4 / 10 ـ 6
بُكاؤُهُ عَلى وَلَدِهِ الصَّغيرِ
۲۸۱۴.تذكرة الخواصّ عن هشام بن مُحَمَّد :لَمّا رَآهُمُ الحُسَينُ عليه السلام مُصِرّينَ عَلى قَتلِهِ أخَذَ المُصحَفَ ونَشَرَهُ ، وجَعَلَهُ عَلى رَأسِهِ ، ونادى : بَيني وبَينَكُم كِتابُ اللّه ِ وجدِّي مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، يا قَومِ بِمَ تَستَحِلّونَ دَمي ؟ ...
فَالتَفَتَ الحُسَينُ عليه السلام فَإِذا بِطِفلٍ لَهُ يَبكي عَطَشا ، فَأَخَذَهُ عَلى يَدِهِ ، وقالَ : يا قَومِ ، إن لَم تَرحَموني فَارحَموا هذَا الطِّفلَ ، فَرَماهُ رَجُلٌ مِنهُم بِسَهمٍ فَذَبَحَهُ ، فَجَعَلَ الحُسَينُ عليه السلام يَبكي ويَقولُ : اللّهُمَّ احكُم بَينَنا وبَينَ قَومٍ دَعَونا لِيَنصُرونا فَقَتَلونا . فَنودِيَ مِنَ الهَواءِ :
دَعهُ ـ يا حُسَينُ ـ ، فَإِنَّ لَهُ مُرضِعا فِي الجَنَّةِ .
ورَماهُ حُصَينُ بنُ تَميمِ بِسَهمٍ فَوَقَعَ في شَفَتَيهِ ، فَجَعَلَ الدَّمُ يَسيلُ مِن شَفَتَيهِ ، وهُوَ يَبكي ويَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أشكو إلَيكَ ما يُفعَلُ بي وبِإِخوَتي ووُلدي وأهلي. ۱
راجع : ج 4 ص 302 (القسم الثامن / الفصل الرابع / الطفل الصغير) .
4 / 10 ـ 7
بُكاؤُهُ عَلى غُلامٍ تُركِيٍّ
۲۸۱۵.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :ثُمَّ خَرَجَ غُلامٌ تُركِيٌّ مُبارِزٌ ، قارِئٌ لِلقُرآنِ ، عارِفٌ بِالعَرَبِيَّةِ ، وهُوَ مِن مَوالِي الحُسَينِ عليه السلام ، فَجَعَلَ يُقاتِلُ ويَقولُ :
البَحرُ مِن طَعني وضَربي يَصطَلي۲وَالجَوُّ مِن سَهمي ونَبلي يَمتَلي
إذا حُسامي في يَميني يَنجَلييَنشَقُّ قَلبُ الحاسِدُ المُبَجَّلُ
فَقَتَلَ جَماعَةً ، فَتَحاوَشوهُ ۳ فَصَرَعوهُ ، فَجاءَهُ الحُسَينُ عليه السلام وبَكى ، ووَضَعَ خَدَّهُ عَلى خَدِّهِ ، فَفَتَحَ عَينَيهِ ورَآهُ فَتَبَسَّمَ ، ثُمَّ صارَ إلى رَبِّهِ . ۴
1.تذكرة الخواصّ : ص ۲۵۲ .
2.الاصْطلاءُ : افتعال من صلا النار والتسخّن بها (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۴۶۷ «صلا») .
3.احتوش القوم على فلان : إذا جعلوه وسطهم (النهاية : ج ۱ ص ۴۶۱ «حوش») .
4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۲۴ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۰.