169
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6

۲۷۲۶.تاريخ الطبري عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود :لَمّا أتى أهلَ المَدينَةِ مَقتَلُ الحُسَينِ عليه السلام ، خَرَجَتِ ابنَةُ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ ومَعَها نِساؤُها ، وهِيَ حاسِرَةٌ ، تَلوي بِثَوبِها ، وهِيَ تَقولُ :
ماذا تَقولونَ إن قالَ النَّبِيُّ لَكُمماذا فَعَلتُم وأنتُم آخِرُ الاُمَمِ
بِعِترَتي وبِأَهلي بَعدَ مُفتَقَديمِنهُم اُسارى ومِنهُم ضُرِّجوا بِدَمِ۱

راجع : ج 5 ص 300 (القسم التاسع / الفصل الثامن / قدوم آل الرسول صلى الله عليه و آله إلى المدينة) وص 341 (القسم الثاني عشر / الفصل الأوّل / ما روي عن بنات عقيل) .

ج ـ حينَ رُجوعِ أهلِ البَيتِ

۲۷۲۷.الملهوف عن بشير بن حذلم۲:فَلَمّا قَرُبنا مِنها [أي مِنَ المَدينَةِ] نَزَلَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام فَحَطَّ رَحلَهُ ، وضَرَبَ فُسطاطَهُ ، وأنزَلَ نِساءَهُ ، وقالَ : يا بَشيرُ، رَحِمَ اللّه ُ أباكَ، لَقَد كانَ شاعِرا ، فَهَل تَقدِرُ عَلى شَيءٍ مِنهُ؟
قُلتُ : بَلى يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، إنّي لَشاعِرٌ .
قالَ : فَادخُلِ المَدينَةَ وَانعَ أبا عَبدِ اللّه ِ عليه السلام .
قالَ بَشيرٌ : فَرَكِبتُ فَرَسي ورَكَضتُ حَتّى دَخَلتُ المَدينَةَ ، فَلَمّا بَلَغتُ مَسجِدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، رَفَعتُ صَوتي بِالبُكاءِ ، وأنشَأتُ أقولُ :
يا أهلَ يَثرِبَ لا مُقامَ لَكُم بِهاقُتِلَ الحُسَينُ فَأَدمُعي مِدرارُ
الجِسمُ مِنهُ بِكَربَلاءَ مُضَرَّجٌوَالرَّأسُ مِنهُ عَلَى القَناةِ يُدارُ
قالَ : ثُمَّ قُلتُ : هذا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام مَعَ عَمّاتِهِ وأخَواتِهِ ، قَد حَلّوا بِساحَتِكُم، ونَزَلوا بِفِنائِكُم ، وأنَا رَسولُهُ إلَيكُم اُعَرِّفُكُم مَكانَهُ .
قالَ : فَما بَقِيَت فِي المَدينَةِ مُخَدَّرَةٌ ولا مُحَجَّبَةٌ إلّا بَرَزنَ مِن خُدورِهِنَّ مَكشوفَةً شُعورُهُنَّ ، مُخَمَّشَةً وُجوهُهُنَّ ، ضارِباتٍ خُدودَهُنَّ ، يَدعونَ بِالوَيلِ وَالثُّبورِ ، فَلَم أرَ باكِيا ولا باكِيَةً أكثَرَ مِن ذلِكَ اليَومِ ، ولا يَوما أمَرَّ عَلَى المُسلِمينَ مِنهُ بَعدَ وَفاةِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وسَمِعتُ جارِيَةً تَنوحُ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام وتَقولُ :
نَعى سَيِّدي ناعٍ نَعاهُ فَأَوجَعافَأَمرَضَني ناعٍ نَعاهُ فَأَفجَعا
أعَينَيَّ جودا بِالمَدامِعِ وأَسكِباوجودا بِدَمعٍ بَعدَ دَمعِكُما مَعا
عَلى مَن دَهى عَرشَ الجَليلِ فَزَعزَعا۳وأصبَحَ أنفُ الدّينِ وَالمَجدُ أجدَعا۴
عَلَى ابنِ نَبِيِّ اللّه ِ وَابنِ وَصِيِّهِوإن كانَ عَنّا شاحِطَ۵الدّارِ أشسَعا۶
ثُمَّ قالَت : أيُّهَا النّاعي! جَدَّدتَ حُزنَنا بِأَبي عَبدِ اللّه ِ عليه السلام ، وخَدَشتَ مِنّا قُروحا لَمّا تَندَمِل ، فَمَن أنتَ يَرحَمُكَ اللّه ُ؟
قُلتُ : أنَا بَشيرُ بنُ حَذلَمٍ وَجَّهَني مَولايَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام وهُوَ نازِلٌ مَوضِعَ كَذا وكَذا مَعَ عِيالِ أبي عَبدِ اللّه ِ الحُسَينِ عليه السلام ونِسائِهِ .
قالَ : فَتَرَكوني مَكاني وبادَروا ، فَضَرَبتُ فَرَسي حَتّى رَجَعتُ إلَيهِم ، فَوَجَدتُ النّاسَ قَد أخَذُوا الطُّرُقَ وَالمَواضِعَ ، فَنَزَلتُ عَن فَرَسي وتَخَطَّيتُ رِقابَ النّاسِ حَتّى قَرُبتُ مِن بابِ الفُسطاطِ ، وكانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام داخِلاً فَخَرَجَ ومَعَهُ خِرقَةٌ يَمسَحُ بِها دُموعَهُ ، وخَلفَهُ خادِمٌ مَعَهُ كُرسِيٌّ ، فَوَضَعَهُ لَهُ وجَلَسَ عَلَيهِ وهُوَ لا يَتَمالَكُ مِنَ العَبرَةِ ، فَارتَفَعَت أصواتُ النّاسِ بِالبُكاءِ وحَنينُ الجَواري وَالنِّساءِ ، وَالنّاسُ مِن كُلِّ ناحِيَةٍ يُعَزّونَهُ ، فَضَجَّت تِلكَ البُقعَةُ ضَجَّةً شَديدَةً. ۷

