151
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6

الفصل الأوّل : إقامَةُ المَأتَمِ

1 / 1

الحَثُّ عَلى إقامَةِ المَأتَمِ لِلحُسَينِ عليه السلام

۲۶۹۰.فضل زيارة الحسين عليه السلام عن أبي حمزة عن أبي جعفر [الباقر] عليه السلامـ أنَّهُ لَمّا تَلا هذِهِ الآيَةَ :«إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَـدُ»۱قالَـ : الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام مِنهُم ، ووَاللّه ِ ، إنَّ بُكاكُم عَلَيهِ ، وحَديثَكُم بِما جَرى عَلَيهِ ، وزِيارَتَكُم قَبرَهُ ، نُصرَةٌ لَكُم فِي الدُّنيا ، فَأَبشِروا فَإِنَّكُم مَعَهُ في جِوارِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله . ۲

۲۶۹۱.كامل الزيارات عن عبد اللّه بن حمّاد البصري عن أبي عبد اللّه [الصادق] عليه السلام :قالَ لي : إنَّ عِندَكُم ـ أو قالَ : في قُربِكُم ـ لَفَضيلَةً ما اُوتِيَ أحَدٌ مِثلَها ، وما أحسَبُكُم تَعرِفونَها كُنهَ مَعرِفَتِها ، ولا تُحافِظونَ عَلَيها ولا عَلَى القِيامِ بِها ، وأنَّ لَها لَأَهلاً خاصَّةً قَد سُمّوا لَها ، واُعطوها بِلا حَولٍ مِنهُم ولا قُوَّةٍ ، إلّا ما كانَ مِن صُنعِ اللّه ِ لَهُم ، وسَعادَةٍ حَباهُمُ اللّه ُ بِها ، ورَحمَةٍ ورَأفَةٍ وتَقَدُّمٍ .
قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ ، وما هذَا الَّذي وَصَفتَ ولَم تُسَمِّهِ؟
قالَ : زِيارَةُ جَدِّيَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام ، فَإِنَّهُ غَريبٌ بِأَرضِ غُربَةٍ ، يَبكيهِ مَن زارَهُ ، ويَحزَنُ لَهُ مَن لَم يَزُرهُ ، ويَحتَرِقُ لَهُ مَن لَم يَشهَدهُ ، ويَرحَمُهُ مَن نَظَرَ إلى قَبرِ ابنِهِ عِندَ رِجلِهِ . . .
ثُمَّ قالَ : بَلَغَني أنَّ قَوماً يَأتونَهُ مِن نَواحِي الكوفَةِ وناسا مِن غَيرِهِم ، ونِساءً يَندُبنَهُ ، وذلِكَ فِي النِّصفِ مِن شَعبانَ ، فَمِن بَينِ قارِئٍ يَقرَأُ ، وقاصٍّ يَقُصُّ ، ونادِبٍ يَندُبُ ، وقائِلٍ يَقولُ المَراثِيَ ، فَقُلتُ لَهُ : نَعَم ، جُعِلتُ فِداكَ ، قَد شَهِدتُ بَعضَ ما تَصِفُ .
فَقالَ : الحَمدُ للّه ِِ الَّذي جَعَلَ فِي النّاسِ مَن يَفِدُ إلَينا ويَمدَحُنا ويَرثي لَنا ، وجَعَلَ عَدُوَّنا مَن يَطعُنُ عَلَيهِم مِن قَرابَتِنا ، وغَيرِهِم يَهدُرونَهُم ويُقَبِّحونَ ما يَصنَعونَ . ۳

1.غافر : ۵۱ .

2.فضل زيارة الحسين عليه السلام : ص ۴۸ ح ۲۵ .

3.كامل الزيارات : ص ۵۳۷ ح ۸۲۹ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۷۴ ح ۲۱ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
150

3 . تجسّد العاطفة والولاء لأهل البيت

التحليل الصحيح للنهضة الحسينية لا يمكن أن يحلّ بديلاً عن السعي من أجل تهييج العواطف والمشاعر فيما يتعلّق بحادثة كربلاء الدمويّة ، فللعواطف دورٌ خاصٌّ في البناء الروحي، ولا يمكن لأيّ شيء أن يحلّ محلّها ؛ ولذلك فإنّ أهل البيت عليهم السلام كانوا يؤكّدون تأكيداً خاصّاً على الإبكاء والبكاء على مصائب سيّد الشهداء، وكانوا هم أنفسهم يهيّؤون ـ من خلال تشجيع قرّاء المراثي والاستماع إلى مراثيهم ۱ ـ الأرضيّة لنشر هذه الثقافة بين أتباعهم، وكما نقل عن الكميت ـ وهو شاعر معاصر للإمام الباقر عليه السلام ـ أنّه بعد إنشاده المراثي لديه وبكائه عليه السلام قال له :
ما مِن رَجُلٍ ذَكَرَنا أو ذُكِرنا عِندَهُ ، فَخَرَجَ مِن عَينَيهِ ماءٌ ولَو قَدرَ مِثلِ جَناحِ البَعوضَةِ ؛ إلّا بَنى اللّه ُ لَهُ بَيتاً فِي الجَنَّةِ ، وجَعَلَ ذلِكَ حِجاباً بِينَهُ وبَينَ النّارِ . ۲
وإنّ الخطيبَ الناجحَ هو الذي يؤدّي أكبر الأدوار في إثارة عواطف الناس إزاء سيّد الشهداء، وذلك من خلال الاعتماد على المصادر المعتبرة وعلى أساس التحليل والاستعراض الصحيحين لحادثة عاشوراء، وبذلك فإنّه سيشيع الولاء لأهل بيت الرسالة في المجتمع مع التبلور حول المحور الإلهي .

1.راجع : ص۱۵۱ (الفصل الأوّل / الحثّ على إقامة المأتم للحسين عليه السلام ) وص۱۷۵ (الفصل الثاني: ذكر مصائبه) وص۱۹۷ (الفصل الرابع : البكاء على سيّد الشهداء عليه السلام وأصحابه).

2.راجع : ص ۲۳۳ ح۲۸۳۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 235223
الصفحه من 430
طباعه  ارسل الي