي الفضل، فأجاب بنفس القول السابق ، وقال: اِعلم أنّه لم يبق في الخيام من الرجال أحدٌ غيري وغيرك .
وهذه هي خلاصة القصّة ، علماً أنّ لها الكثير من الحواشي، وهي تصرّح بأنّه عليه السلام لم يكن يعلم أيَّ شيء عن حال الأقرباء والأنصار وساحة الحرب منذ نشوب المعركة حتّى بقاء الإمام وحيدا ! ۲

1.المصدر السابق : ص ۲۶۴ وراجع : معالي السبطين : ج۱ ص۲۰۹.

2.المصدر السابق : ص ۲۶۴ وراجع : الدمعة الساكبة : ج۴ ص۳۵۱ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
130

2. إتيانُ أبي الفضل بالماء لسيّد الشهداء عليه السلام أيام طفولته

النموذج الثاني للأكاذيب في قراءة المراثي، يتمثّل في القصّة التي ذكرها المحدّث النوري في كتابه باعتبارها نموذجاً آخر من اختلاق الأكاذيب، ويقول الشهيد المطهّري : إنّي سمعتها كراراً . وهذه القصّة المنتحلة هي :
كان أمير المؤمنين عليه السلام يخطب على المنبر، فطلب الحسينُ ماءً ، فأمر أميرُالمؤمنين قنبراً بأن يأتي له بالماء، وكان العبّاس طفلاً آنذاك، فلمّا سمع بعطش أخيه أسرع إلى اُمّه وجاء بالماء في قدحٍ وضعه على رأسه، وكان الماء يتصابّ من جوانبه، فدخل المسجد على هذه الهيئة ، فلمّا رآه أمير المؤمنين بكى وقال : اليوم هكذا وفي يوم عاشوراء كذا، ثمّ ذكر شيئاً من مصائبه... . ۱
وبعد أن يشير المحدّث النوري إلى هذه القصّة المختلقة، يقول في الاستدلال على انتحالها :
كانت هذه القصّة في الكوفة طبعاً ، ولو كانت في المدينة لكانت في بداية خلافته عليه السلام ؛ ذلك لأنّه لم يكن له منبر أو مسجد قبل ذلك. وكان عمر أبي عبد اللّه عليه السلام آنذاك يربو على الثلاثين، وإظهار الإنسان العطش في ذلك المجلس العامّ والتكلّم أثناء الخطبة مكروه أو حرام ، وهو لا يتناسب مع منصب الإمامة، بل مع الدرجة الاُولى من العدالة ، بل مع العادات والآداب الإنسانيّة المتعارف عليها . ۲
ويضيف المحدّث النوري ـ من أجل بيان انتحال هذه القصّة ـ أنّه لمّا كان حبل الكذب قصيرا ، فإنّ منتحلَ هذه القصّة ذكر أنّ أبا الفضل طفلٌ صغير من جهة ، وقال من جهة اُخرى أنّه كان في معركة صفّين ـ التي حدثت بعد سنتين أو ثلاث سنوات من هذه الحادثة ـ يأخذ بالأعداء ويقذفهم نحو الأعلى ويشطر كلّ من يعود إلى الأرض إلى نصفين ، وقد قذف كذلك ثمانين شخصا ، بحيث إنّه عندما قذف الشخص الثمانين لم يكن الشخص الأوّل قد عاد بعدُ!!

1.المصدر السابق : ص ۲۹۹.

2.المصدر السابق .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 267342
الصفحه من 430
طباعه  ارسل الي