211
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6

4 / 6

بُكاءُ عيسى عليه السلام

۲۷۸۶.كمال الدين عن ابن عبّاس :كُنتُ مَعَ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام في خَرجَتِهِ إلى صِفّينَ ، فَلَمّا نَزَلَ بِنينَوى ـ وهُوَ شَطُّ الفُراتِ ـ . . . قالَ لي : يَابنَ عَبّاسٍ ! اُطلُب لي حَولَها بَعرَ الظِّباءِ ، فَوَاللّه ِ ، ما كَذَبتُ ولا كُذِبتُ قَطُّ ، وهِيَ مُصفَرَّةٌ ، لَونُها لَونُ الزَّعفَرانِ .
قالَ ابنُ عَبّاسٍ : فَطَلَبتُها فَوَجَدتُها مُجتَمِعَةً ، فَنادَيتُهُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! قَد أصَبتُها عَلَى الصِّفَةِ الَّتي وَصَفتَها لي .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : صَدَقَ اللّه ُ ورَسولُهُ ، ثُمَّ قامَ يُهَروِلُ إلَيها ، فَحَمَلَها وشَمَّها ، وقالَ : هِيَ هِيَ بِعَينِها ، تَعلَمُ ـ يَابنَ عَبّاسٍ ـ ما هذِهِ الأَبعارُ؟ هذِهِ قَد شَمَّها عيسَى بنُ مَريَمَ عليه السلام ، وذلِكَ أنَّهُ مَرَّ بِها ومَعَهُ الحَوارِيّونَ ، فَرَأى هذِهِ الظِّباءَ مُجتَمِعَةً ، فَأَقبَلَت إلَيهِ الظِّباءُ وهِيَ تَبكي ، فَجَلَسَ عيسى عليه السلام ، وجَلَسَ الحَوارِيّونَ ، فَبَكى وبَكَى الحَوارِيّونَ ، وهُم لا يَدرونَ لِمَ جَلَسَ ولِمَ بَكى ، فَقالوا : يا روحَ اللّه ِ وكَلِمَتَهُ ! ما يُبكيكَ ؟!
قالَ : أتَعلَمونَ أيَّ أرضٍ هذِهِ؟ قالوا : لا ، قالَ : هذِهِ أرضٌ يُقتَلُ فيها فَرخُ الرَّسولِ أحمَدَ ، وفَرخُ الحُرَّةِ الطّاهِرَةِ البَتولِ شَبيهَةِ اُمّي ، ويُلحَدُ فيها ، وهِيَ أطيَبُ مِن المِسكِ ، وهِيَ طينَةُ الفَرخِ المُستَشهَدِ ، وهكَذا تَكونُ طينَةُ الأَنبِياءِ وأولادِ الأَنبِياءِ ، فَهذِهِ الظِّباءُ تُكَلِّمُني ، و تَقولُ : إنَّها تَرعى في هذِهِ الأَرضِ شَوقا إلى تُربَةِ الفَرخِ المُبارَكِ ، وزَعَمَت أنَّها آمِنَةٌ في هذِهِ الأَرضِ ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إلى هذِهِ الصّيرانِ ۱ فَشَمَّها ، فَقالَ : هذِهِ بَعرُ الظِّباءِ عَلى هذِهِ الطّيبِ لِمَكانِ حَشيشِها ، اللّهُمَّ أبقِها أبَدا حَتّى يَشُمَّها أبوهُ ، فَتَكونَ لَهُ عَزاءً ۲ وسَلوَةً. ۳

1.الصِيرانُ : جمع صُِوار : وِعاءُ المِسْكِ ـ تشبيه بعر الظباء بها ـ (الصحاح : ج ۲ ص ۷۱۶ «بعر») .

2.في المصدر «عزاه» ، والصواب ما أثبتناه كما في الأمالي للصدوق .