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۶۶ ، تاريخ دمشق : ج ۶۹ ص ۱۷۸ عن الزبير وفيه «زينب الصغرى بنت عقيل» ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۹ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۹۳ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۹۷ وفي الثلاثة الأخيرة «امرأة من بنات عبد المطّلب» وكلّها نحوه .

2.أشرنا سابقاً إلى أنّ اختلافاً وقع في اسمه فذُكر مرّة «بشر» واُخرى «بشير»، وكذا في اسم أبيه حيث ذُكر مرّة «حذلم» واُخرى «جذلم» وثالثة «حذيم».

3.الزّعزعة : كلّ تحريك شديد (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۳۴ «زعزع») .

4.الجَدْع : قطع الأنف ، والاُذن والشفّة ، وهو بالأنف أخصّ (النهاية : ج ۱ ص ۲۴۶ «جدع») .

5.الشَّحْط : البُعْد ، يقال : شَحِط المزار ، أي بعد (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۳۵ «شحط») .

6.الشِّسع : طرف المكان (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۴۵ «شسع») .

7.الملهوف : ص ۲۲۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۴۷ و راجع : مثير الأحزان : ص ۱۱۳ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
168

۲۷۲۴.الأمالي للمفيد عن أبي هياج عبد اللّه بن عامر :لَمّا أتى نَعيُ الحُسَينِ عليه السلام إلَى المَدينَةِ ، خَرَجَت أسماءُ بِنتُ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ في جَماعَةٍ مِن نِسائِها حَتَّى انتَهَت إلى قَبرِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَلاذَت بِهِ ، وشَهِقَت عِندَهُ ، ثُمَّ التَفَتَت إلَى المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ ، وهِيَ تَقولُ :
ماذا تَقولونَ إن قالَ النَّبِيُّ لَكُميَومَ الحِسابِ وصِدقُ القَولِ مَسموعُ
خَذَلتُم عِترَتي أو كُنتُم غُيَّباوَالحَقُّ عِندَ وَلِيِّ الأَمرِ مَجموعُ
أسلَمتُموهُم۱بِأَيدِي الظّالِمينَ فَمامِنكُم لَهُ اليَومَ عِندَ اللّه ِ مَشفوعُ
ما كانَ عِندَ غَداةِ الطَّفِّ إذ حَضَرواتِلكَ المَنايا ولا عَنهُنَّ مَدفوعُ
فَما رَأَينا باكِيا ولا باكِيَةً أكثَرَ مِمّا رَأَينا ذلِكَ اليَومَ. ۲

۲۷۲۵.الإرشاد :خَرَجَت اُمُّ لُقمانَ بِنتُ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ حينَ سَمِعَت نَعيَ الحُسَينِ عليه السلام حاسِرَةً ومَعَها أخَواتُها : اُمُّ هانِئٍ ، وأسماءُ ، ورَملَةُ ، وزَينَبُ بَناتُ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ رَحمَةُ اللّه ِ عَلَيهِنَّ ، تَبكي قَتلاها بِالطَّفِّ ، وهِيَ تَقولُ :
ماذا تَقولونَ إذ قالَ النَّبِيُّ لَكُمماذا فَعَلتُم وأنتُم آخِرُ الاُمَمِ

بِعِترَتي وبِأَهلي بَعدَ مُفتَقَديمِنهُم اُسارى ومِنهُم ضُرِّجوا بِدَمِ
ما كانَ هذا جَزائي إذ نَصَحتُ لَكُمأن تُخلِفوني بِسوءٍ في ذَوي رَحِمي۳

1.في المصدر : «أسلتموهم» وهو تصحيف ، والصواب ما أثبتناه من الأمالي للطوسي وبحار الأنوار .

2.الأمالي للمفيد : ص ۳۱۹ الرقم ۵ ، الأمالي للطوسي : ص ۸۹ الرقم ۱۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۸۸ الرقم ۳۴ .

3.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۲۴ ، روضة الواعظين : ص ۲۱۲ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۸۰ ، الملهوف : ص ۲۰۷ ، مثير الأحزان : ص ۹۵ كلاهما نحوه وفيهما «زينب بنت عقيل بن أبي طالب» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۲۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 272314
الصفحه من 430
طباعه  ارسل الي