3.كمال الدين : ص ۵۳۲ ح ۱ ، الأمالي للصدوق : ص ۶۹۴ ح ۹۵۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۵۲ ح ۲ ؛ الفتوح : ج ۲ ص ۵۵۳ نحوه .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
210

4 / 5

بُكاءُ إبراهيمَ عليه السلام

۲۷۸۵.الخصال عن الفضل بن شاذان :سَمِعتُ الرِّضا عليه السلام يَقولُ : لَمّا أمَرَ اللّه ُ عز و جل إبراهيمَ عليه السلام أن يَذبَحَ مَكانَ ابنِهِ إسماعيلَ الكَبشَ الَّذي أنزَلَهُ عَلَيهِ ، تَمَنّى إبراهيمُ عليه السلام أن يَكونَ قَد ذَبَحَ ابنَهُ إسماعيلَ بِيَدِهِ ، وأنَّهُ لَم يُؤمَر بِذَبحِ الكَبشِ مَكانَهُ ، لِيَرجِعَ إلى قَلبِهِ ما يَرجِعُ إلى قَلبِ الوالِدِ الَّذي يَذبَحُ أعَزَّ وَلَدِهِ عَلَيهِ بِيَدِهِ ، فَيَستَحِقَّ بِذلِكَ أرفَعَ دَرَجاتِ أهلِ الثَّوابِ عَلَى المَصائِبِ .
فَأَوحَى اللّه ُ عز و جل إلَيهِ : يا إبراهيمُ ! مَن أحَبُّ خَلقي إلَيكَ؟
فَقالَ : يا رَبِّ ! ما خَلَقتَ خَلقا هُوَ أحَبُّ إلَيَّ مِن حَبيبِكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله .
فَأَوحَى اللّه ُ تَعالى إلَيهِ : أفَهُوَ أحَبُّ إلَيكَ أم نَفسُكَ؟
قالَ : بَل هُوَ أحَبُّ إلَيَّ مِن نَفسي .
قالَ : فَوَلَدُهُ أحَبُّ إلَيكَ أم وَلَدُكَ؟
قالَ : بَل وَلَدُهُ .
قالَ : فَذَبحُ وَلَدِهِ ظُلما عَلى أيدي أعدائِهِ أوجَعُ لِقَلبِكَ أو ذَبحُ وَلَدِكَ بِيَدِكَ في طاعَتي؟
قالَ : يا رَبِّ ! بَل ذَبحُ وَلَدِهِ ظُلما عَلى أيدي أعدائِهِ أوجَعُ لِقَلبي .
قالَ : يا إبراهيمُ ! فَإِنَّ طائِفَةً تَزعُمُ أنَّها مِن اُمَّةِ مُحَمَّدٍ سَتَقتُلُ الحُسَينَ ابنَهُ مِن بَعدِهِ ظُلما وعُدوانا كَما يُذبَحُ الكَبشُ ، ويَستَوجِبونَ بِذلِكَ سَخَطي .
فَجَزِعَ إبراهيمُ عليه السلام لِذلِكَ ، وتَوَجَّعَ قَلبُهُ ، وأقبَلَ يَبكي .
فَأَوحَى اللّه ُ عز و جل : يا إبراهيمُ ! قَد فَدَيتُ جَزَعَكَ عَلَى ابنِكَ إسماعيلَ ، لَو ذَبحتَهُ بِيَدِكَ بِجَزَعِكَ عَلَى الحُسَينِ وقَتلِهِ ، وأوجَبتُ لَكَ أرفَعَ دَرَجاتِ أهلِ الثَّوابِ عَلَى المَصائِبِ ، وذلِكَ قَولُ اللّه ِ عَزَّ وجَلَّ: «وَ فَدَيْنَـهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ»۱ . ۲

1.الصافّات : ۱۰۷ .

2.الخصال : ص ۵۸ ح ۷۹ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۰۹ ح ۱ ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۲ ص ۴۹۷ ح ۱۲ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۲۵ ح ۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 274709
الصفحه من 430
طباعه  ارسل الي